خبير أمني لـ"العين": تحرير "الفلوجة" أولوية بعد"هيت"
مبعوث أوباما يبحث الأزمة السياسية العراقية في أربيل
المرحلة الثانية من عملية تحرير نينوي من قبضة "داعش" يمكن أن تبدأ أيضًا وفق التسريبات الأمريكية، بحسب الخبير
وصول مبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى العراق، الأحد، ألقي بحجر قد يحرك الفعل السياسي في بغداد من بوابة الحرب على "داعش".
يأتي ذلك في الوقت الذي تتلاقى فيه الكتل السياسية بتأثير ارتدادات التغيير الشامل الذي طرحه رئيس الحكومة حيدر العبادي محفوفة بمهلة العشرة أيام لإعلان "وزارة التكنوقراط".
وفي أربيل المحطة الأولي لمبعوث أوباما ريت ماكورك، حيث بحث الأحد مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني تطورات العملية السياسية في العراق والتحضيرات لمعركة تحرير الموصل ومرحلة ما بعد التحرير.
وذكر بيان لرئاسة كردستان أن البارزاني ناقش مع ماكورك، بحضور السفير الأمريكي ستيوارت جونز، الأزمة السياسية في العراق وأسبابها، واتفق الجانبان على التواصل لإيجاد الحلول المناسبة لعبور الأزمة الراهنة بالعراق.
وتوقع الخبير الأمني في شؤون الجماعات الإرهابية هشام الهاشمي أن تكون الأولوية لتحرير مدينة الفلوجة بعد تحرير قضاء "هيت" التي تقطع بموجبها القوات المسلحة العراقية خطوط إمداد "داعش" وتؤمن العمليات العسكرية المقبلة في الفلوجة.
ولفت الهاشمي إلى أن المرحلة الثانية من عملية تحرير نينوي من قبضة "داعش" يمكن أن تبدأ أيضًا وفق التسريبات الأمريكية، ولقاء البارزاني - ماكورك بحث تحضيراتها حيث سيكون "للبيشمركة" دورًا مهمًا فيها.
واستدرك قائلًا: "إن الضغط الذي تمثله الكارثة الإنسانية في الفلوجة سيحركة أولوية الفلوجة بعد استكمال تحرير هيت وقبل الذهاب للقائم والرطبة غربي الأنبار".
واقتحمت قوات "مكافحة الإرهاب" العراقية، الأحد، مدينة "هيت" الواقعة على نهر الفرات وتفصل الرمادي المحررة شرقًا عن "حديثة" الصامدة ولم يدخلها "داعش" غربًا.
وقال الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحي الزبيدي، في تصريح صحفي، إن قوات مكافحة الإرهاب سيطرت على معسكر تدريب هيت وكبدت مسلحي التنظيم خسائر كبيرة وطوقت المدينة من الشمال والغرب والجنوب.
وأضاف: أن تحرير "هيت" يكتسب أهمية إستراتيجية، حيث يقطع خطوط إمدادات داعش، ويساهم في تواصل مدن حديثة وهيت والبغدادي والرمادي وصولًا إلى العاصمة العراقية (بغداد).
معصوم يبحث الإصلاحات مع الكرد
وناقش الرئيس العراقي فؤاد معصوم، القيادي البرارز في الاتحاد الوطني الكردستاني، مساء أمس، في بغداد مع وزراء ورؤساء الكتل النيابية ووكلاء الوزراء الكرد في بغداد، حاجة العراق إلى إصلاحات حقيقية ومحاربة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وأكد معصوم، خلال اللقاء الذي يأتي ضمن سلسلة مشاوراته مع الكتل السياسية، ضرورة الالتزام بالدستور في إجراء الإصلاحات مؤكدًا أهمية تنشيط اللقاءات وتشجيع الحوار البناء لمعالجة كل الإشكاليات وإنقاذ العملية السياسية من الأزمات التي تحدق بها.
كما واصل رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، القيادي البارز في تحالف القوي العراقية السني، لقاءاته مع رؤساء الكتل النيابية اليوم لمناقشة التغيير الوزاري المرتقب.. وشدد رئيس البرلمان على الحرص على متابعة عملية الإصلاح الشاملة وفق التوقيتات الزمنية المحددة، وطلب من الكتل السياسية دورًا فاعلًا في عملية الإصلاح السياسي بالعراق.
ونبه الجبوري إلى أهمية اختيار التشكيلة الوزارية الجديدة ضمن معايير الكفاءة والنزاهة، وأن تحظي الوزارة المرتقبة بتوافق الكتل وبما يحقق مصالح الشعب العراقي.
ولفت الجبوري، خلال لقائه الليلة رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم إلى أهمية المصالحة الوطنية واستكمال مشروع الإصلاح وبحث جميع مفاصله من هيئات ووكلاء ومدراء عامين بما يتناسب مع الظروف التي يمر بها العراق.
وأضاف: أن الأيام العشرة التي خصصت لدراسة التشكيل الوزاري ستتمحور حول إعادة صياغة المقترحات والأفكار بما يحقق الإجماع بالشكل الذي يتوافق مع القانون والدستور.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الجبوري سلم رئاسة البرلمان الخميس الماضي قائمة تشكيلة وزارة "التكنوقراط" التي تضم 14 وزيرًا، إضافة إلى استمرار وزير الدفاع خالد العبيدي والداخلية محمد سالم الغبان نظرًا للظروف الأمنية والحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي.
وانتقد نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية حامد المطلك الطرح غير الواضح لتشكيلة العبادي قانونيا ودستوريا، واعتبر مهلة الأيام العشرة غير كافية للحوار والوصول لتوافق مابين الكتل التي أعلنت عن خلافات كبيرة فبعضها يتحفظ والآخر يشترط وثالث يريد حكومة تكنوقراط كاملة تشمل تغيير العبادي أيضًا.
وأوضح المطلك لبوابة "العين" الاخبارية أن إجراءات العبادي في الإصلاحات والتغيير الوزاري غير واضحة وضعيفة، وكنا ننتظر منهجًا للإصلاح وطرح أسماء وأسباب إقالة الوزراء، ثم يطلب من الكتل ترشيحات حتى لا تتعقد الأزمة ونصل إلى ما وصلنا إليه حاليًا.
وأضاف أننا تفاءلنا خيرًا بالأجواء الجماهيرية الداعمة للإصلاح والتغيير وكنا ننتظر تغييرًا واضحًا، وفوجئنا بعدم وجود خطة واضحة تتفق مع القانون والدستور وتلبي مطالب المتظاهرين والمعتصمين.
وأعرب المطلك عن أمله في أن يكون مبعوث الرئيس الأمريكي حاملًا في زيارته الراهنة للعراق لنقاط ورسائل واضحة تساعد في الخروج من الأزمة الراهنة بما يحقق مصلحة الشعب العراقي.
aXA6IDMuMTM3LjE3My45OCA= جزيرة ام اند امز