أكاديمي يكشف لـ"العين": مخطط إسرائيل للدولة الفلسطينية
مجزأة جغرافيا ومليئة بالعيوب الجيوبوليتكية
أكاديمي فلسطيني متخصص يكشف لـ"بوابة العين" عن المخطط الإسرائيلي الذي تسعى إليه مستقبلاً لهيكلة الدولة الفلسطينية.
كشف أكاديمي فلسطيني متخصص، عن المخطط الإسرائيلي الذي تسعى إليه مستقبلاً لهيكلة الدولة الفلسطينية؛ حيث وضعت إسرائيل نصب أعينها وبالمشاركة مع حلفائها الأمريكيين الشكل الذي ترتضيه ليحقق مصالحها وأمنها.
وقال الدكتور خالد العيلة، وهو أكاديمي فلسطيني حاصل على درجة الدكتوراة في الجغرافيا السياسية، ومتخصص في شؤون الجدار الفاصل والسياسة الإسرائيلية، في حديث خاص مع بوابة "العين" الإخبارية، إن إسرائيل تسعى لأن تكون الدولة الفلسطينية المستقبلية مجزأة جغرافيًّا في ظل الجدار الفاصل والممر الآمن.
وأوضح أن إسرائيل لن تكتفي بأن تكون الدولة الفلسطينية مجزأة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والقدس، بل تسعى لأن تكون الضفة الغربية مجزأة لخمسة كانتونات، على أن يكون قطاع غزة القسم السادس، حيث ستفصلها نقاط ومواقع عسكرية وجدار يتحكم في مجريات هذه الدولة كما هو موضح في الخريطة المرفقة والمبنية على دراسات ووقائع على الأرض.
ووصف الدكتور العيلة الدولة المستقبلية بـ"المليئة بالعيوب الجيوبوليتكية"، كون التكوين الجغرافي لها سيكون فيه من مواطن الضعف أكثر بكثير من مواطن القوة، معتبرًا أن هذا الأمر متوقع بالنسبة لدولة ناشئة على أراضٍ مجزأة.
وأضاف أن القاعدة الأرضية للدولة الفلسطينية ستكون مصادرة ومهددة بالاستيلاء عليها في أي لحظة من قبل إسرائيل، التي ستتحكم في جميع مقوماته، موضحا أن إسرائيل قطعت أشواطاً كبيرة وهامة في تهويد مقومات وأسس الدولة الفلسطينية، تمهيدا للعودة إلى طاولة المفاوضات لإقرار معالم الدولة المجزأة للفلسطينيين دون القدس، ودون منطقة غور وادي الأردن، ودون سيادة على الحدود والمعابر الدولية.
ورأى أستاذ الجغرافيا السياسية، أن المعابر والحواجز العسكرية الإسرائيلية، ستكون من أبرز المعيقات لإقامة الدولة، خصوصا أنها عزلت الضفة الغربية عن قطاع غزة بالكامل، كما تمنع المواطنين والبضائع من التنقل، إلى جانب التحكم في كافة المنافذ لإلغاء التواصل الجغرافي بين غزة والضفة، إضافة لسيطرة إسرائيل على المنفذ والمخرج الوحيد للقطاع مع العالم الخارجي، بإغلاقه معبر بيت حانون الذي يربط الضفة مع قطاع غزة.
وأشار الدكتور العيلة، إلى أن المعابر الرئيسية التي سيكون لها دورا أساسيا في ربط جزئي الدولة الفلسطينية، معبر ترقوميا الذي يعد من أهم المعابر التجارية في الضفة وغزة، إلى جانب معبر بيت حانون (إيرز)، وهو مخصص للمشاة والحمولات, حيث يخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة, ويفصل بين غزة والضفة الغربية.
وأضاف أن اتفاق الممر الأمن، الذي وقع في العام 2000، والقاضي بتنقل الفلسطينيين من غزة للضفة والعكس، يعتبر من الأمور الهامة التي ستؤثر في مستقبل الدولة الفلسطينية، لعدة أسباب من بينها السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية.
وأكد أنه على الرغم من الملاحظات الانتقادية التي يمكن أن تقال عن اتفاق الممر الآمن -وهو غير مفعل حالياً-، إلا أنه يشكل خطوة مهمة على طريق الكيان الفلسطيني، ومسار عملية تشكل الدولة الفلسطينية، حال تفعيله مجدداً، في حين أنه سيفتح الباب أمام امكانية تحسين الظروف الاقتصادية بين الضفة والقطاع،, ويترك آثاره بوضوح شديد على المنتجات، ويسهل تصديرها للضفة كذلك تسهيل التصدير من الضفة للقطاع.
وختم الدكتور العيلة، حديثه بأن إسرائيل لا تزال تتنكر لكل المعاهدات والمواثيق الدولية وتضرب بها عرض الحائط، معربا عن اعتقاده بأنها -إسرائيل- لن توافق على أي شكل للدولة الفلسطينية المستقبلية لا يضمن أمنها ويحقق مصالحها.
aXA6IDMuMTM2LjE5LjIwMyA= جزيرة ام اند امز