أطباء نفسيون يدعون The Voice Kids إلى الرحمة بالأطفال
طالبوا القائمين على البرنامج باتباع أسلوب مختلف عن نظيره للكبار
طالب أطباء نفسيون القائمين على برنامج The Voice Kids، بتغيير أسلوب اختيار واستبعاد المشاركين من الصغار، لمخاطره على صحتهم النفسية.
حذر أطباء نفسيون من التأثير السلبي الذي قد يتركه إقصاء أو عدم قبول الأطفال المشاركين ببرنامج اكتشاف المواهب "The Voice Kids"، وطالبوا القائمين عليه بتغيير أسلوب اختيار واستبعاد المشاركين من الصغار.
جاءت هذه المطالبات على خلفية مخاوف جماهرية امتلأت بها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، نتيجة تأثرهم بانكسار الأطفال، في اللحظة التي يعبر فيها أعضاء لجنة التحكيم عن عدم رضاهم عن موهبة الطفل، باستمرارهم في إدارة ظهورهم للمتسابق الصغير.
وكانت الممثلة المصرية آيتن عامر قد شاركت مخاوفها من هذا الأسلوب مع متابعيها على موقع "تويتر" وقالت: "اتفرجت على حلقة من The Voice Kids، وبجد صعبان عليا أي طفل بيخرجوه.. ده الكبار مش بيتحملوا انهم فشلوا، الصغيرين هيتحملوا !!؟؟".
النقد بأسلوب "الساندوتش"
واتفق د. محمد الشامى مدير قسم الطب النفسى بمستشفى سرطان الأطفال 57357، مع ما ذهبت إليه الممثلة المصرية، وقال في تصريحات خاصة لبوابة "العين": "الطفل لا يستطيع التحكم في مشاعره بشكل جيد، ويتفاعل مع أي موقف بشكل مبالغ، فتفاعله مع النجاح يكون بسعادة بها قدر كبير من المبالغة، وتفاعله مع الفشل يكون بحزن أكثر من اللازم، وذلك على عكس الكبار، حيث يكون استقبالهم لأحداث الفرح والحزن به قدر من التوازن".
ولهذه الخصوصية لنفسية الأطفال، فإن الأطباء النفسيين دائما ما ينصحوا المتعاملين معهم بما يسمى بـ " طريقة الساندوتش" في توجيه النقد، وهو ما لا يتيحه البرنامج.
وهذه الطريقة كما يشرحها د.الشامي، مشتقة من شكل الساندوتش، الذي يختلط فيه الخبز مع المكونات التي تضعها فيه، وهو ما ينبغي وضعه في الاعتبار عند التعامل مع الأطفال، حيث يتم توجيههم إلى السلبيات بخلطها مع الإيجابيات.
ويوضح: "كأن تقول للطفل لقد تميزت في كذا وكذا، لكن خطأ كذا وقعت فيه ، ثم تتحدث بعد ذلك عن نقطة إيجابية، وتعود للحديث عن نقطة سلبية وهكذا".
ويرى د.الشامي أن أسلوب البرنامج لا يسمح بذلك، فالرسالة التي تصل للطفل من استمرار أعضاء لجنة التحكيم في إدارة ظهورهم واحدة فقط، وهي أنه غير مقبول.
وفي رؤية قريبة مما قالته الممثلة أيتن عامر، يختم حديثه قائلا: "هذا المشهد قاس على الكبار، فما بالك بالأطفال، وهو ما يستوجب ضرورة البحث عن أسلوب مختلف غير طريقة ( إدارة الظهر) عند التعامل معهم".
صدمة إدارة الظهر
ومن جانبها، قالت فاطمة موسى، استشاري الطب النفسي بجامعة القاهرة لـ"العين": إن مدى تأثير صدمة الخروج من المنافسة على الصغير، تختلف من طفل لآخر، والأمر قد يصل إلى حد الاكتئاب أو الخوف، بل ويتطور عند بعض الأطفال إلى الإحباط التام، والتخلي عن موهبته من الأساس.
ولفتت د.فاطمة إلى أن الطفل الذي يتمتع بشخصية عنيدة، هو كسلاح ذي حدين، حيث يمكن أن تقترن الخسارة معه بالتحدي وتنمية الذات في موهبته لتحقيق ما فشل فيه، ولكن بالمثل فالآثار السلبية عليه ستكون وخيمة، وقد تصل إلى العدوانية التي تخرج في عدة أشكال، أبرزها الضرب والسبّ وتكسير الأشياء، أو الامتناع عن الطعام أو المدرسة.
ونصحت د.فاطمة أولياء الأمور، بتدريب أطفالهم والتأكد من إتقانهم للموهبة، قبل إشراكهم في أي منافسة، وذلك لتفادي تعريض أولادهم لصدمة الخسارة في هذه السن الصغيرة، مشددة على الدور الذي ينبغي أن يقوم به القائمون على أي منافسة خاصة بالأطفال، من محاولة التخفيف من حدة وطأة الخسارة.
ومثل الرأي السابق، ترى د.فاطمة أن استمرار إدارة الظهر للطفل الخاسر، هو بمثابة صدمة كبيرة، ويحتاج هذا الأسلوب في رأيها إلى تغيير.
مستقبل تحدده لحظة
تلك المخاوف التي أشارت إليها د.فاطمة، قد تكون نتيجة لحظة لم يكن فيها الطفل بأحسن حال، وهي المشكلة التي يلخصها د.أحمد عبد الله استشاري الطب النفسي بجامعة الزقازيق بقوله: "من الظلم أن تؤثر لحظة على التقييم الدائم للطفل".
وأضاف: "فلسفة المنافسة سواء مع الكبار والصغار هي اختبار بين متنافسين، وقد يخسر أحدهما لأنه لم يكن في أحسن حالاته وقت المنافسة، ويستطيع الكبار تفهم ذلك، ويسعون إلى تعويض الخسارة، ولكن الأمر عند الطفل في السن المبكر قد يكون مختلفا، ويؤدي إلى تدمير موهبته".
وأشار إلى أنه دائما ما ينصح المتعاملين مع الأطفال بعدم وضعهم في اختبار منافسة، يكافأ فيه الفائز ولا يمنح الخاسر أي شيء، بل إن الوضع الأمثل للتعامل معهم هو الحرص على أن يكسب الجميع.
وأضاف: " ليس لدي تصور، ما الذي ينبغي فعله لعلاج تلك المشكلة في البرنامج، ولكن ما أستطيع قوله هو أن طريقة إدارة الظهر للطفل الخاسر قاسية جدا".
aXA6IDE4LjIyMy4xNTguMTMyIA== جزيرة ام اند امز