المستوطنون يجددون اقتحام الأقصى وإبعاد 4 فلسطينيين عنه
الأوقاف توثق 100 انتهاك في مارس وتحذر من خطط التهويد
جماعات صهيونية متطرفة تدعو المستوطنين لأكبر اقتحام للمسجد الاقصى خلال عيد الفصح اليهودي
جدد المستوطنون، صباح اليوم الثلاثاء، اقتحام المسجد الأقصى، فيما حذر وزير الأوقاف الفلسطيني يوسف ادعيس من خطورة الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد لافتا إلى توثيق 100 انتهاء خلال الشهر الماضي.
وقال الشيخ عمر كسواني، مدير المسجد الأقصى، لبوابة "العين"، إن ٤٢ مستوطنا اقتحموا باحات المسجد عبر باب المغاربة، تحت حراسة مكثفة من قوات الاحتلال وشرطته الخاصة.
وذكر أن المستوطنين المقتحمين نفذوا جولات استفزازية في باحات المسجد، والتقطوا الصور لعدة أماكن فيه.
خطط لاقتحامات موسعة
وجاء هذا الاقتحام، في ظل إطلاق ما يسمى بـ "منظمات الهيكل" حملة إعلامية مركّزة تدعو إلى أكبر اقتحامات جماعية وطقوس تلمودية في المسجد الأقصى، خلال عيد الفصح العبري المقبل على امتداد أسبوع كامل من 24 حتى 28 أبريل/نيسان الحالي، إضافة إلى جولات ومسيرات حول وقُبالة أبواب المسجد الأقصى تمر من وسط أزقة بلدة القدس القديمة من باب السلسلة وحتى باب الأسباط.
كما دعت المجتمع الإسرائيلي للمساهمة في إنجاح فعالية التدرب على تقديم قرابين الفصح العبري في المسجد الأقصى، في 22 أبريل/نيسان الحالي في مستوطنة "بيت أورون" قبالة المسجد الأقصى بمشاركة المئات.
ووقع عدد من منظمات الهيكل المزعوم على الحملة الإعلامية منها منظمة "يرائيه لتشجيع الصعود إلى جبل الهيكل – التسمية الاحتلالية الباطلة للمسجد الأقصى" ومنظمة "عائدون إلى جبل الهيكل"، ومنظمتي "الحركة لبناء الهيكل" و "نساء من أجل الهيكل"، بالإضافة إلى تنظيم جديد يدعى "كيبوت المنعول – قباب المفاتيح"، حيث دعت إلى اقتحام جماعي للمسجد الأقصى خلال أسبوع كامل بمناسبة عيد الفصح العبري، على فترتين؛ صباحية من الساعة 7:30 حتى 11:00، وبعد الظهر من الساعة 13:30 حتى 14:00.
ووفق الدعوات فإنه سيجري تقديم تشريفات خفيفة ودروس توراتية لكل مشارك عند باب المغاربة قبيل اقتحام المسجد الأقصى، بينما سيتم تقديم شروحات وفتاوى توراتية تتعلق بـ "جبل الهيكل" وصلاة اليهود فيه خلال مسار الاقتحامات.
كما دعت الإعلانات إلى المشاركة في مسيرات متتالية حول أبواب المسجد الأقصى تمر في شارعي الواد والمجاهدين، على مدار أسبوع الفصح العبري، من الساعة 11:00 حتى الساعة 13:30 يومياً.
إبعاد فلسطينيين
ومقابل تسهيل اقتحام المستوطنين للمسجد، سلمت سلطات الاحتلال الليلة الماضية أربعة فلسطينيين كبارا في السن من الداخل الفلسطيني أمرًا بإبعادهم عن القدس 15 يومًا، بعد اعتقال دام ساعات، فيما أبقت اثنين آخرين قيد الاعتقال لرفضهما التوقيع على أمر الإبعاد.
وذكر مركز إعلام القدس، أن شرطة الاحتلال وعناصر المخابرات اعترضت ستة مصلين من الداخل الفلسطيني أثناء خروجهم من المسجد الأقصى المبارك، يوم أمس، واعتقلتهم واقتادتهم إلى مركز "القشلة"، وبعد ساعات من التحقيق المتواصل معهم أفرج عن أربعة مسنين بعد تسليمهم أمرًا يمنعهم من دخول القدس 15 يومًا، بينما أبقت الشابين محمد أبو الشريف وفرح جبارين رهن الاعتقال والتحقيق حتى اللحظة، لرفضهم التوقيع على أمر الإبعاد.
مطالب بوقف الانتهاكات
وفي السياق، طالب وزير الأوقاف الفلسطيني يوسف ادعيس، المجتمع الدولي بضرورة التحرك العاجل ووقف سياسة الاحتلال تجاه المسجد الأقصى وما يلاقيه من اعتداءات وانتهاكات، تجاوزت مائة اعتداء وانتهاك خلال شهر آذار الماضي.
واتهم ادعيس في بيان له تلقت بوابة "العين" نسخةً منه، الاحتلال بأنه يحاول تحقيق عدة أهداف من خلال سياسته المحمومة تجاه المسجد الأقصى والمدينة، وإرسال رسائل عدة مفادها، أن لا سيادة لأحد على المسجد الأقصى، ولا حق للمسلمين فيه. ونوه إلى أقوال نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي التي تصب في ذاك الاتجاه بأنه يتوجب رفع العلم الإسرائيلي فوق المسجد الأقصى، لأنه مكان مقدس لليهود، ويقع تحت السيادة الإسرائيلية، إضافة إلى دعوات طرد العرب من المدينة وتكثيف الاقتحامات، والسماح لغلاة المتطرفين بتنظيم الاقتحامات اليومية، والحفريات التي تجري ليل نهار أسفل المسجد الأقصى.
وأكد ادعيس أن سلطات الاحتلال ليس لديها أجندة سلام، لذلك تستمر في الاعتداءات والاستيطان، وتتغول بالتوسع والسيطرة على الأرض، وتفرض وقائع جديدة، وتعتزم إقامة مركز ما يسمى "نار التوراة".. في خاصرة "الأقصى، وإقرار ميزانية ضخمة لما يسمى "صندوق إرث المبكى" لتنفيذ مشاريع بناء حول المسجد الأقصى في منطقة البراق واستكمال الحفريات والأنفاق أسفل، ومحيط المسجد الأقصى، إضافة إلى تنفيذ فعاليات ونشاطات ثقافية تصب في مشروع التهويد.