اتسعت هوة الخلاف بين الفصائل الفلسطينية حول الموقف من "مبادرة الفصائل" لحل أزمة معبر رفح الحدودي لتخفيف الحصار على أهل غزة.
اتسعت هوة الخلاف بين الأطراف الفلسطينية حول الموقف من "مبادرة الفصائل" لحل أزمة معبر رفح الحدودي مع مصر، وباتت المبادرة مثار جدل يهدد بتأزيم الوضع الصعب في قطاع غزة.
فبينما أكدت حركة حماس، "أنها تنتظر ردود اللجنة الفصائلية لمعبر رفح حول المقترحات والاستفسارات التي قدمها وفد الحركة للجنة" خلال اجتماع سابق الأحد الماضي، جددت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التأكيد على رفص الفصائل لاقتراحات حماس.
ودخلت حكومة التوافق على خط الأزمة، بتأكيدها رفض اقتراح حماس بتشكيل لجنة فصائلية للإشراف على إدارة معبر رفح كمحاولة للمراوغة والمماطلة.
ودعت حكومة التوافق في بيان أصدرته عقب انتهاء اجتماعها الأسبوعي مساء اليوم الثلاثاء في مدينة رام الله، حماس للقبول بمبادرة الفصائل لحل أزمة معبر رفح البري، لفتح الباب أمام قدوم اللجنة الوزارية الخاصة بالمعبر لغزة، للاتفاق على ترتيبات تشغيل المعبر، ومناقشة كافة الأمور بعمق ومسؤولية مع كافة الأطراف خاصة مع الأشقاء المصريين.
إلاّ أن المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري رأى أن موقف الحكومة، "يعكس عدم الجدية، والرغبة في المناكفة وإصرارها على التخلي عن مسؤولياتها تجاه أهل غزة"، وفق تعبيره.
استفسارات جوهرية
وقال أبو زهري في بيان تلقت "بوابة العين" نسخة منه: إن مبادرة الفصائل "لحل أزمة المعبر" هي إحدى الأفكار المطروحة للنقاش"، معلنًا أن حركته "لم ترفضها وإنما قدمت استفسارات جوهرية وهي بحاجة إلى توضيحات بشأنها من اللجنة الفصائلية".
وعبر عن أسف حركته لـ"رفض بعض الفصائل المشاركة في الإشراف على المعبر بحجج غير مقنعة، وكنا نتوقع منهم المشاركة في خدمة شعبنا بدلاً من الاكتفاء بدور الوساطة".
من جهتها، اعتبرت حركة فتح، أن مقترحات حماس الأخيرة حول معبر رفح، محاولة "لتسويف المبادرة وإفراغها من مضمونها بشكل كامل".
وقال الناطق باسم فتح أسامة القواسمي، في بيان تلقت بوابة العين نسخة منه: إن مبادرة الفصائل "واضحة ومحددة في موضوع معبر رفح على وجه الخصوص، وإن مقترحات حماس حول تخويل لجنة فصائلية للإشراف على المعبر، أو الذهاب إلى حل كافة القضايا رزمة واحدة يعني أنه لا يوجد نية لحماس بالتعامل بشكل إيجابي مع مبادرة الفصائل".
واتهم حماس أنها "تسعى لإفشالها من خلال تقديم مقترحات غير قابلة للتنفيذ، وأنها تهدف إلى إفشال جهود الفصائل ومبادرتهم تحت حجج تقديم مقترحات بديلة".
ودعا القواسمي حماس إلى النظر بشكل دقيق إلى حجم المعاناة الإنسانية التي تواجه الشعب في القطاع، وتحمل المسؤولية الوطنية من خلال التوجه الصادق والأمين للوحدة الوطنية وإعلاء المصالح الوطنية العليا للفلسطينيين.
الفصائل ترفض
وقدمت الفصائل الفلسطينية خصوصاً الجبهتين الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب مبادرة أواخر شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي،" لحل أزمة معبر رفح" من مقدمة وخمسة بنود، وعرضتها على الأطراف المرتبطة بالمعبر.
ورفضت الجبهتان الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب، اقتراحا تقدمت به حماس في إطار مناقشة مبادرة تلك الفصائل.
وطالبت الفصائل، حركة حماس بقبول المبادرة مبدئيًّا لتشكل "مدخلاً لمعالجة كافة القضايا العالقة، وتخلق أجواء ومناخات إيجابية مناسبة لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية".
وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ذو الفقار سويرجو: "نحن أبلغنا حماس رفض اقتراحاتها، وندعوها مجدداً لإعادة النظر في المبادرة المقدمة من الفصائل لتسهيل فتح معبر رفح " ليكون مدخلاً لمعالجة كل القضايا العالقة".
وأضاف سويرجو لـ"بوابة العين"، أن قبول حماس بالمبادرة سيفتح الباب لمعالجة قضايا دمج موظفي حكومتها في غزة على كادر الوظيفة العمومية للسلطة الفلسطينية، وتوحيد المؤسسات الفلسطينية، وإعادة تفعيل المجلس التشريعي المعطل منذ وقوع الانقسام منتصف العام 2007، وغيرها من القضايا العالقة.
وأوضح سويرجو أن الفصائل لا تقف في مبادرتها مع هذا الطرف أو ذاك، مضيفا: "نحن نقف إلى جانب المواطن الفلسطيني الذي يعاني من الأزمات المتوالية عليه في غزة جراء تشديد الحصار عليه".
بدوره، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة: إن موقف حماس من مبادرة الفصائل، يعتبر "التفافا على المبادرة" ويفرغها من مضمونها.
وأكد أبو ظريفة لـ"بوابة العين"، أن المبادرة تكفل تقديم حلول واقعية لأزمة إنسانية تعصف بعشرات الآلاف من الفلسطينيين العالقين في غزة بانتظار فتح المعبر الحدودي الوحيد البعيد عن سيطرة سلطات الاحتلال الإسرائيلية.
وأشار القيادي الفلسطيني، إلى ضرورة تنازل كل طرف من طرفي الأزمة عن بعض اشتراطاته، لتنفيذ الاتفاقات الموقعة بين الفصائل والقوى المختلفة، "دون التناول من الجميع ستزيد الأزمات وستنعكس على حياة الناس"، وهذا ما نعمل لعدم الوصول إليه.
aXA6IDMuMTQ1Ljk3LjIzNSA= جزيرة ام اند امز