الإمارات تنجح في إبراز الهوية الإسلامية في مجال السياحة
قطاع السياحة الإسلامية يعد واحدا من أسرع قطاعات السياحة العالمية نموا، حيث تبلغ قيمته الحالية 135 مليار دولار.
تمكنت دولة الإمارات من أن تصبح لاعباً رئيسياً في قطاع "السياحة الإسلامية" على المستويين الإقليمي والعالمي مع تزايد أنشطة الشركات السياحية والفندقية في هذا القطاع المهم، الذي يشهد طفرات متلاحقة في معظم دول العالم في ظل موجة صعود غير مسبوقة للمنتجات المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، والتي لم تقتصر على الدول العربية أو الإسلامية وحدها ولكن امتدت لتشمل دولاً أخرى عديدة في مختلف أنحاء العالم، حيث استطاعت صناعة «السياحة الإسلامية» تثبيت أقدامها بصورة ملحوظة.
واستطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة أن تقفز إلى المركز الثاني ضمن قائمة الوجهات الأكثر استقطاباً للمسافرين في سوق السفر الإسلامي العالمي، وذلك وفقاً لتقرير المؤشر العالمي للسياحة الإسلامية لعام 2016، الصادر عن شركتي "ماستركارد" و"كريسنت ريتنغ"، والذي يمثل أشمل بحث يركز على قطاع السياحة الإسلامية سريع النمو.
وأظهر البحث، الذي شمل 130 وجهة عالمية، تقدُّم الإمارات العربية المتحدة من المرتبة الثالثة في العام الماضي إلى المرتبة الثانية في العام الحالي، فيما تصدرت ماليزيا مرة أخرى قائمة دول منظمة التعاون الإسلامي، وجاءت تركيا في المرتبة الثالثة، وتلتها إندونيسيا وقطر في المرتبتين الرابعة والخامسة على التوالي.
وأوْلت دولة الإمارات اهتماما كبيرا لمجال "السياحة الإسلامية" حيث حرصت على التوسع في هذا القطاع السياحي الاقتصادي المهم الذي يحظى بإقبال منقطع النظير من جنسيات مختلفة حول العالم، خاصة بعد استضافتها للقمة العالمية للسياحة الإسلامية العام المنصرم.
وتهدف السياحة الإسلامية في الأساس إلى تقديم الخدمات السياحية من فنادق ومطاعم ومراكز تجارية وأماكن ترفيهية، على أن تكون متوافقة مع معتقدات ومبادئ الشريعة الإسلامية وصديقة للعائلة.
أبوظبي عنوان السياحة الإسلامية
من جهته قال مدير عام المجلس الوطني للسياحة والآثار محمد خميس المهيري لبوابة "العين" الإخبارية، إن السياحة الإسلامية استطاعت أن تشكل محوراً رئيسياً في البرامج الترويجية والتسويقية لوجهة أبوظبي السياحية، حيث شهدت العاصمة الإماراتية زيادة متصاعدة في عدد زوار السياحة الإسلامية خلال عام 2015 وبداية عام 2016، وذلك كونها تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي يجعلها مركزاً لتوقف المسافرين بين الشرق والغرب، الأمر يفتح آفاقاً واعدة لتطوير برامج لعطلات قصيرة في أبوظبي لاكتشاف الإمارة وتحفيز السائحين للعودة إليها مجدداً للاستمتاع بعطلات أطول بها.
وأكد المهيري أن أبوظبي تمتلك المقومات والمرافق اللازمة للوفاء باحتياجات السياحة الإسلامية، سواء تلك المتعلقة بالأطعمة والمشروبات الإسلامية أو المنتجات العائلية، وحتى رحلات القوارب الشراعية المخصصة للسيدات فقط، إضافة إلى أوقات حصرية للسيدات في حديقة الألعاب المائية «ياس ووتر وورلد أبوظبي»، وحلبة مرسى ياس، مشيراً إلى أن زيارة جامع الشيخ زايد الكبير تأتي في مقدمة البرامج السياحية في هذا المجال.
ونوّه المهيري إلى أن هناك 22 فندقاً من فنادق أبوظبي مدرجة حالياً على موقع "السياحة الإسلامية"، لافتاً إلى أن أهم التحديات التي تواجه فنادق «السياحة الإسلامية» تتمثل في زيادة الوعي أمام المستثمرين بتنامي سوق السياحة الإسلامية واغتنام الفرص الاستثمارية الصاعدة بهذا الصدد.
وأشار المهيري إلى أن المجلس الوطني للسياحة والآثار يطمح لأن تصبح الإمارات بشكل عام وأبوظبي بشكل خاص الوجهة الرائدة لقطاع السياحة الإسلامية في العالم، والظفر بالحصة الكبرى في سوقها العالمية، وهو ما يتطلب اتخاذ مجموعة من الإجراءات الضرورية لإيجاد أسواق جديدة وحفز الطلب وإدخال مفاهيم تسويقية مبتكرة لاستقطاب زوار جدد وترسيخ روابط الولاء لديهم لنغدو الوجهة المفضلة والدائمة لرحلاتهم.
أسرع القطاعات نمواً
وفي السياق ذاته، أفاد المحلل الاقتصادي محمد العسومي أن السياحة الإسلامية في الإمارات ستلعب دوراً اقتصادياً كبيرا في السنوات المقبلة، وهذا يظهر جليا في النمو الذي شهده هذا القطاع خلال عام واحد فقط.
وقال العسومي إن هناك استثمارات ضخمة تجاوزت قيمتها الـ10 مليارات درهم رصدت في سبيل تعزيز وتطوير البينة التحتية لقطاع السياحة والفنادق الإسلامية بالدولة، ومن المتوقع أن تبلغ قيمة عائدات قطاع السياحة الإسلامية عالمياً 238 مليار دولار، بحلول عام 2019، مع الحرص في الوقت ذاته على تطبيق أرقى معايير الجودة في القطاع.
وأضاف العسومي أن التقديرات أشارت إلى تجاوز نسب النمو في السياحة الإسلامية حاجز الـ 7%، بينما كانت تنمو في السنوات السابقة بمعدل سنوي يتراوح بين 5 إلى 6%، بسبب الاهتمام الذي يشهده هذا القطاع والمشروعات الاستثمارية المكرسة لأجله.
وقال العسومي إن قطاع السياحة الإسلامية يعد واحدا من أسرع قطاعات السياحة العالمية نموا، حيث تبلغ قيمته الحالية 135 مليار دولار مع توقعات بتضاعف هذا الرقم خلال الأعوام الخمسة المقبلة.
وبحسب الإحصاءات، وصل عدد المسافرين المسلمين إلى حوالي 117 مليون مسافر في عام 2015، ما يمثل 10% من إجمالي قطاع السفر العالمي، في حين تشير التوقعات إلى نمو عدد المسافرين إلى 168 مليون مسافر بحلول عام 2020، أي ما يمثل 11٪ من قطاع السفر، حيث من المتوقع أن تتجاوز قيمة إنفاق المسافرين المسلمين الـ200 مليار دولار.
aXA6IDE4LjIxNi40Mi4yMjUg جزيرة ام اند امز