قمة نووية في واشنطن.. أوباما يرأس آخر اجتماعات مبادرته
بمشاركة رؤساء دول وحكومات نحو 50 دولة، انطلقت الخميس في واشنطن، القمة الرابعة حول الأمن النووي
بمشاركة رؤساء دول وحكومات نحو خمسين دولة حول العالم، انطلقت اليوم الخميس في العاصمة الأمريكية واشنطن، القمة الرابعة حول الأمن النووي، لتنسيق الجهود الدولية لمنع امتلاك التنظيمات المتطرفة أسلحة الدمار الشامل.
موضوع الندوة وحده يرعب كثيرا من حكومات الدول المشاركة، خاصة وأن هجمات تنظيم الدولة في بروكسل مازالت حاضرة في الأذهان، وكذلك المخاوف التي رافقتها من احتمال شن تنظيم الدولة أو غيره هجمات واسعة باستعمال أسلحة كيماوية أو جرثومية.
تأتي الندوة النووية لتبادل الاستراتيجيات وتوحيد الجهود الحكومية، في مواجهة انتشار أسلحة الدمار الشامل، ومنع نفاذ المنظمات الإرهابية إلى المنشآت النووية الحساسة.
وعُقدت أول قمة بشأن الأمن النووي في 2010 في واشنطن، ثم تبعثها قمتان في عاصمة كوريا الجنوبية سيول في 2012، ثم لاهاي بهولندا في 2014. وهذه هي القمة الأخيرة منذ أن أطلق الرئيس الأمريكي بارك أوباما هذه المبادرة في أبريل/نيسان 2010.
منذ انعقاد القمة الأولى نجحت الولايات المتحدة في إقناع أربع عشرة دولة بالتخلي عن مخزونها من المواد الانشطارية، في حين سرعت دول أخرى وتيرة التخلص منها. وأرسلت اليابان شهر مارس/ آذار المنصرم كميات من البلوتونيوم إلى الولايات المتحدة تكفي برأي علماء الذرة لصناعة نحو 50 قنبلة.
ورغم إقرار الحكومات الغربية بحصول تقدم في استجابة دول العالم لنزع التسلح النووي، إلا أن خبراء مبادرة مكافحة الخطر النووي يقولون، إن جهود الحكومات تتسم بالبطء. وبأن ثمة ثغرات لا تزال قائمة فيما يتصل بأمن عدد من المنشآت النووية حول العالم.
وكشفت دراسة لفريق من الخبراء الدوليين في مجال المواد الانشطارية حقائق مرعبة، وضعت تحديات إضافية أمام زعماء الدول الكبرى. الدراسة التي أجريت العام الماضي، توصلت إلى أنه توجد في العالم كمية ضخمة من البلوتونيوم واليورانيوم المخصب، تكفي لصنع ما يعادل مائتي ألف قنبلة بحجم القنبلة التي ألقتها الولايات المتحدة على هيروشيما.
وفيما يقول خبراء آخرون، إنه من غير الواضح مدى حقيقية وجود تهديد إرهابي نووي، يعتقد المرتبطون بالسياسات الحكومية منهم، أن احتمال وجود مؤامرة إرهابية نووية مروعة كاف لتبرير عقد القمة.
بالنسبة لمديرة تقييم برامج الأسلحة البيولوجية والنووية في البيت الأبيض، لورا هولغايت، فإنه بمقدور هجوم إرهابي بعبوة نووية بدائية، خلق الفوضى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية والبيئية في جميع أنحاء العالم، بغض النظر عن مكان وقوع الهجوم.
لكن بعض القوى النووية العالمية ستكون غائبة بشكل واضح عن اجتماع واشنطن. فقد قاطعت الحكومة الروسية المحادثات، وكذلك سيغيب عنها رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، الذي ألغى زيارته بعد التفجير الانتحاري في عيد الفصح الأحد الماضي، والذي استهدف الطائفة المسيحية في لاهور.
تعقد القمة النووية هذه المرة وسط أجواء مشحونة بين الولايات المتحدة وحليفتها كوريا الجنوبية من جهة وكوريا الشمالية من جهة أخرى. لذلك ربما توفر المناسبة شبه إجماع دولي يدعم سيول وواشنطن في مواجهة تهديدات نظام بيونغ يانغ، التي أفرجت الأسبوع المنصرم عن شريط فيديو يحاكي هجوما افتراضيا بقنبلة نووية على العاصمة واشنطن.
لكن المفارقة أن القمة النووية التي أطلقت بمبادرة أمريكية، تأتي هذه المرة بالتزامن مع تصريح المرشح المحتمل عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب، للرئاسة الأمريكية، الذي دعا إلى تمكين كوريا الجنوبية من تصنيع قنبلة نووية لتحقيق توازن الردع النووي بين الجارتين، وهو ما سيسمح بحسب رأيه لواشنطن من سحب قواتها المرابطة في شبه الجزيرة الكورية.
وستشكل لقاءات رؤساء الدول والحكومات على هامش القمة، فضاءات للدول الغربية الست لبحث التجارب الصاروخية الإيرانية الأخيرة، وما إذا كانت تشكل إخلالا بالاتفاق النووي يتطلب العودة إلى مربع العقوبات.
aXA6IDE4LjExOC4xOTMuMjgg جزيرة ام اند امز