قبل ساعات من موعد بدء مفاوضات السلام بين الحكومة اليمنية والحوثيين في الكويت، ربط الحوثيون مشاركتهم بوقف غارات التحالف العربي
تتوجه الأنظار اليوم إلى الكويت، التي من المقرر أن تشهد محادثات سلام بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين، وصفها المبعوث الدولي للأزمة اليمنية إسماعيل ولد الشيخ قبل يومين بـ"الحاسمة".
ورغم بعض الخروقات التي شهدتها "الهدنة" التي تم إقرارها قبل موعد بدء المفاوضات، إلا أن ولد الشيخ، بدا متفائلا بهذه المفاوضات، وقال يوم الجمعة في إفادته أمام مجلس الأمن "لم نكن يوما قريبين إلى هذا الحد من السلام".
وأوضح أن هذه المفاوضات، تسعى إلى التوصل لاتفاق شامل ينهي النزاع ويتيح استئناف الحوار السياسي الجامع بما ينسجم والقرار الدولي رقم 2216، الذي أصدره مجلس الأمن الدولي العام الماضي.
واعترف ولد الشيخ أحمد بصعوبة المفاوضات وقال "نجاحها سيتطلب تسويات صعبة من كل الأطراف ورغبة في التوصل إلى اتفاق"، وسيتطلب دعما إقليميا ودوليا.
ودعا أطراف النزاع إلى المشاركة في المفاوضات "بحسن نية والتحلي بالليونة"، مضيفا أن "طريق السلام صعب ولكنه في متناول اليد".
وعشية الموعد المقرر لانطلاق هذه المفاوضات، وفي بادرة على حسن النوايا، والرغبة في التوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة، سلمت السعودية جماعة الحوثي 30 أسيرا كان محتجزا لديها، ونشر الناطق الرسمي باسم الجماعة محمد عبدالسلام على صفحته الرسمية بموقع فيس بوك، أسماء الأسرى المفرج عنهم.
وثمن مراقبون هذه الخطوة التي اتخذتها السعودية، التي تعكس مدى الأهمية التي توليها لمفاوضات الكويت، والتي ستحدد نتيجتها الآلية التي ستنتهجها قوات التحالف العربي في تعاملها مع الأزمة.
وسبق وأكد العميد أحمد عسيري، الناطق باسم قوات التحالف في تصريحات صحفية، أن "العمل العسكري مستمر والعمل السياسي مستمر، وأيهما يصل أولًا فهو مرحب به، فالهدف الأساسي لنا أن تعود الحكومة الشرعية لصنعاء، وأن يعود الأمن والاستقرار إلى اليمن، والطرق التي تؤدي إلى هذا كلها مرحب بها".
ويشير تقرير نشرته وكاله "يمن برس"، عشيىة الموعد المنتظر لبدء المفاوضات، إلى أن الحوثيين يريدون الفصل بين العمل العسكري والسياسي.
وقال التقرير، إن وفد الحوثيين لم يغادر صنعاء إلى الآن، ويتمسك بوقف "غارات التحالف العربي الذي تقوده السعودية" كشرط لمغادرته صنعاء نحو الكويت.
وكشف التقرير، عن أن المبعوث الأممي لليمن، إسماعيل ولد الشيخ، يجري اتصالات مع الوفد الحوثي، لإقناعه بسرعة السفر إلى مقر انعقاد المحادثات في الكويت، في وقت يشدد الحوثيون وحلفاؤهم على إيقاف العمليات الجوية لقوات التحالف.
يأتي ذلك، فيما أعلن رئيس وفد الحكومة الشرعية، نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية، عبدالملك المخلافي، وصوله إلى الكويت، عبر تغريده على حسابه بموقع " تويتر".
فهل ينجح المبعوث الأممي في مهمة اللحظات الأخيرة قبل بدء المفاوضات؟ إن نجح في ذلك ستكون هذه الولاده المتعثرة للمفاوضات مؤشرًا على أن أحد أطرافها لن يكون سلسًا، وإن لم ينجح، فهذا يعني أن الحوثيين عازمون على مواصلة التمرد على الشرعية.. وتحدد الساعات القليلة القادمة إلى أي الطريقين ستسير جهود حل الأزمة.