يوم الأسير المريض أحياه الفلسطينيون بسلسلة فعاليات في الشارع تطالب بضرورة التحرك للإفراج عن الأسرى من سجون الاحتلال
علّق أسرى الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، في سجون الاحتلال، خطواتهم الاحتجاجية التي كان يفترض أن تبدأ اليوم الأحد، فيما تكثّفت الفعاليات التضامنية مع الأسرى في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال عضو اللجنة الإعلامية في مؤسسة مهجة القدس طارق أبو شلوف، في بيان تلقته بوابة "العين" إن أسرى حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية في سجون الاحتلال علقوا خطواتهم التصعيدية حتى مساء الثلاثاء المقبل، كمهلة أخيرة من الأسرى للرد على مطالبهم.
وأكد أن الأسرى علقوا خطواتهم الاحتجاجية بعد الاتفاق بين إدارة مصلحة السجون واستخبارات السجون على عقد جلسة مع مسؤول الهيئة القيادية لأسرى حركة الجهاد الإسلامي الأسير زيد بسيسي؛ لتقديم رد الإدارة على مطالب الأسرى.
وكان 100 أسير من أسرى حركة الجهاد والجبهة الشعبية سيخوضون إضرابًا عن الطعام اليوم، إلا أن إرجاء الخطوة جاء في اللحظات الأخيرة.
وأوضح أبو شلوف أن مطالب الأسرى تتمثل في الاستجابة إلى التنقلات داخل السجون، بالإضافة إلى إنهاء سياسة الإهمال الطبي، علاوةً على إنهاء عزل الأسير نهار السعدي ومنير أبو ربيع وحسني عيسى وسعيد صالح، وحل مشكلة زيادة أعداد الأسرى في أقسام الجهاد.
ولفت إلى أن الأسرى بصدد تكتيك خطوات التصعيد التي ستكون إضرابًا عن الطعام لأيام، ثم إرجاع وجبات، ثم الدقّ على الأبواب والتكبير.
يشار إلى أن أسرى الجهاد والجبهة الشعبية يخوضون خطوات تصعيدية منذ 24 من الشهر الماضي بعد إضراب الأسير زيد بسيسي لثلاثة أيام؛ وإضراب 30 من أسرى الجهاد والشعبية في سجن مجدو لمدة ثلاثة أيام.
إحياء اليوم الوطني للأسرى المرضى
وفي إطار إحياء اليوم الوطني للأسرى المرضى في سجون الاحتلال، نفذت العديد من الفعاليات مع 1700 أسير مريض في سجون الاحتلال بينهم 82 أسيراً يحتاجون إلى عملية جراحية و29 أسيراً مصابون بمرض السرطان وقرابة العشرين أسيراً يعانون من الشلل.
ونظمت مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى؛ وقفة إسناد وتضامن أمام مقر المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بمدينة غزة؛ مع الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، ضحايا لسياسة الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية.
وقال ياسر صالح الناطق الإعلامي لمؤسسة مهجة القدس؛ إن اختيار مقر المفوض السامي لحقوق الإنسان للوقوف أمامه حاملين شعار ضحايا الإهمال الطبي في سجون الاحتلال؛ لأنه من المفترض أن يعمل هذا المقر على حماية حقوق الإنسان، وخاصة حقوق أسرانا المنتهكة؛ ونحن اليوم نؤكد من أمام هذا المقر أن هناك حقوقا تنتهك صباح مساء بحق أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال الصهيوني.
بدوره، قال خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي إن "سياسة الإهمال الطبي التي تنتهجها إدارة مصلحة السجون الصهيونية بحق أسرانا الأبطال في سجون هي استكمال لسياسة هذا الكيان القائم على أنقاض مدننا وقرانا وعلى جماجم أطفالنا ونسائنا بعد ارتكاب آلاف المجازر؛ وسياسته هي تكريس العمل على قهر شعبنا وانتهاك مقدساته".
اعتصام تضامني مع صحفي أسير ومريض
وفي السياق، اعتصم العشرات من الصحفيين الفلسطينيين، أمام مقر الصليب الأحمر بغزة، مطالبين بالضغط على الاحتلال الصهيوني للإفراج الفوري والعاجل عن الصحفي المريض بسام السايح.
وقال عماد الإفرنجي رئيس منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، إنّ السايح "يعاني من عدة أمراض، لكنه لم يصرخ بل كان صامداً وعملاقاً أمام جبروت الاحتلال"، مطلقاً –الإفرنجي- صرخةً لكل المعنيين بحقوق الإنسان في العالم، "الذين صمّوا آذاننا بالحديث عن الحرية والسلام، أنّ هناك صحفياً يموت في كل لحظة ربما 100 مرة، وهو لا يتلقى العلاج".
وناشد اتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين أن يقوموا بواجبهم، على الأقل بإرسال لجنة طبية للسجون الصهيونية للوقوف على حالة الأسير السايح.
كما دعا اتحاد الصحفيين العرب والإعلام العربي إلى أن تشكل حالة بسام محور اهتمام عربي بالقضية الفلسطينية والأسرى والقدس، معبّراً عن أسفه أنّها أصبحت في ذيل أجندة الإعلام العربي.
وحمّل الإفرنجي الاحتلالَ، المسؤولية الكاملة عن حياة الصحفي المريض الأسير بسام السايح، داعياً الصليب الأحمر للتحرك من أجل ذلك، والخروج للإعلام والتفاعل مع القضية بشكلٍ حقيقي.
1700 أسير مريض
من جانبه؛ ناشد بهاء المدهون وكيل وزارة الأسرى، المقاومة الفلسطينية بوضع قضية الأسرى المرضى على رأس أولوياتها، مشددا على ضرورة الإفراج عن الأسرى المرضى وعدم تركهم يموتون في السجون، داعياً السلطة الفلسطينية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه هذه الشريحة من الأسرى.
كما دعا البرلمانات العربية والأوروبية وكافة المؤسسات الحقوقية، إلى أنّ تشكل حالة ضاغطة على الاحتلال لفضح ممارساته بحق الأسرى.
بدوره، دعا الحقوقي سمير زقوت من مركز الميزان لحقوق الإنسان، إلى مساندة ومؤازرة الأسير السايح، مؤكّداً أنّ كل ما تقوم به سلطات الاحتلال من جرائم وانتهاكات جرائم تستوجب الإدانة. وقال: "قوات الاحتلال لا تكتفي بما ترتكبه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني في ظل ما يجري في انتفاضة القدس، بل تُمعن في منع الصورة وما يجري في الضفة المحتلة"، موضحاً أنّ قوات الاحتلال تنتهك ما نصت عليه اتفاقية جنيف الرابعة.
أطول سلسلة بشرية داعمة للأسرى
إلى ذلك، شارك ألف فلسطيني في غزة الأحد، في إطلاق أطول سلسلة بشرية داعمة للأسرى، لإعادة هذه القضية الوطنية إلى الواجهة، في ظل تصاعد انتهاكات الاحتلال بحقهم.
وجاءت هذه الفعالية بتنظيم جمعية واعد للأسرى والمحررين، ويزيد عدد المشاركين فيها عن ألف مشارك غالبيتهم من طلبة المدارس؛ للتأكيد على التضامن والمطالبة بحرية الأسرى وخاصة من قبل الأطفال، وتأتي ضمن باكورة انطلاق فعاليات يوم الأسير الفلسطيني الموافق 17 أبريل من كل عام.
وقال مدير جمعية واعد للأسرى والمحررين عبدالله قنديل "أردنا هذا العام أن نشبك الفعاليات مع كافة شرائح الشعب الفلسطيني بدايةً بالطلبة كرسالة توعوية للمجتمع الفلسطيني للانخراط بقوة بالفعاليات المتضامنة مع الأسرى خاصة بتغول العدو الصهيوني عليهم".
وأضاف "هي بمثابة رسالة للمحتل بأن الأسرى ليس وحدهم فالشارع الفلسطيني موحد خلف قضية الأسرى، ومطالب الحركة الوطنية الأسيرة بالحرية".
وتابع "نريد أن نلفت العالم بالمظلومية الواقعة على الأسرى كريم يونس وماهر يونس ونائل البرغوثي الذين يمضون أكثر من "35 سنة" بالأسر، والأسيرة لينا الجربوني التي تجاوزت بالأسر "14 سنة"، والطفلة الأسيرة ديما الواوي التي حرمها الاحتلال من المدرسة بأسرها، وأكثر من "20" أسير صحفي منهم بسام السايح المريض، وغيرهم الكثير".
aXA6IDE4LjIyNS4yNTUuMTk2IA== جزيرة ام اند امز