دراسة تكشف علاقة "القرابين البشرية" بالعدالة الاجتماعية
دراسة حديثة تكشف سر العلاقة التي تربط بين تقديم القرابين البشرية والعدالة الاجتماعية والصراع الطبقي في العصور القديمة.. ماذا وجدوا؟
أظهرت دراسة نشرتها مجلة "نيتشر" البريطانية العلمية أن التضحية البشرية في العصور القديمة كانت أقل كثيرا في المجتمعات التي تتمتع بعدالة اجتماعية أكبر.
وأوضحت الدراسة أنه كلما كان الناس يتمتعون بمساواة في المجتمع، كلما تضاءل تعرض المواطنين آنذاك لطقوس الحرق أو السحق حتى الموت تحت زورق جديد.
وقد لعبت التضحية البشرية وفقا للطقوس المتبعة آنذاك دورا قويا في بناء وصيانة المجتمعات الطبقية، ولكن وفقا لهذه الدراسة الجديدة فكلما ازدادت المساواة في المجتمع، قلّ احتمال اختيار شخص للموت. وكلما ازدادت الطبقية والصرامة، كلما تعرض الناس من الطبقات الدنيا بشكل أكبر للاختيار كأضحية.
وقام العلماء بتحليل البيانات والملاحظات من ٩٣ ثقافة تقليدية ازدهرت من تايوان إلى مدغشقر، ومن نيوزيلندا إلى هاواي، لتأكيد الفرضية القائلة بأن التضحية البشرية "تساعد على استقرار الطبقات الاجتماعية ما أن يرتفع شأن طبقة ما، وتشجع على التحول إلى نظام الطبقات الموروث بشكل دقيق ".
وقال العلماء في دراستهم: "بينما ركزت نظريات التطور على وظيفة المعتقدات الاجتماعية الإيجابية والأخلاقية، تكشف نتائجنا عن وجود صلة أكثر قتامة بين الشعائر المتبعة آنذاك وتطور المجتمعات الهرمية الحديثة."
وذكر العلماء أن التضحية البشرية ظهرت في العديد من المجتمعات البشرية الأولى: الجرمانية، العربية، التركية، الاسكيمو والإفريقية والصينية واليابانية، وفي أمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية والوسطى، لكن السجلات الأثرية لا تميز دائما بين التضحية البشرية نتيجة الطقوس والموت نتيجة حوادث عنف أخرى.
لذلك ركز العلماء على ما وصفوه بالثقافات الأسترالية الآسيوية، لأنه تم دراسة هذه الثقافات بشكل جيد، وتشترك في كثير من أصولها.
وانتشرت هذه الثقافات من تايوان، عبر مجموعة من البيئات في الجزر المرجانية الصغيرة إلى قارات، وتطورت من ثقافات صغيرة قائمة على الأسرة إلى هياكل سياسية معقدة للغاية، وموزعة على مساحة واسعة، تشمل أكثر من نصف خط الطول في العالم وثلث خطوط العرض.
وكانت المعتقدات والشعائر متنوعة بشكل ملحوظ آنذاك، لكن ممارسة التضحية البشرية كانت واسعة الانتشار بنسبة ٤٣٪ منها. كذلك كانت أساليب التضحية والتي شملت الحرق، والإغراق، والاختناق، والضرب بالهراوات، والدفن، والسحق تحت زورق بني حديثا، وكذلك الرمي من فوق سطح أحد المنازل ثم قطع الرأس".
وكان هناك الكثير من التداخل بين السلطة السياسية وتعليمات الكهنة. وحدد العلماء في هذه الدراسة ٢٠ مجتمعا كان يتمتع بالعدالة الاجتماعية، ووجدت أن التضحية البشرية كانت تطبق على ما لا يزيد عن خمسة منهم. وحددوا ٢٧ من المجتمعات الطبقية للغاية، ووجدت أن ١٨ منها كانت تعتمد على التضحية البشرية.
aXA6IDMuMTIuMzQuMTkyIA== جزيرة ام اند امز