الصيادة الروسية والنمر الصيني في مناورة لتدمير غواصات العدو

في مشهد يعكس تصاعد التنافس البحري العالمي، نفذت القوات الروسية والصينية تدريبا مشتركا متقدما لمكافحة الغواصات.
وشاركت في التدريبات طائرة صينية من طراز واي-8 إكس في الحرب المضادة للغواصات مع نظيرتها الروسية إليوشن-38 في عمليات تعقب وتدمير وهمي لغواصة "معادية"، بحسب مجلة "ناشيونال إنترست".
وجاءت المناورة ضمن فعاليات التدريب المشترك "التفاعل البحري 2025"، في وقت تواصل فيه دول غربية مناورة "هايمست" بالمحيط الهادئ.
سياق استراتيجي متوتر
تزامنت العمليات مع تصعيد الدبلوماسية العسكرية بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوائل الشهر الجاري إرسال غواصتين نوويتين إلى "مواقع مناسبة" ردا على تصريحات نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف التي وصفها بـ"الاستفزازية".
وعلى الرغم من عدم الإشارة صراحة إلى الولايات المتحدة في بيان التدريب، لكن إعلان روسيا "تدمير غواصة العدو بفضل التنسيق الفعال" يضع المناورة في إطار المواجهة الجيوسياسية الأوسع بين تحالفَي الناتو من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى.
وفي ساحة المواجهة تحت الأمواج، تبرز طائرتان رئيسيتان في ترسانة التحالف الروسي-الصيني:
طائرة واي-8 إكس الصينية - النمر البحري الجديد:
هذه النسخة المتخصصة في الحرب المضادة للغواصات، المطورة عن طائرة النقل واي-8 التقليدية، تمثل عصب القوة الصينية في تعقب الأهداف تحت البحرية.
ومنذ دخولها الخدمة عام 2012، جهزت بأحدث التقنيات: رادار جوي-سطحي لاكتشاف الأهداف، وكاشف مغناطيسي للرصد الدقيق تحت السطح، ورادار ISAR التصويري الذي "يخترق" المياه لرسم خرائط ثلاثية الأبعاد للغواصات.
تتمتع الطائرة واي-8 إكس بقدرة تحليق تصل إلى 4,800 كم وترسانة تسليحية تشمل طوربيدات وصواريخ متخصصة، تمثل تهديدا متجولا للغواصات في المحيط الهادئ.
طائرة إليوشن-38 الروسية - صيادة البحار المخضرمة:
تنتمي طائرات إليوشن-38 الروسية إلى جيل مطور من طائرات الدورية البحرية السوفيتية التي دخلت الخدمة إبان الحرب الباردة، وهي مشابهة إلى حد ما للطائرة الأمريكية بي-3 أوريون. ولم يُنتج منها سوى نحو 50 طائرة فقط.
أعيد هذه العملاقة السوفياتية إحياؤها بمنظومة "نوفيلا" الإلكترونية المتطورة، لتصبح عين روسيا الساهرة في الأعماق. كما مكنتها خبرتها التشغيلية التي تمتد لنصف قرن، من إتقان فنون المناورة الاستفزازية.
وقد أثارت هذه الطائرات الجدل مؤخرًا بعد انتشار مقطع يظهر إحداها وهي تحلق على ارتفاع منخفض فوق حاملة الطائرات الأمريكية كارل فينسون في المحيط الهادئ، حيث أعلنت البحرية الأمريكية آنذاك أنها اعترضت الطائرة الروسية ورافقتها بعيدًا عن الحاملة.
هذا التصعيد التكنولوجي يذكر بحقبة الحرب الباردة، لكنه يضيف عنصراً خطيراً، فتقارب القوتين (روسيا والصين) يعني أن أي غواصة عدوة ستواجه الآن شبكة رصد مزدوجة المصادر، تجمع بين حرفية الصيادين القدامى وتقنيات الصيادين الجدد.
وفي الوقت الذي تختبر فيه الغواصات الأمريكية قدرتها على "الاختفاء"، تثبت هذه المناورات أن الأعماق لم تعد مأمونة كما كانت.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز