العلاقات السعودية الجزائرية.. عودة الدفء
الجزائر ترى أن زيارة عاهل السعودية ستحرك آلية التعاون، في ظل حال من التفكك والشقاق العربيين، عطلت آليات التنسيق داخل المنظومة العربية.
أعادت زيارة الطيب بلعيز مبعوث الرئيس الجزائري إلى المملكة العربية السعودية، الدفء إلى العلاقات بين الجزائر والرياض.
وجاء إعلان المبعوث الجزائري عن زيارة لم يحدد موعدها للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الجزائر، كمؤشر على رغبة الطرفين في إذابة الجليد الذي سد قنوات العلاقات بين البلدين على مدى سنوات.
وفهم من تصريحات الطيب بلعيز التي نقلتها وكالة الأنباء الجزائرية، أن زيارة العاهل السعودي -فيما لوتمت- ستحرك آلية التعاون العربي على المستويين الثنائي والجماعي، في ظل حال من التفكك والشقاق العربيين، التي عطلت آليات التنسيق داخل المنظومة العربية، وأخرت حل الأزمات في سوريا وليبيا واليمن وحتى العراق.
ساعدت زيارة المستشار الخاص للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، في توضيح مواقف الجزائر الأخيرة والتي فسرت -خطأ برأي الجزائر- على أنها مناهضة للسعودية.
وقال بلعيز وفقاً لوكالة الأنباء الجزائرية، إن الرسالة التي سلمها من بوتفليقة للملك سلمان، تؤكد حرص الرئيس الجزائري شخصيا على حماية العلاقات المميزة مع السعودية والأشقاء العرب الآخرين، مما أسمته الرسالة "محاولات أطراف مغرضة" للوقيعة بين البلدين.
وشرح المسؤول الجزائري للقيادة الملكية، حساسية الجزائر المفرطة من إقحام قواتها المسلحة في نزاعات خارجية، وهو ما حال بحكم بنود الدستور دون مشاركة قواتها في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، ومناورات "رعد الشمال" بقيادة السعودية وحتى عدم مشاركتها في التحالف الإسلامي، خشية أن تتطور الأمور إلى تدخل للتحالف في دول عربية أخرى.
وترى تحاليل نشرتها صحف محلية، أن السياسة الخارجية الجزائرية أصيبت منذ فترة بحالة من عدم الانسجام، أرجعها البعض إلى مرض الرئيس، وتنازع الصلاحيات على مستوى الوزارة بين لعمامرة والوزير المكلف بالشؤون الإفريقية والعربية عبدالقادر مساهل.
ويذهب تحليل إخباري نشره موقع "كل شيء عن الجزائر" القريب من مواقع صناعة القرار، إلى أن مساعي الحكومة الجزائرية لتصويب علاقاتها مع السعودية، ربما عجل بها ما راج عن دعم الرياض للمغرب فيما يتصل بملف الصحراء الغربية، ورغبة الجزائر في دور سعودي ضاغط لتسوية سلمية للنزاع.
ولم تستبعد تقارير صحيفة، أن تكون رسالة بوتفليقة إلى الملك سلمان قد حملت أفكارا لحلحلة الأزمة السورية، خاصة أنها جاءت بعد استقبال المعلم في الجزائر، وفي ظل توافق أميركي روسي على دفع الفرقاء السوريين للاتفاق على حل سياسي ينهي الحرب الأهلية عبر انتقال سياسي في البلاد.