مكتشفة المقابر لـ"العين": فتح 40 مقبرة في جبل السلسلة بأسوان
خلال أعمال البعثة السويدية للمشروع الفرعوني الأثري
مديرة البعثة السويدية لمشروع جبل السلسلة الأثري بأسوان أعلنت استكمال الأعمال لفتح 40 مقبرة أخرى للحفاظ على تراث المنطقة التاريخية.
أعلنت ماريا نيلسون أستاذ قسم الآثار والتاريخ القديم بجامعة لوند السويدية ومديرة بعثتها لمشروع منطقة جبل السلسلة الأثرية بالبر الشرقي لمدينة أسوان المصرية، لبوابة "العين" الإخبارية، عن خطة البعثة المستقبلية بعد اكتشاف 5 مقابر باستكمال عملها في الشتاء المقبل لفتح الأربعين مقبرة المكتشفة في المنطقة.
وأكدت نيلسون التي اكتشفت أكثر من 40 مقبرة ومقصورة صغيرة تعود إلى بدايات الدولة الفرعونية الحديثة وتحديدًا الأسرة 18، أن الهدف الرئيسي من هذا المشروع هو توثيق كامل للمواد الأثرية والكتابية في المنطقة.
وقالت نيلسون خلال حوارها لبوابة "العين" الإخبارية، إن المشروع يسعى للتوصل إلى فهم أفضل للمنطقة التاريخية التي كانت محاجر للمصريين القدماء وحتى عصور مصر اليونانية والرومانية، لافتة إلى أن هذا يُعَد أول عمل أثري شامل للموقع الأثري الفريد.
وأشارت نيلسون إلى أن "الهدف هو تفريغ المقابر من الرمل وطمي النيل لإنقاذ المقابر والحفاظ على النمط المعماري لها، وفي هذه اللحظة ليست هناك حاجة لترميم أي من المقابر، فقط إزالة الرمال والطمي الذي يحتوي على مستويات عالية من الملح".
وحول إتاحة المقابر للزوار والسياح، قالت ماريا: "نتمنى ذلك، ولكن هناك مستويات مختلفة من الآثار يلزم تثبيتها، ولكن أولًا وقبل كل شيء يجب أن نتأكد من أن المنطقة آمنة ومحمية، وأن الزوار سوف تحترم هذه المسارات المتاحة فقط".
وأثنت ماريا على التعاون بين البعثة ووزارة الآثار المصرية، قائلة: "لدينا تعاون وثيق مع المفتشين الأثريين بالمنطقة؛ حيث إننا فريق واحد"، مؤكدة أن "الامتياز السويدي في جبل السلسلة هو في واقع الأمر مهمة دولية ونحن نعتبر أنفسنا محظوظين جدًّا؛ لأننا قادرون على العمل بشكل وثيق وبطريقة إيجابية وناجحة مع هيئة التفتيش".
وأوضحت أن البعثة السويدية هي الوحيدة التي تقود العمل في هذه المنطقة في مصر منذ أن بدأت الأعمال التحضيرية للبعثة في 2007 ثم العمل الفعلي في المنطقة عام 2012، مضيفة أن البعثة تشمل 37 باحثًا أثريًّا في مجالات علم الآثار والمصريات واللغة وعصور ما قبل التاريخ، وغيرها من العلوم التي تساعد في عمل المشروع.
ولفتت نيلسون إلى أن المشروع يشمل مسح الأماكن الأثرية، النقوش، الحفريات، التصوير الجوي، الوثائق الطبوغرافية، التسجيل الرقمي، تحليل السيراميك والصخور الحجرية، وصخور عصر ما قبل التاريخ، وتقنيات استغلال المحاجر ونظام النقل.
وحول كيفية اكتشاف المقابر في جبل السلسلة، قالت نيلسون: "لقد كنا على علم بوجودها منذ أن بدأ عملنا، ولكن القضية الرئيسية هي بالطبع مشكلة ارتفاع منسوب المياه الجوفية، والمعدلات العالية من الملح، والتي تضر المعالم الأثرية بشكل كبير"، لافتة إلى أن تقرر مسح محتويات مجموعة من المقابر لتقدير مدى الضرر، وتأثير الماء والملح على الهياكل.
وأكدت ماريا أن أهمية الاكتشافات التاريخية والمعمارية لتلك القبور تكمن في "أنها تأخذنا خطوة أقرب نحو فهم الموقع ليس فقط بوصفه محجرًا أو مكانًا للعمل، ولكن أكثر إلى كونها مدينة باسم خينى وأن الناس الذين دفنوا في هذه المقابر هم السكان المحليون الذين عاشوا في هذه المدينة، وقاموا بالعمل في المحاجر".
ونفت ماريا الادعاءات حول وجود مقابر للفقراء من العمال في هذه المنطقة، مؤكدة أنه "لا توجد مؤشرات على أفراد فقراء دفنوا هناك، ولكن لا توجد مقابر فاخرة للغاية أيضًا؛ فعلينا أن نتذكر أن الملوك وأعلى النخب دفنوا في طيبة، ونحن في نهاية المطاف نتعامل مع ناس طبيعية في السلسلة، ولكن لا تحمل المقابر أي نمط للفقراء، ونحن نعتقد أن الشعب الذين دفنوا ينتمون إلى الطبقة الاجتماعية المتوسطة والعليا".
aXA6IDMuMTQ1LjQ3LjE5MyA= جزيرة ام اند امز