خطت الشابة خطواتها الأولى في السر حتى تعلمت الموسيقى إلى أن تحلت بالشجاعة وكشفت عن حبها للموسيقى لوالدها الذي شجعها
"كيف لبنت من البشتون أن تعزف الموسيقى؟" هو السؤال المصيري الذي وجه إلى الشابة الأفغانية نجين. لم يكن لدى نجين الأجوبة، كل ما كان لديها هو شغفها للعزف وعشقها للموسيقى. واليوم لديها الكثير، فالظاهرة نجين كبالواك الآتية من كونار في شرق أفغانستان، تقود أوركسترا زهرة وهي فرقة تضم 35 فتاة في معهد الموسيقى الوطني الأفغاني تستخدم آلات موسيقية أفغانية وغربية.
كبالواك أظهرت عشقها للموسيقى مثل كثيرين من الفتيان والفتيات في سن الشباب، على الرغم من الصعوبات والانغلاق المجتمعي والفكري الذي يسيطر عليه عادات وتقاليد أهالي البشتون، إلا أنها من القلة الذين خاضوا معركة شرسة ومعقدة ضد الضغوط الأسرية والمجتمعية لتحقيق حلمها.
ومنعت حكومة طالبان الأفغانية المتشددة التي أُسقطت عام 2001 الموسيقى. وخطت نجين خطواتها الأولى في السر حين تعلمت الموسيقى إلى أن تحلت بالشجاعة ذات يوم وكشفت عن حبها للموسيقى لوالدها الذي شجعها لكن كان رد فعل باقي أفراد الأسرة المحافظة من البشتون معاديا.
نجين تقول "بخلاف والدي كان كل أفراد الأسرة ضدي، حيث قالوا "كيف لبنت من البشتون أن تعزف الموسيقى؟ خاصة في قبيلتنا التي لا تسمح حتى للرجل بعزف الموسيقى."
حين عادت نجين إلى ديارها في زيارة، هددها أشقاؤها وأعمامها بالضرب لظهورها على شاشات التلفزيون وهي تقود الفرقة وفرت عائدة إلى كابول في اليوم التالي.
وفي دولة تشتهر دوليا بمعاملتها الفظة للنساء في كل مناحي الحياة أبرزت قصة نجين حجم التحدي.
وقال أحمد ناصر سارماست الذي درس الموسيقى وعاد من أستراليا بعد سقوط طالبان للمساهمة في تأسيس معهد الموسيقى الوطني "تكوين هذا الأوركسترا إنجاز في حد ذاته."
لن أقبل بالهزيمة
تحلت نجين بالشجاعة والإصرار حتى تكمل مشوارها الذي أعطاها شعورا جديدا بهويتها.
وهي مستعدة للتخلي عن أسرتها في كونار من أجل الموسيقى وتضيف "لن أقبل بالهزيمة. سأستمر في عزف الموسيقى، لا أشعر بالأمان لكن حين يراني الناس ويتعرفون علي ويقولون هذه نجين كبالواك أشعر بالفخر."