حيث شهدت الحرب الضروس المشتعلة منذ مارس الماضي تدمير العديد من المنشآت الرياضية بفعل النيران والقذائف الحارقة،
لم يكد الشعب اليمني يهنأ بالمنشآت الرياضية المتواضعة التي بنتها الحكومة من أجل استضافة نهائيات خليجي 20 عام 2010، حتى جاءت السياسة لتحرق أخضر كرة القدم ويابسها من منشآت وملاعب وأفراد.
حيث شهدت الحرب الضروس المشتعلة منذ مارس الماضي بين قوات الشرعية والجيش الوطني مدعوما بقوات التحالف العربي ومليشيات الحوثيين، تدمير العديد من المنشآت الرياضية بفعل النيران والقذائف الحارقة، وتحولت أغلب الملاعب والصالات الرياضية في صنعاء وعدن وإب وتعز إلى كتل كبيرة من الركام والأطلال.
وتعد ملاعب خليجي20 التي أنشئت في عدن تمهيدا لاستضافة البطولة الخليجية الأهم أواخر 2010 ، الأكثر تضررا بعد أن استخدمتها القوات الموالية لمليشيات الحوثي كمخزن لآلياتها العسكرية وقاعدة لعملياتها الحربية، وتشير التقديرات الأولية إلى أن حجم الخسائر 15 مليار ريال يمني ..
أبرز هذه المنشآت استاد 22 مايو الدولي والصالة الرياضية بخور مكسر بالإضافة إلى الاستاد الدولي بمدينة إب وسط البلاد ومقر نادي اليرموك بالعاصمة صنعاء واستاد إب الرياضي، والاستاد الرياضي بذمار ومنشآت نادي الصقر بتعز.
وقال د. عزام خليفة مدير عام مكتب الشباب والرياضة في عدن لـ"العين" إن الأضرار في المحافظة كانت كبيرة حيث تم تدمير استاد 22 مايو الدولي الذي كلف خزانة الدولة حوالي 4 مليارات ريال يمني بالكامل، ولم يتبق منه إلا بعض المدرجات والكتل الخرسانية، ورغم ذلك كان أفضل حظا من بقية المرافق الأخرى كمقار الاتحادات الرياضية بالمحافظة والصالات التدريبية لكل الألعاب والصالات الخاصة بغرف اللاعبين التي دمرت تماما، وأصبحت أثرا بعد عين.
من جانبه حمّل عماد القدسي أمين عام نادي اليرموك مليشيات الحوثي مسؤولية استهداف مقر النادي الذي لم يكتمل إنشاؤه بعد بعدما احتلت المقر وحولته إلى ثكنة عسكرية دون الاكتراث إلى كل المناشدات والمخاطبات لإخراج المسلحين منه إلى أن جاءت ضربة قوات التحالف لتقضي على كل ما تم بناؤه خاصة المرافق الإدارية والصالات الرياضية بما فيها المكتبة الثقافية حسب ما قال لـ"العين الإخبارية".
أضرار الحرب لم تقتصر على تدمير المنشآت والبنية التحتية للرياضة اليمنية فحسب؛ بل إنه تجاوز إلى تجميد النشاط الرياضي تماما خلال هذا العام، حيث أدى قرار الحوثيين الذين سيطروا على مفاصل الدولة بقوة السلاح بتحويل موازنة صندوق النشء والشباب لصالح المجهود الحربي إلى عدم قدرة الاتحادات على تنفيذ برامجها وخططها لعام 2015، وغابت معظم المنتخبات اليمنية عن المشاركة في المحافل الخارجية باستثناء منتخبات كرة القدم التي أصر اتحادها على التواجد في كل المشاركات، والتي كان آخرها مواجهة المنتخب الأول لنظيره الأوزبكي في التصفيات المزدوجة والمؤهلة الى نهائيات كأس آسيا وكأس العالم والتي خسرها 3/1 الثلاثاء الماضي .
لكن وسط الركام ينبعث الأمل من جديد ممثلا في جهود الشاب نايف البكري وزير الشباب والرياضة الذي يسعى لإعادة الدماء إلى شرايين الرياضة مجددا من خلال إقامة عدد من الفعاليات والأنشطة في العاصمة المؤقتة عدن مستغلا الدعم اللامحدود من دولة الإمارات وبقية دول التحالف.