الأطباء النفسيون يعانون الاكتئاب.. فمن يعالجهم؟
هل طرحنا يومًا تساؤلا حول الصحة النفسية للأطباء، ومن يعاونهم في تجاوز هذه المشاكل النفسية؟
وجود الطب النفسي والأطباء في حياتنا، يمنحنا الثقة والأمان، لوجود العلاج المناسب والحصول على المشورة الطبية، التي تساعدنا لتجاوز الأزمات والاضطرابات النفسية، ولكن هل طرحنا يومًا تساؤلا حول الصحة النفسية للأطباء، ومن يعاونهم في تجاوز هذه المشاكل النفسية؟
ويتحدث أستاذ علم النفس العسكري "جيمى هاكر" بمقاله المنشور بموقع "The conversation" المختص بعرض الأبحاث الأكاديمية، عن دراسات تؤكد خطورة الأمر، ويقدم حلولا مقترحة لمواجهة الأزمات النفسية للأطباء.
دراسات ونتائج
وتظهر دراسة حديثة من جامعة كارديف البريطانية أن نسبة الأطباء الذين تعرضوا لأزمات نفسية بلغت 60% بمراحل مختلفة بحياتهم المهنية، وتعد نسبة الأطباء الذين يطلبون المساعدة في هذه الحالة أكثر خطورة، حيث لا تتجاوز 2000 طبيب.
كما تؤكد الدراسة أن 70% من الأطباء والأطباء النفسين يتعرضون لضغوط بالمهنة، نظرًا لكون نظام المهنة الآن يهتم بتحقيق الأهداف المادية أكثر من الحفاظ على صحة المرضى، بالإضافة إلى أن مناخ العمل بالمستشفيات لم يعد مناسبًا.
ويؤكد استطلاع أجرته جمعية علم النفس البريطانية العام الماضي، معاناة أكثر من نصف الأطباء النفسيين من الاكتئاب ومشاعر الفشل.
ويشير التحليل الإحصائي الذي قامت به الباحثة "سارة كليمنتس" بكلية كينجز لندن، والذي تضمن 144 دراسة لأكثر من 90 ألف شخص، أن واحدا من كل 4 أشخاص داخل وخارج مهنة الطب النفسي يعانون من أزمات نفسية دون تلقي علاج، وتتجاوز النسبة في أوروبا والولايات المتحدة أكثر من 75%.
الخطورة
يواجه العاملون في الطب النفسي خطورة الإصابة بالاكتئاب والتوتر مما يؤثر سلبًا بالإرهاق وانخفاض الروح المعنوية. ويرتبط الإرهاق بالمهن التي تعتمد على تقديم المساعدة والخدمات للغير، مما يؤدى إلى اختلاط مشاعر التعاطف مع المريض والإحساس بالفشل.
ويلاحظ أن المشاكل العقلية للأطباء تختلف باختلاف مراحل المهنة، ويعتبر الأطباء الأصغر سنًا هم أقل إفصاحا عن مشاكلهم النفسية، لا سيما الطبيبات المتدربات فهن أكثر عرضه للإصابة بالإرهاق.
ويخشى الكثيرون منهم الحديث عن المشاكل النفسية، خوفًا من كشف الحقائق حول مهنتهم.
الحلول
ويقدم جيمي هاكر، حلولا يعتبرها بداية للحفاظ على الصحة النفسية للعاملين بالمهنة، وتعتمد على رغبة الأطباء في التحدث وطلب المساعدة من الغير، وهي ما يلي:
- نشر ثقافة الصحة النفسية والعقلية ضمن الصحة العامة، وذلك من خلال مشاركة الأطباء القدامى وكبار أعضاء هيئة التدريس تجاربهم مع الأطباء صغار السن، كنوع من التشجيع لهم بالانتباه للحالة النفسية والإرهاق نتاج ممارسة المهنة.
- رغبة الأطباء في الحديث عن تجاربهم ومشاعرهم النفسية السلبية والتوتر، بناءً على اقتناعهم بضرورة طلب المساعدة من الغير.
- جهود جمعية علم النفس البريطانية بإطلاقها ميثاقًا جديداً، لإنشاء شبكة التعلم التعاوني بين العاملين بالصحة النفسية، للحفاظ على بيئات عمل صحية نفسيا.
aXA6IDE4LjIyMS41Mi43NyA= جزيرة ام اند امز