مخاوف من وقوع صواريخ مدمرة بيد الإرهاب في الجزائر
العثور على صواريخ ستينغر وهاون في مخابئ إرهابيين بالجزائر، يطرح العديد من التساؤلات حول مصدرها وما كان يحضر للبلاد بها.
تثير مخابئ الأسلحة التي اكتشفها الجيش الجزائري، في مناطق بجنوب البلاد، حالة قلق بالغ لدى المتابعين للوضع الأمني؛ إذ لم يسبق للجماعات الإرهابية على امتداد فترة نشاطها، الحصول على هذه القدرة التدميرية الكبيرة سواءً من حيث النوعية أو الكمية.
وصفت وزارة الدفاع الوطني في الجزائر، الأحد، الأسلحة المسترجعة بـ"الضخمة"، وأعطت تفصيلًا دقيقًا على غير عادتها مرفوقًا بالصور لكل ما تم العثور عليه داخل مخبأ بمنطقة كوينين الواقعة بولاية الوادي (300 كلم جنوبي شرق العاصمة)، وهي إجمالًا تصل إلى 127 قطعة سلاح حربي، من مختلف الأنواع، وكمية كبيرة من الذخيرة و21 وسيلة اتصال.
وفصلت الوزارة في قائمة الأسلحة المسترجعة وهي 3 صواريخ هاون و6 بنادق رشاشة و4 قواذف صواريخ من نوع RPG-7، و108 مسدسات رشاشة من نوع كلاشنيكوف و4 بنادق بمنظار، إلى جانب 95 قذيفة هاون و136 صاروخ RPG-7 و54 قنبلة يدوية دفاعية وهجومية و6 ألغام مضادة للدبابات.
وتأتي هذه العملية، بعد شهر من استرجاع أسلحة بالمنطقة نفسها، تتمثل في 6 منظومات صواريخ "ستينغر" مضادة للطيران و20 مسدسًا رشاشًا من نوع كلاشنيكوف و3 قاذفات صواريخ RPG-7 وبندقيتين رشاشتين RPK وبندقيتين قناصتين ومسدسين آليين و16 قذيفة خاصة بالقاذف الصاروخي RPG-7 و4 قنابل يدوية وحزامين ناسفين.
ويظهر من نوع الأسلحة أن الجماعات الإرهابية صارت تمتلك مضادات للطائرات (ستينغر) وللدبابات (هاون)، في وقت كانت هجماتها في السابق تعتمد على أسلحة يدوية الصنع، ومن حسن الحظ أن هذه الترسانة الحديثة لم يتم توظيفها في هجمات إرهابية لأن قدرتها على إيقاع الضحايا كبيرة.
وتمثل الأسلحة المسترجعة ذخيرة حربية بامتياز، لم يسبق للجماعات الإرهابية في الجزائر أن امتلكتها رغم أنها تنشط بالبلاد منذ منتصف سنوات التسعينيات، لذلك يرجح أن تكون هذه الأسلحة مهربة من ليبيا التي تشهد حالة من الانهيار الأمني الذي يسمح باقتناء الأسلحة وتمريرها عبر الحدود الشاسعة بين البلدين.
مثلث الإرهاب
وفي تحليله لهذه التطورات، أوضح الضابط الجزائري المتقاعد، عمر بن جانة، أنه لا يستغرب وصول هذا النوع من الأسلحة إلى منطقة الوادي؛ لأنها تقع بمحاذاة الحدود الليبية التونسية الملتهبة، والتي تشهد في السنوات الأخيرة نشاطًا مكثفًا للجماعات الإرهابية.
وأبرز "بن جانة" -في تصريح لموقع بوابة "العين"- أن المنطقة التي تربط بين غدامس الليبية وبن قردان التونسية والوادي الجزائرية، يصح أن يطلق عليها حاليًا اسم "مثلث الإرهاب" بالنظر إلى سهولة انتقال الأسلحة بها، خاصة من الجانب الليبي باتجاه تونس وبدرجة أقل الجزائر.
وتكمن خطورة الأسلحة التي تم العثور عليها، وفق الخبير العسكري، في أنها تمتلك قدرة تدميرية كبيرة تسمح لها بإسقاط مئات الضحايا في حال استعملتها الجماعات الإرهابية في ضرب أهدافها.
ويعتقد "بن جانة" أن هذه الأسلحة كانت معدة للهجوم على حقول الغاز والبترول التي ينشط بها الأجانب، في تكرار للعمليات السابقة التي شهدتها مناطق تيغنتورين وعين صالح في السابق.
رسائل طمأنة
من جانبه، أوضح محمد خلفاوي، الضابط المتقاعد في جهاز المخابرات، في تصريح لبوابة "العين" الإخبارية، أن قوات الجيش تحاول البرهنة على يقظتها في مواجهة الخطر الإرهابي القادم من الحدود الليبية وهي بذلك تبث رسائل طمأنة للمواطنين المتوجسين من الأوضاع الامنية بالمنطقة وانعكاساتها على الداخل.
لكن "خلفاوي" يشدد على أن المقاربة الأمنية لا تكفي وحدها لمواجهة خطر الإرهاب؛ إذ لا بد -حسبه- من تقوية الجبهة الداخلية في الجزائر من أجل تعزيز اللحمة الوطنية في التصدي للخطر الخارجي، وذلك لا يكون إلا بتصحيح الاختلالات الموجودة وضمان حياد جهاز العدالة في معالجة قضايا الفساد المطروحة حتى يستعيد المواطن ثقته في دولته.
استغلال سياسي
ويسود في الجزائر حاليًا خطابان؛ الأول يعتبر أن أولوية البلاد حاليًا هي التصدي للخطر الخارجي وحماية الحدود ويدعو لتشكيل جبهة وطنية لهذا الغرض، وهو خطاب تتبناه أحزاب الموالاة بقيادة جبهة التحرير الوطني التي أطلقت مبادرة الجدار الوطني لهذا الغرض.
أما المعارضة فتدعو من جانبها إلى التحلي باليقظة في مواجهة التحديات الأمنية والالتفاف حول الجيش وتثمين دوره، لكنها تحذر في المقابل، كما يذكر أبرز وجوهها المترشح للرئاسيات السابقة علي بن فليس، من استغلال الظروف الأمنية في تسويق خطاب تخويفي يرفض كل دعوات الإصلاح والديمقراطية.
aXA6IDMuMjEuNDYuMjQg جزيرة ام اند امز