«التفاف».. لوحات فلسطينية عن تدمير الاحتلال لروح الطبيعة
معرض للفنان الفلسطيني رأفت أسعد يضم 16 لوحة عملاقة تجسد التغيرات التي تشهدها الطبيعة بفعل الإنسان
عبر 16 لوحة فنية يصل حجم بعضها إلى عدة أمتار، ينقل الفنان الفلسطيني رأفت أسعد إلى الجمهور في معرضه الجديد «التفاف» التغيرات التي تشهدها الطبيعة بفعل الإنسان.
وقال أسعد خلال افتتاح معرضه مساء الاثنين في قاعة (جاليري1) في رام الله "على الرغم من أن الإنسان لا يظهر في هذه اللوحات إلا أن أثره واضح بما ألحقه من أضرار في الطبيعة".
يظهر ذلك دون أن تميز اللوحات إن كان هذا الأثر بسبب الإنسان الفلسطيني أو الاحتلال الإسرائيلي الذي يشوه الطبيعة الفلسطينية بإقامة العديد من الطرق الملتفة التي تخترق السهول والجبال من أجل وصول المستوطنين اليهود إلى مستوطناتهم، وترمز كثير من اللوحات بشكل تدريجي إلى تناقص المساحات الخضراء وجمال الطبيعة ليحل محلها لون أسود يبتلعها، تظهر الشوارع بلون أسود وخطوط بيضاء وصفراء وحمراء وحواجز حديدية.
ويقول أسعد في كتيب وزع خلال المعرض "في هذا العمل وعلى مدار سنة من البحث والتجريب.. وخلال تجوالي في أنحاء وأرجاء الوطن لفت نظري وعشش في الذائقة كل ما حصل من تغيير عابث أفقد هذه الطبيعة بكورتها وفطرتها".
من أبرز لوحات المعرض لوحة طولها 11 مترًا وعرض يقارب المتر ونصف المتر، يظهر فيها طريق ملتف في إشارة إلى تلك الطرق التي يطلق عليها الفلسطينيون "الالتفافية"، ويستخدمها المستوطنون اليهود.
وترتبط فكرة الالتفاف عند الفلسطينيين ببحثهم الدائم عن طرق بديلة صعبة ووعرة أحيانا من أجل تجاوز الحواجز العسكرية الإسرائيلية الموجودة على عدد من الطرق الرئيسية الرابطة بين المدن.
على الصعيد الموازي للعمل الفني، لعل أبرز ما يشير إلى هذه الطرق البديلة ما جاء في بيان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد اجتماعها يوم الاثنين في مقر الرئاسة في رام الله.. ودعت اللجنة في بيانها "المواطنين الفلسطينيين إلى التوقف عن استخدام الطرق الفرعية والتوجه بمركباتهم إلى الطريق الرئيسي (بين رام الله ونابلس) لكسر قيود الحركة التي تحاول قوات الاحتلال فرضها على المواطنين ومنعهم من استخدام الطريق الرئيسي عبر حاجز حوارة".
وأوضح أسعد أن معرضه يهدف "إلى وضع الإصبع على الجرح والتذكير بأهمية الأرض بالنسبة للفلسطينيين الذين يعرفون قيمة كل شبر منها في ظل هذا الاحتلال".
ويصف الفنان البريطاني أندرو ستال لوحات أسعد في تقديمه للمعرض بأنها "تطرح موضوع الحواجز السياسية والحبس داخل إطار الحداثة؛ حيث نقبع في فخ مشهد صنعته يد الإنسان".
وأضاف في كتيب عن المعرض "لقد جاءت هذه اللوحات لتكشف التناقض بين أفق جمالية المكان وبين ما يتدفق من القيود والرقابة لامتصاص روح جمال الطبيعة".
ويرى الفنان التشكيلي الفلسطيني جون حلقة أن أسعد "ينأى عن استخدام الرموز والأشكال المباشرة والمساحات المتعارف عليها والرموز السياسية والعلانية"، ويضيف في كتيب المعرض "من هنا فإن هذا التقشف يجبر المشاهد على التمعن بهذا المنعطف الحاسم في رحلة الفلسطينيين التاريخية على درب الدموع".
ويقول حلقة إن لوحات أسعد تطرح سلسلة من الأسئلة "من أين نشأت هذه الطرق؟ هل وضعت الحواجز من أجل الحماية أم من أجل تقييد الحركة؟ لماذا يتعذر الوصول إلى المشهد الطبيعي باستمرار؟ هل أصبحت الأرض سجنا في الهواء الطلق؟".
وقال أسعد إنه يتطلع إلى عرض لوحاته في أكثر من مكان بعد انتهاء عرضه في قاعة (جاليري1) في التاسع عشر من الشهر المقبل.
aXA6IDMuMTQ1LjU4LjE1OCA= جزيرة ام اند امز