"الترسيم من أجل التنقيب".. فرص مصر في نفط خليج العقبة
بعد حديث السيسي.. العين تستطلع أراء الخبراء عن فرص مصر في التنقيب عن نفط خليج العقبة
ربما لم ينتبه كثيرون من خبراء السياسة والاقتصاد في مصر -وسط حالة الجدل الأخيرة حول هوية جزيرتي تيران وصنافير- إلى النقطة التي أشار اليها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال حديثه الأربعاء، عن ترسيم الحدود وما سيعود منه على مصر من استفادة تتجلى في قدرة مصر على التنقيب عن الثروات الطبيعية في مياهها الإقليمية.
الرئيس المصري قال في خطابه الأربعاء، إنه لا يمكنه التنقيب عن البترول والثروات الطبيعية في منطقة خليج العقبة بدون ترسيم للحدود وفقًا للقانون الدولي، وأضاف: تعيين الحدود البحرية مع قبرص أتاح لنا التنقيب عن الثروات في مياهنا الاقتصادية وهو ما أوصلنا لاكتشاف حقل للغاز، ونقوم حاليًا بتعيين الحدود البحرية بينا وبين اليونان.
دلالات حديث السيسي أشارت إلى أن الدولة المصرية كانت محرومة من التنقيب عن الثروات الطبيعية في منطقة خليج العقبة باعتبارها منطقة حدودية معلومة الفواصل والترسيم، وبدوره سيعود الترسيم على مصر بالاستفادة من التنقيب في نطاق المياه الاقتصادية، في حال موافقة البرلمان على مشروع الترسيم، بالإضافة للحصول على 25 % من قيمة الثروات المستخرجة من الجانب السعودي بناء على الاتفاق بين القاهرة والرياض.
الدكتور عبد العال عطية أستاذ الجيولوجيا وخبير الثروة التعدينية كشف لـ"العين" عن أن منطقة خليج العقبة بالبحر الأحمر من المناطق النشطة تعدينيًّا، وأن توجه الدولة المصرية لإبرام مشروع الترسيم مكسب حقيقي للاقتصاد المصري وإنعاش للموارد الطبيعية المضمونة، كما أن هذه المنطقة بفعل عدم التنقيب بها مسبقا أصبحت كنزًا حقيقيًّا للمعادن والثروة البترولية، وقد تفوق بذلك المياه الإقليمية لمصر في البحر المتوسط.
وأضاف الخبير الجيولوجي أنه حتى الآن لا يمكن تقدير ما تحتويه المنطقة من ثروات، لكن المملكة العربية السعودية كان لها تجربة ناجحة مع السودان في عملية التنقيب جنوبًا، وهو ما يعزز توقعاتنا باحتواء خليج العقبة في المنطقة ج الواقعة بين مصر والمملكة السعودية على ثروات طبيعية.
وأشاد "عطية" ببنود اتفاقية ترسيم الحدود، قائلًا إن حصول مصر على نسبة 25 % من ثروات جزيرة تيران المملوكة جيولوجيا للسعودية أمرُ جيد.
على النقيض يرى الدكتور يحيى القزاز الخبير الجيولوجي بجامعة حلوان، أن مسألة التنقيب في حد ذاتها ليست مضمونة بهذه المنطقة، وإذا كانت تحتوي على بترول أو ثروات تعدينية كان من الممكن التنقيب عنها قبل ذلك بناء على اتفاقات استثنائية بين الدول بما لا يخل بالمعاهدات الدولية، والدليل على ذلك عدم شروع إسرائيل في التنقيب مسبقًا رغم امتلاكها لأحدث المعدات التي تمكنها من الكشف عن الثروات في باطن خليج العقبة، مؤكدًا أنه لم يثبت حتى الآن وجود السائل المعدني "البترول" من عدمه.
"القزاز" أشار في تصريحات لـ"العين" إلى أن جانبي وادي النيل بمصر بهما من الثروات التعدينية والمناجم المعلومة للجميع ما يغني مصر عن البحث عن مجهول في قاع البحر، مشيرًا إلى أنه تقدم بعدد من البلاغات إلى الرئيس السيسي بشأن المناجم المنهوبة بفعل التنقيب العشوائي والثروات الطبيعية المهملة، غير أن الدولة لا زالت لم تلتفت لهذه البقعة من الفساد حتى الآن.
من جانبه قال الدكتور فكري حسان خبير الثروة التعدينية، إن أي منطقة تقع بنطاق البحرين الأبيض والمتوسط تزداد نسب وجود البترول بها، ولا مانع من خوض مصر لتجربة التنقيب بالبحر الأحمر، فالأمر مضمون بنسب كبيرة غير أن ذلك يحتاج لدراسات مسبقة ووافية لتحديد الأماكن التي يحتمل ظهور بترول أو غاز بها.
وقال خبير الثروة التعدينية لـ"العين"، إن مصر لا يمكنها في الوقت الحالي توجيه أموالها في عمليات التنقيب بعيدة الأجل في ظل حاجة البلد الى تطوير التعليم والصحة وقطاعات أخرى، لكن يمكنها الاستعانة بالاستثمارات الأجنبية في ذلك، كما هو الأمر مع شركة إيني الإيطالية بالبحر المتوسط.
aXA6IDE4LjIxOS4xNS4xMTIg
جزيرة ام اند امز