كيف أصبح أشرف عبد الباقي رائد "مسرح مصر" بعد الثورة؟
الفنان المصري أشرف عبد الباقي تحدى كل الصعوبات التي شهدتها مصر بعد الثورة ليقود "مسرح مصر" ونجومه الشباب ليصبحوا رواد المسرح الكوميدي.
فشل الفنان في إحدى تجاربه تتأثر نجوميته ومشواره الفني بشكل كبير يمكن أن يدفعه للابتعاد تمامًا عن الساحة الجماهيرية، لكن الفنان المصري أشرف عبد الباقي راهن بنجوميته وشعبيته من أجل إحياء المسرح المصري واستخدم عددًا من المقومات جعلته رائدًا في صناعة كادت أن تختفي عن الساحة المصرية.
الثورة مناخ خصب لنجاح التجربة:
في أعقاب الثورة المصرية انتاب الشارع المصري حالة من الانفلات الأمني وأصبح من العسير أن تستطيع العائلة المصرية التنزه أو الذهاب لأحد المسارح لمشاهدة نجمها المفضل علي المسرح.
وبدأ الإنتاج الفني يعتمد في المقام الأول على التلفزيون والمسلسلات الدرامية وأصبح المسرح في مصر مكانًا مهجورًا من الجمهور، لتنحصر الأعمال الفنية بشكل كبير حول تجسيد البلطجة والقتل جعل الجمهور متعطشًا لنوع آخر من الفنون يحمل في طياته الطابع الكوميدي لكي يزيل هموم الواقع.
واستغل أشرف عبد الباقي ذلك المناخ الخصب لكي تبدأ فرقته "مسرح مصر" في الظهور على الساحة الفنية.
صناعة جيل جديد من النجوم:
اختيار عبد الباقي للعناصر الشابة كان له دور كبير في نجاح التجربة الفريدة من نوعها، حيث استطاع أن ينتقي عدد من الوجوه الجديدة كانت بمثابة انطلاقة حقيقية لهم وأصبحوا نجومًا على الساحة فيما بعد.
وأعطى عبد الباقي لهم كل الحرية في الأداء والتمثيل ولم يعتمد على نفسه ليكون هو البطل الأوحد للفرقة، بل جعل الجميع أبطالًا ليصنع جيلًا جديدًا على الساحة الفنية الدرامية والسينمائية منهم علي ربيع، حمدي الميرغني، مصطفى خاطر، وغيرهم من النجوم وما زال العطاء مستمرًّا.
مناقشة جميع قضايا المجتمع:
تعددت القضايا التي تناولتها فرقة "مسرح مصر" وتنوعت عروضهم، ما جعل أشرف عبد الباقي وفرقته يقدمون وجبة فنية كوميدية دسمة أسبوعيًّا للجماهير، وأصبحت العروض كاملة العدد سواء على المسرح أو حينما تعرض في التلفزيون.
وساهم ذلك في جعل الجمهور يبحث عن المسرح سواء ما يقدمه عبد الباقي أو أي نجم آخر، وبدأت إيرادات المسرح تتزايد، ما دفع عددًا من الشركات الإنتاجية أن تقتدي بتلك التجربة.
"بيت العيلة":
ابتعد عبد الباقي وفرقته عما يخدش الحياء العام ليؤكد بذلك أن عروض "مسرح مصر" متوافقة تمامًا للأسرة والأبناء ومستحيل أن يسمع أو يرى أحدهم ما يخدش الحياء العام، لذلك أصبحت المسرحيات لجميع أفراد الأسرة.
أشرف عبد الباقي قام بتكوين الفرقة في ظل أزمات سياسية واجتماعية واقتصادية شديدة، وضرب بكل هذه المخاطر عرض الحائط ليناقش العديد من القضايا المجتمعية ويصنع الكثير من النجوم يعيد المسرح إلى مكانته وجمهوره سنوات عجاف، وهذه هي التحديات التي مر بها عبد الباقي ليصبح رائدًا لـ"مسرح مصر" بعد الثورة.