العبادي يتراجع أمام "اعتصام" الصدر.. مبادرة لتعديل وزاري
نائب عراقي لـ"العين": التغيير الكامل أو الفوضى
"التحالف الوطني" تعهّد بالتعاون مع جميع الكتل السياسيّة لإنجاز التعديل الوزاري خلال الأيام القليلة المقبلة وفقًا لمعايير المهنية
اتفقت الهيئة القيادية للتحالف الوطني العراقي على إطلاق مبادرة للحوار مع الكتل السياسية العراقية من أجل مواجهة التحديات واستيعاب المطالب الشعبية ودعم الإصلاحات، وتؤكد على وحدة الصف في مواجهة إرهاب تنظيم"داعش".
وعقدت الهيئة القيادية برئاسة رئيس التحالف إبراهيم الجعفري اجتماعًا طارئًا الليلة الماضية في بغداد بحضور رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، عقب دخول زعيم التيار الصدري مقتدي الصدر في اعتصام داخل المنطقة الخضراء التي تحوي مقرات البرلمان والحكومة والبعثات الدبلوماسية، وناقشت التغيير الوزاري وتوفير الظروف المناسِبة والاحتياجات اللازمة للقوات المسلحة العراقية لتحقيق الانتصار على تنظيم"داعش" وعودة النازحين.
ودعت مبادرة "التحالف الوطني" جميع القوى السياسية إلى الحوار الجادّ والارتقاء إلى مستوى ما يتطلع إليه الشعب من إصلاحات حقيقـية، مؤكدة أن المطالب الشعبيّة عبرت عن الحاجة الواقعية للإصلاح، ولابد للقوى الوطنية أن تتفاعل معها وفق المسؤولية التضامنية لتحويل المطالب إلى إجراءات فعلية ملموسة وقوانين.
وتعهد التحالف الوطني بالتعاون مع جميع الكتل السياسيّة لإنجاز التعديل الوزاري خلال الأيام القليلة المقبلة وفقًا لمعايير المهنية والخبرة والتكنوقراط، من خلال آلية وجدول زمني ومعايير مهنية لشغل المناصب العليا بالهيئات المستقلة ووكلاء الوزاراتليكون الترشيح متاحاً للكفاءات الوطنية في إطار من الشفافية.
أكد التحالف دعمه للمجلس الأعلى لمكافحة الفساد الذي أعلن عنه العبادي مؤخرًا وفق الصلاحيات وما يلزم من تشريعات حتى يتمكن من أداء مهامه في ملاحقة المفسِدين ومكافحة الفساد، إضافة إلى سن حزمة قوانين تساهم في بناء الدولة وتقديم أفضل الخدمات للعراقيين وتعزز الوحدة الوطنية والوئام الاجتماعي، وتدعم السلطة القضائية ومستلزمات النهوض الاقتصادي وتشجيع الاستثمار وتنويع مصادر الدخل الوطني.
حضر اجتماع الهيئة القيادية للتحالف الوطني برئاسة الجعفري وحضور العبادي كل من حسين الشهرستاني وهادي العامري وحميد المعلة وخضير الخزاعي وهاشم الهاشمي وفالح الفياض وعباس البياتي.
ونفي ابراهيم المعلة ما تردد عن تمسك الجعفري ووزير التعليم العالي حسين الشهرستاني بمنصبيهما، وقال: لم يطرح هذا الأمر على الاجتماع الذي تم في أجواء إيجابية من أجل الحفاظ على مصلحة الشعب العراقي والعملية السياسية، ولم يتم التطرق إلى أي اسم أو وزارة، بل بحث منهج وأسلوب تطبيق الإصلاحات، وطلب إطلاق حزمة تشريعات تكافح الفساد وتنشط مؤسسات الدولة وطلب تشكيل لجنة لتقييم الإصلاحات بسقف زمني 3 أشهر.
من جانبه اعتبر النائب عباس البياتي الاجتماع الطارئ إيجابيًّا، وساده التفاهم والحوار الجاد وأطلق مبادرة وطنية تشمل كل المكونات والكتل تدعوهم للمشاركة الوطنية ولم يدخل في المسميات للوزراء.. لافتًا إلى أن لجنة من التحالف الوطني ستبدأ اعتبارًا من اليوم لقاء الكتل النيابية لبحث سبل الاستجابة لتطلعات الاصلاح واستيعاب المقترحات المطروحة، وسينفتح التحالف على الجميع.
ويعد "التحالف الوطني" هو أكبر الكتل السياسية في مجلس النواب العراقي، وأعضاؤه من التيارات الشيعية: حزب الدعوة والمجلس الإسلامي الأعلى وحزب الإصلاح والتيار الصدري ومنظمة "بدر" والمؤتمر الوطني العراقي وكتلة التضامن وتجمع العراق المستقل وشخصيات أخرى.
بقاء العبادي أو الفوضى
ووصف النائب عن تحالف"القوي العراقية" السني محمد نوري، في تصريح لبوابة "العين" الإخبارية، مبادرة التحالف "مخرج من الأزمة الراهنة" وإن جاءت متأخرة وهي محاولة من التحالف الوطني لحلحلة الأزمة .
وأعرب عن اعتقاده بأن المطروح حاليًا هو التغيير الوزاري الشامل وليس التعديل، لاسيما بعد التطور الأخير بدخول مقتدي الصدر في اعتصام داخل المنطقة الخضراء واستمرار الاعتصام خارج أسوار المنطقة الخضراء.
ونبه إلى أن الحكومة أمام خيارين إما التغيير الكامل الذي يشمل الهيئات المستقلة ومكافحة الفساد خلال فترة وجيزة مع بقاء رئيس الوزراء حيدر العبادي أو الفوضي، لافتًا إلى صعوبة تغيير العبادي في هذا التوقيت لعدم ضمان وجود توافق سياسي على شخصية تخلفه حاليًا.
واستبعد لجوء البرلمان إلى سحب الثقة من العبادي وإن كان الخيار الأخير حال فشل المبادرات، وقال لن يصل مجلس النواب العراقي إلى هذه المرحلة؛ لأن سحب الثقة يدخلنا للفراغ والفوضى وبقاء العبادي على رأس الحكومة هو الأقرب حاليًا.
وفرضت القوات المشتركة من الجيش والشرطة العراقية إجراءات أمنية مشدد وسط بغداد، وفي محيط موقع الاعتصام وفي المناطق المحيطة بالمنطقة الخضراء وعلى جسري الجمهورية والسنك المؤديين لموقع الاعتصام، وأعلنت حالة الإنذار"ج" في المنطقة بعد دخول مقتدى الصدر في اعتصام داخل المنطقة الخضراء، حيث نصب خيمة له ولعدد محدود من مرافقيه منذ أمس.
ودعا الصدر إلى الاعتصام أمام أسوار المنطقة الخضراء وسط بغداد اعتبارًا من يوم الجمعة 18 مارس/آذار، وأكد على "سلمية التظاهر والاعتصام"، وكان قد أمهل حكومة حيدر العبادي 45 يومًا لتطبيق برنامج الإصلاحات الشامل ومحاربة الفساد تنتهي اليوم.