خبراء لبوابة "العين": 3 خطوات لهزيمة داعش
خبراء عسكريون يضعون خطة تتضمن 3 محاور لاستراتيجية متكاملة لدحر داعش في فترة زمنية لا تتجاوز العامين، بحسب توقعاتهم.
مع انتهاء القمة الخليجية الأمريكية، والتي كان هدفها الرئيسي تكثيف الخطوات للقضاء على تنظيم "داعش"، رسم خبراء عسكريون خطة تتضمن 3 محاور لاستراتيجية متكاملة، تمكنهم من دحر داعش، في فترة زمانية لا تتجاوز العامين، بحسب توقعاتهم.
وهدفت القمة -التي شارك فيها الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون الخليجي يوم الخميس الماضي- إلى تعزيز العلاقات والتعاون الأمني بين الجانبين، إضافة إلى ملفات ساخنة في المنطقة أبرزها تكثيف الخطوات للقضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي.
وتكمن الصعوبة في مواجهة "داعش" الإرهابية، أن الحرب ليس بين دولتين، ولكنها تمتد إلى نمط جديد من حروب العصابات، إذ إن مجموعة من الدول تواجه منتمين للتنظيم "عصابات"، وبالتالي فإن حشد القوة البشرية أو ما كان يسمى بالنابولية "مصطلح يطلق على الحروب التي وقعت في أوروبا في عهد نابليون بونابرت"، وكذلك استراتيجية المناورة واستخدام الأسلحة التقليدية لم يعد يجدي مع مثل هذا التنظيم.
العميد السابق في الجيش المصري صفوت الزيات، قال لبوابة "العين": "الاستراتيجية تضم 3 محاور رئيسية، وهي نفسها التي يستخدمها التنظيم في حربه، وتتضمن المواجهة المخابراتية، والفكرية، والميدانية المتعلقة بالعمليات".
وعن أول محور في استراتيجية مواجهة داعش، أوضح الخبير العسكري المصري، أن الجانب المخابراتي يجب أن يشمل التعاون المعلوماتي والمخابراتي على مستوى الدول الغربية والعربية، جنبًا إلى جنب مع الاستخبارات البشرية التي تعتمد فيها الدول على العنصر البشري في كل مسرح عمليات، والتي تُستهدف من جانب التنظيم، ويسعى لضمها واستخدامها كعنصر في محاربة الدول.
وأضاف أن المعلومات المخابراتية لم يعد مصدرها العناصر الاستخباراتية التي ترتكز عليها فحسب، ولكن أيضًا عناصر أخرى من البيئة المحيطة بالدواعش، والذي يمكن أن يكونوا مصدرا مهما للمعلومات وتحتاج الأنظمة الاستخباراتية لتجديد قوائمها بشكل مستمر.
وعن المحور الثاني، قال "الزيات" إنه "في حال نجاح محور المواجهة المخابراتية والفكرية سنكون قطعنا 50% من محاربة داعش، فمحور المواجهة الفكرية سيتم في نفس البيئة التي يسعى التنظيم أن تكون حاضنة له ليستطيع تنفيذ عمليات إرهابية جديدة".
المحور الأخير في مواجهة داعش، والذي لم يقلل الخبير العسكري المصري من أهميته، يتعلق باستخدام الأسلحة الحديثة، الدقيقة، بحسب وصفه، ومنها ذخائر فائقة الدقة، والطائرات بدون طيار، والاستفادة من الصور التي تبرزها محطات الاتصال مع الأرض.
وأشار الزيات إلى أن نجاح هذه الاستراتيجية لا يتم قياسه بأعداد أفراد التنظيم الذين يتم استهدافهم، خاصة أن داعش يتعامل بمبدأ التزايد الشبكي "وجود بدائل لمن يفقدونه"، وبالتالي فإن نجاح الاستراتيجية بقدر بمدى تضييق الخناق على التنظيم، والحيلولة دون تمدده في مناطق أوروبا، وليبيا.
ويرى مراقبون أن التنظيم يسعى إلى توسيع نطاق تواجده في ليبيا وأوروبا، من خلال زيادة وتيرة أعمال العنف والهجمات الإرهابية، والتي هي أسهل بالنسبة له، في مقارنة مع سوريا والعراق، حيث يواجه المجتمع الدولي، والتحالف الإسلامي أيضًا.
أما الخبير الاستراتيجي والمدير الأسبق لمركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة المصري حسام سويلم، فقال لبوابة "العين" إن الاستراتيجية المطلوبة لمكافحة داعش، ودحرها، تتركز في الجانب الاستخباراتي قبل أي جانب آخر، وعليه فإن وجود وحدة مخابراتية بين دول مجلس التعاون الخليجي ومصر من جهة، وبينهم وبين الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، ستمكن الجميع من ذلك.
وعن ملامح تلك الوحدة، أوضح الخبير الاستراتيجي: ليس مهمة صعبة لكن يجب أن تتوافر لدى الدول جميع ما يتعلق بالمعلومات عن التنظيم وقدراته وإمكانياته وحتى خططه المستقبلية، إلى جانب وضع خطة مماثلة لضبط مراكز تجمعات داعش وسوريا.
ولفت سويلم إلى أن محور المواجهة الفكرية، يكمن في اتباع نفس استراتيجية داعش في تعاملها مع المنتمين لها، وهي استراتيجية جذب القلوب قبل العقول، وهو الأمر الذي من شأنه دحض أي جهود لنقل تمركز الدواعش إلى أوروبا.
وبحسب الخبير الاستراتيجي، فإنه لا يمكن التقليل من أهمية محور العمليات الخاصة لمحاربة التنظيم سواء من خلال توجيه ضربات جوية أو حتى أرضية في حال دعت الحاجة إلى ذلك، وتكون خاصة بمواقع محددة بحيث تستبق أي محاولات للتوسع من قبل التنظيم إلى ليبيا أو أوروبا أو حتى مصر.
ورغم أن مساعد وزير الخارجية الامريكي توني بيلنكن، قال في محاضرة بمعهد "بروكجنز" الدولي، أنه بفضل الجهود الأمريكية الأخيرة، ومساندة من أسماهم بالشركاء المحليين، استطاع التحالف الدولي استعادة 40% من الأراضي التي سيطرت عليها داعش، منذ عام مضى في العراق، و10% في سوريا".
لكنه اعترف أن عمليات الأمن التي هي ضرورية للغاية، ليست كافية، موضحًا أن ما سيحسم المعركة هو القدرة على العمل معًا كقادة وكدول للوصول للمعرضين للخطر قبل قيام داعش بذلك، في إشارة إلى الضربات الاستباقية.
وتحدث المسؤول الأمريكي عن أولويات أساسية، لمكافحة "التطرف العنيف"، ركزت على العنصرين المخابراتي والفكري، من خلال "شراكات التوسع" لتطوير الخبرة اللازمة لفهم أفضل للتطرف العنيف على المستويات الدولية والإقليمية والوطنية، والمحلية، وهو ما يشمل قاعدة البحث والأدلة لصياغة مبادرات تستهدف المجتمعات، وكذلك العمل مع الشركاء على المستويين الوطني والمحلي "لتبني سياسات أكثر فعالية لمنع انتشار التطرف العنيف، وللتصدي للعوامل السياسية والاجتماعية والاقتصادية الأساسية التي تسببت في تبنّيهم لتلك الأيدولوجيات المتطرفة".
أما الباحثة الأمريكية، نعومي كيكولر، نائبة مدير مركز سيمون سكجوت لمنع الإبادة الجماعية، فقالت إن جمع المعلومات الاستخبارية ومشاركتها أمرٌ بالغ الأهمية لمكافحة التنظيم وتحديد نقاط الضعف في المجتمعات المحلية.
وأضافت كيكولر، في تقرير نشره معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أنه ينبغي مشاركة المعلومات مع مختلف الجهات المعنية للمساعدة في تحديد نقاط الضعف وتطوير استراتيجيات لحماية الفئات الضعيفة من السكان.
aXA6IDMuMTIuMTYxLjE1MSA= جزيرة ام اند امز