أبحاث: أدوية تخفيض الكوليسترول حائرة بين خطر الإنفلونزا و"تحسين الانتصاب"

بحثان جديدان يثبتان أن أدوية الستاتين تلغي مفعول الأمصال المضادة للإنفلونزا، بسبب تأثيرها القمعي على المناعة.

أظهر بحثان جديدان أن أدوية الستاتين المخصصة لخفض نسبة الكوليسترول في الدم؛ تمنع الأمصال والتطعيمات المضادة لمرض الإنفلونزا من العمل، وبالتالي تمنع حماية الجسم منها.

ورغم أن أدوية الستاتين عملت خلال العقود الأخيرة على تخفيض عدد الوفيات بأمراض القلب، وبينت دراسات طبية سابقة أنها تحسن انتصاب العضو الذكري بشكل ملحوظ؛ إلا أنها الآن تشكل خطرًا على الحياة من ناحية مختلفة تماما؛ فقد أثبت العلماء مؤخرًا أن هذه الأدوية تقلل بشدة من مفعول تطعيمات الإنفلونزا.

في أحد البحثين، قام فريق من مستشفى ومركز سينسيناتي الأمريكي باختبار بيانات 7 آلاف شخص في سن الستين، ممن تلقوا تطعيمات ضد الإنفلونزا خلال 9 سنوات، وكان هؤلاء الأشخاص يخضعون للعلاج بأدوية الستاتين.

ويقول رئيس الفريق الدكتور ستيفان بلاك: إن النتائج أظهرت أن أدوية الستاتين تقلل مفعول مصل الإنفلونزابنسبة تزيد عن 67%، كما أنها تزيد من احتمالات تدهور حالة المريض بالإنفلونزا، ليكون مضطرا إلى التوجه للمستشفى في حالة إعياء شديدة.

ونقلت صحيفة "تليجراف" البريطانية عن البروفيسورة سارة جيلبرت -أستاذ علم اللقاحات والأمصال بجامعة أوكسفورد- قولها: إن أدوية الستاتين توصف على نطاق واسع لكبار السن، لكنها معروفة بأن لها تأثير قمعي على جهاز المناعة، وبالتالي تعطل مصل الإنفلونزا، وتجعل هؤلاء الأشخاص عرضة للإصابة بمرض شديد، مع مضاعفات تهدد الحياة إذا ما أصيبوا بالإنفلونزا.

وقام فريق آخر من الباحثين في جامعة إيموري بأطلانطا في ولاية جوريجيا الأمريكية بفحص ومتابعة حالة 140 ألف شخص، وتبين لهم أن من يتعاطون أدوية الستاتين وتعاطوا أمصال الإنفلونزا يصابون بأمراض تنفسية أكثر ممن تناولوا المصل، لكنهم لا يتعاطون أدوية الستاتين.

وكانت دراسات طبية سابقة قالت: إن تحسن حالة ضعف الانتصاب، عقب تناول أدوية الستاتين، قد يكون سببها انخفاض الكوليسترول الضار – الكوليسترول ذو الكثافة المنخفضة– أو بسبب تأثيرات لأدوية الستاتين، والتي ما زالت غير واضحة. وأضاف الباحثون أن تأثير الستاتين في تحسين ضعف الانتصاب يظهر بشكل واضح بعد العلاج بفترة قصيرة.

ويبدو العلماء حائرين أمام أدوية الستاتين، في ظل النتائج الجديدة، فهل ينصحون بها أم ينصحون بوقفها؟!

في الحقيقة؛ ما زال بعض العلماء البريطانيين يقولون: إن هذه الأبحاث ليست دليلا على أن مخاطر الستاتين تزيد عن فوائدها، مؤكدين ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث للفصل بشكل نهائي.