برج إعمار الجديد يشعل " سباقات السماء " في العالم
" سباقات السماء" دخلت مرحلة جديدة من المنافسة عالمياً، وذلك بعد إعلان شركة إعمار العقارية عن إنشاء برج جديد ضمن مشروع خور دبي
دخلت " سباقات السماء " مرحلة جديدة من المنافسة عالمياً، وذلك بعد إعلان شركة إعمار العقارية عن إنشاء برج جديد ضمن مشروع خور دبي، بتكلفة تزيد عن مليار دولار " 3.65 مليار درهم إماراتي"، يتوقع أن يكون أطول من برج خليفة في دبي والذي يعد الأطول في العالم حالياً.
وتوقعت مصادر عقارية لــــ " العين " أن يتفوق البرج الجديد ــ الذي لم تعلن شركة إعمار عن ارتفاعه النهائي ـــــ، على برج شركة المملكة القابضة في مدينة جدة السعودية ــــ قيد التنفيذ حالياً ـــــ والمنتظر أن يتعدى ارتفاعه الكيلو متر، وسيتم الانتهاء منه بحلول عام 2020.
ويتصدر برج خليفة في إمارة دبي أطول الأبراج العالمية حتى الآن، ويبلغ طوله 828 متراً.
ولم تعلن إعمار عن الارتفاع النهائي لبرجها الجديد إلا أن ـرئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية محمد العبار، أكد أن البرج الجديد سيكون معلماً استثنائياً يعيد رسم ملامح الأفق العمراني للمدينة، مشيراً إلى أن الارتفاع النهائي للبرج سيتم الإعلان عنه قرب انتهاء أعمال الأعمال في عام 2020.
وقال العبار إن السباق نحو السماء موجود في جميع أنحاء العالم سواء كان في الصين أو السعودية، والسباق الآن ليس فقط في الارتفاع وإنما أيضًا في الهندسة والرياضيات وطريقة البناء، ونحن دائماً موجودون في هذا السباق ونسعى للتميز والأفضل.
وقد أعلنت شركة المملكة القابضة المملوكة للأمير الوليد بن طلال، في وقت سابق عن أن برجها الجديد في مدينة جدة سيكون الأعلى في العالم وسيتجاوز برج خليفة، وبحسب الخطة الموضوعة لإنشائه ستتم آخر مراحل بنائه في عام 2020، وسيصبح أول برج في العالم يصل إلى نقطة الكيلومتر بتكلفة تقدر بــ 4.6 مليار ريال سعودي.
وكان من المخطط لبرج جدة أن يصل إلى ارتفاع 1.6 كم، لكن التضاريس وحالة الأرض المقام عليها المشروع حالت دون ذلك، ويتضمن برج جدة فندقا وشققا فندقية وشققا سكنية ومكاتب بمساحة 500 ألف متر مربع، ويقع ضمن المرحلة الأولى لمشروع مدينة المملكة التي تقع شمال مدينة جدة وتحتل مساحة 5.3 مليون متر مربع وتطل على البحر الأحمر وخليج اُبحر.
قال مهند الوادية المدير التنفيذي لشركة هاربور للخدمات العقارية ومستشار ومحاضر في معهد دبي العقاري، في تصريحات خاصة لـــ " العين " إن سباقات السماء ليست لها حدود، والمنافسة والطموح بين الشركات ليس له نهاية، موضحاً أن سباقات التميز والاستحواذ على المعالم الفريدة في العالم بدأت منذ مئات السنين.
وأضاف الوادية أن عدم إعلان شركة إعمار عن ارتفاع برجها الجديد، يأتي في إطار هذا السباق المحموم للوصول إلى أطول برج في العالم، إلا أنه أوضح أن الهدف في تقديري هو ليس أن يكون البرج الأطول ولكن أن يخدم دبي ويكون معلماً فريداً يساهم في نهضة دبي العقارية والسياحية.
وأكد أن البرج الجديد في خور دبي سيساهم في زيادة حركة الطلب على شراء الوحدات العقارية، كما سيرفع أسعار العقارات في المناطق المحيطة به بما يتراوح ما بين 15% إلى 30%، خلال الفترة المقبلة.
وكانت شركة نخيل التابعة قد أطلقت عام 2008 مشروعا لبناء برج يتجاوز ارتفاعه ألف متر، إلا أن المشروع توقف بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية.
وكانت إحدى الشركات الصينية قد أعلنت في وقت سابق أنها بصدد إنشاء أطول برج في العالم في مدينة شنغهاي، كما دخلت قطر على خط المنافسة الخليجية لبناء أعلى برج في العالم مع السعودية والكويت، حيث قال بنك قطر الوطني، وهو أكبر بنك في البلاد من حيث القيمة السوقية أنه يخطط لبناء واحد من أطول الأبراج في العالم في العاصمة القطرية الدوحة ليضم مقره الجديد، وسيكون أطول من برج تايبيه في تايوان بارتفاع 509 أمتار.
وبحسب التقرير السنوي لمجلس المباني الشاهقة والمساكن الحضرية «CTBUH»، فقد احتلت دولة الإمارات المرتبة الأولى شرق أوسطياً والثالثة عالمياً على صعيد إنجاز الأبراج الشاهقة خلال عام 2015، وأفاد التقرير السنوي للمجلس، بأن الإمارات أنجزت سبعة أبراج شاهقة بمجموع 1871 متراً خلال العام الماضي، لتستحوذ الدولة على 78,7% من مجموع أطوال الأبراج التي تم تشييدها في منطقة الشرق الأوسط خلال العام الماضي، التي بلغت 9 أبراج بأطوال 2377 متراً.
وعالمياً، شهد العالم إنجاز 106 أبراج شاهقة خلال عام 2015 بمجموع 25926 متراً، استحوذت قارة آسيا على النصيب الأكبر منها بحصة بلغت 76% "81 " برجاً، فيما بلغت حصة الشرق الأوسط 8% " 9 " أبراج، وأوروبا بحصة بلغت 8% بمجموع 8 أبراج، فيما توزعت الحصص المتبقية على مناطق أميركا الوسطى وأميركا الشمالية وأستراليا بواقع 4% و3% و1% على التوالي، وبمجموع 4 أبراج و3 أبراج وبرج واحد بالترتيب.
ويعد مجلس المباني الشاهقة والمساكن الحضرية الذي يتخذ من مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة مقراً له، بمثابة مصدر المعلومات المعترف به دولياً في هذا المجال، كما يعد المجلس الجهة المسؤولة عن التحكيم بشأن ارتفاعات المباني الشاهقة، وتحديد أطول مبنى في العالم، ويمتلك قاعدة بيانات واسعة تضم معلومات حول المباني الشاهقة التي تم أو يجري أو من المقترح بناؤها.
وتضم قائمة الأبراج الشاهقة كلاً من المركز التجاري في شنغهاي بطول 492 مترًا، وبناء أمبير ستات في نيويورك ويبلغ طوله 381 مترًا، والتوأم بيتروناس الذي يبلغ طولهما 452 مترا، إضافة إلى شارد الذي يعتبر أعلى ناطحة سحاب في أوروبا الغربية، والذي ترتفع واجهته الزجاجية 310 أمتار عن مستوى الأرض.
ويضع مجلس المباني الشاهقة والمساكن الحضرية، شروطاً لناطحات السحاب حيث ينبغي أن يحتوي المبنى على 50% على الأقل من ارتفاع هيكله، على مساحة قابلة للاستخدام من أجل أن يتم النظر في تصنيفه كأطول مباني العالم، ويستبعد عادة الاتصالات السلكية واللاسلكية وأبراج المراقبة التي ليس لديها سوى عدد قليل من الطوابق.
ويتم استعمال أربعة مقاييس لتصنيف أعلى البيانات على مستوى العالم، وهي الارتفاع على أساس القمة البنائية أو المعمارية، والارتفاع على أساس أعلى طابق حقيقي في المبنى، والارتفاع على أساس علو سطح المبنى، والارتفاع على أساس علو الصاري الموجود على السطح.
aXA6IDE4LjIyNy40OC4yMzcg
جزيرة ام اند امز