تأجيج الأزمة.. تداعيات إرسال قوات إيرانية إلى سوريا
لأول مرة تعلن إيران عن إرسال قوات برية نظامية تابعة للجيش الإيراني لسوريا، ليست تابعة للحرس الثوري أو مرتزقة من أفغانستان وباكستان
لأول مرة تعلن إيران عن إرسال قوات برية نظامية تابعة للجيش الإيراني إلى سوريا، ليست تابعة للحرس الثوري الإيراني أو مرتزقة من ضواحي المدن الإيرانية وبلدان أخرى كأفغانستان وباكستان والعراق.
فوفقاً لما أعلنه أمير علي آراسته منسق العمليات البرية في الجيش الإيراني فإن قوات خاصة من اللواء 65 في الجيش الإيراني موجودة في سوريا وتقوم بمهام استشارية.
ونقل موقع "عصر إيران" تصريحات عن آراسته قال فيها إن اللواء 65 هو جزء من القوات البرية التابعة للجيش الإيراني، ونحن نرسل قوات من هذا اللواء وغيره من الألوية إلى سوريا للقيام بمهام استشارية. آراسته أصر في تصريحاته على أن الوحدات المرسلة إلى سوريا لا تضم مغاوير أو كوماندو وإنما تقتصر على تواجد المستشارين من اللواء 65.
وهذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها إيران عن إرسال قوات نظامية إلى سوريا منذ اندلاع الحرب عام 2011. يذكر أن إيران مارست دوراً في الصراع الدائر في سوريا عبر إرسال قوات من الحرس الثوري الإيراني، ومرتزقة تطلق عليهم اسم متطوعين أو مدافعي الحرم، تدربهم وترسلهم إلى ساحات الحرب تحت شعارات طائفية ومزاعم بتعرض أماكن مقدسة لدى الطائفة الشيعية لاعتداءات، إضافة إلى توفير الغطاء السياسي لتدخل حزب الله اللبناني لصالح نظام بشار الأسد، وتدعمه بالمال والسلاح. وقد تكبد الحرس الثوري خسائر في صفوف ضباطه والمرتزقة التي يدربها في سوريا منذ اندلاع الأزمة قدر عددهم بأكثر من ألف.
ولم يُشر المسؤول الإيراني إلى تاريخ دقيق لبدء مشاركة القوات البرية في حرب سوريا إلا أنها تعتبر المرة الأولى التي يشارك فيها الجيش الإيراني في حرب خارج حدوده منذ قيام نظام الجمهورية التي أسسها روح الله الخميني بعد الإطاحة بالشاه الإيراني عام 1979.
واللواء 65 في الجيش الإيراني هو لواء يضم قوات خاصة بالحروب غير المتكافئة ويضم قوات النخبة من الجيش الإيراني التي تتلقى تدريبات خاصة على خوض حروب الشوارع والحروب في المناطق التي تشهد أزمات خاصة، وتدريبات على الإسقاط المظلي وتحرير الرهائن.
وكانت إيران قد أعلنت في الأيام الأخيرة عن مقتل مزيد من منتسبي الحرس الثوري الإيراني المتواجدين في سوريا، حيث ذكرت وكالة الشباب الإيرانين للأنباء الاثنين أن العقيد في الحرس الثوري علي طاهري سرشتيزي قد قتل خلال المعارك في سوريا. كذلك كانت إيران قد أقامت الاثنين مراسم تأبين لاثنين من متطوعي الحرس في سوريا قتلا خلال تأدية مهام استشارية -بحسب وكالات الأنباء الإيرانية - وهما جمال رضي وسعيد مسافري ماكلواني من مدن تقع شمالي إيران.
والحرس الثوري الإيراني خسر في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي أحد أبرز جنرالاته في سوريا، وهو العميد حسين همداني الذي يُنسب له فكرة تأسيس "حزب الله" السوري، حيث كان صرح قبل مقتله بأن لدى إيران 42 لواء و 138 كتيبة في سوريا تقاتل لصالح النظام، مبديًا استعداد إيران لإرسال 130 ألف مقاتل إضافي من قوات متطوعي الحرس الثوري الإيراني "البسيج" إلى سوريا.
يذكر أن اللواء يضم قوات خاصة بالحروب غير المتكافئة ويضم قوات النخبة من الجيش الإيراني التي تتلقى تدريبات خاصة على خوض حروب الشوارع والحروب في المناطق التي تشهد أزمات خاصة، وتدريبات على الإسقاط المظلي وتحرير الرهائن، ويُعرف بلواء القبعات الخضراء، لواء القوات الخاصة الجوبرية، أو لواء "هوابُرد" بالفارسية.
وتحول اسمه عام 1992 إلى اللواء 65. ويعود تأسيس هذه القوات الخاصة في الجيش الإيراني إلى ما قبل قيام الجمهورية الإيرانية، حيث كان اللواء الطيار منوشهر خسرو داد قد أسس هذه القوة عام 1970 في عهد الشاه الإيراني وأطلق عليها اسم اللواء 23 الشاهنشاهية.
في السنوات الأولى من قيام الجمهورية الإيرانية ساهم اللواء 65 في قمع احتجاجات في محافظات كردستان وخوزسستان وسيستان وبلوشستان الإيرانية. يُذكر أن حسن روحاني وحين كان نائباً في البرلمان الإيراني طالب في اجتماع برلماني بتاريخ 14-7-1980م بحل هذه القوة الخاصة! وهو الأمر الذي رفضه وزير الدفاع الإيراني آنذاك مصطفى شمران.
لم يسجل للواء 65 مشاركته في عمليات خارج الأراضي الإيراني سوى مرة في ديسمبر 2014 حين أعلن قائد الجيش الإيراني عطاء الله صالحي عن تأهيل اللواء 65 للمشاركة في عمليات حماية وإنقاذ سفن تجارية إيرانية من أيدي قناصة بحرية في خليج عدن.
aXA6IDE4LjExOS4xMTMuNzkg جزيرة ام اند امز