إصابة مئات الطلاب بالسرطان في مدرسة صينية.. ما السبب؟
493 طالبًا من مدرسة واحدة في الصين يعانون من أمراض تتراوح بين السعال المزمن والصداع وخلل في مكونات الدم وسرطان الدم والخلايا الليمفاوية
قالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، الاثنين، إن السلطات الصينية بدأت تحقيقًا في أعقاب أنباء عن إصابة مئات الطلبة بمشاكل صحية منها السرطان في مدرسة للغات تقع قرب منطقة صناعية ملوثة سابقة.
وقالت الوكالة نقلًا عن الحكومة المحلية في منطقة تشانغ تشو التي تبعد 100 كيلومتر إلى الشمال الغربي من شنغهاي، إنه منذ ديسمبر الماضي يشكو الطلبة في مدرسة تشانغ تشو للغات من انبعاث روائح غير عادية من 3 مصانع قريبة سابقة للكيماويات.
لكن تقريرًا أذاعه تلفزيون الصين المركزي يوم الأحد أشار إلى أن المسألة أكثر خطورة ما أثار ضجة.
وقال التقرير التلفزيوني، إنه من بين 641 طالبًا من طلبة المدرسة ممن وقعت عليهم فحوص طبية في الآونة الأخيرة اتضح أن 493 يعانون من أمراض تتراوح بين السعال المزمن والصداع وخلل في مكونات الدم وسرطان الدم والخلايا الليمفاوية.
وانتشار التلوث البيئي تركة تثقل كاهل الصين نتيجة لمسار تنتهجه البلاد منذ سبعينات القرن الماضي لتحقيق النمو على حساب أي اعتبار آخر ما يمثل مصدرًا متزايدًا للتذمر الاجتماعي.
وخلال السنوات الأخيرة كرس الحزب الشيوعي الحاكم في الصين مزيدا من الموارد والاهتمام للتخلص من تلوث الجو والمياه والتربة لكن السكان لن يشعروا بمدى حدة المشكلة إلا خلال العقود المقبلة.
وكان أولياء أمور الطلبة يشكون منذ شهور في أن معاناة أبنائهم مرتبطة بالمدرسة وطالبوا بنقلها من مكانها إلى موقع آخر.
وتوضح صور بثت على موقع للتدوين المصغر ما يبدو أنهم عشرات الأشخاص ينظمون احتجاجات حاملين لافتات تطالب بنقل المدرسة لموقع آخر ولم يتضح متى تم التقاط الصور.
وقال شخص في تعليق بموقع الكتروني: "في الصين تتركز الأهمية على أصحاب المال والجاه، أما حياة الأشخاص العاديين فلا قيمة لها البتة.. أليس كذلك؟ إنهم مسؤولون حكوميون حثالة".
وبادر شخص آخر بالقول: "هاجروا بسرعة لا مجال لنا هنا".
ونقلت شينخوا عن السلطات المحلية القول، إن مشروعًا لتحسين التربة كان يجري في الموقع وقت تلقي الشكاوي.
وتعاني الصين من أعلى معدلات تلوث في الجو وهي أكبر دولة من حيث حجم الانبعاثات الغازية مثل ثاني أكسيد الكربون فيما تقوم البلاد بتوليد 70% من قدرتها الكهربية من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم وهو مصدر رئيسي للانبعاثات الغازية الملوثة للهواء.
وأعلنت الصين أن التلوث أولوية يتعين التصدي لها في محاولة إصلاح الأضرار الناجمة عن النمو الصناعي الجامح على حساب الاعتبارات البيئية.