بعد 48 يومًا من الإضراب عن الطعام.. الصحفي الفلسطيني القيق: الحرية أو الشهادة
حالته حرجة وسلطات الاحتلال تعتزم تغذيته بالقوة
يعاني الصحفي الفلسطيني الأسير محمد القيق وضعًا صحيًّا صعبًا في سجن "العفولة" الإسرائيلي جراء إضرابه عن الطعام منذ 48 يومًا.
جسد نحيل هزيل، الأيدي والأرجل مكبلة في سرير بمستشفى العفولة الإسرائيلي، إغماءة تتبعها الأخرى، هكذا بدا الصحفي الفلسطيني محمد القيق، المضرب عن الطعام لليوم الثامن والأربعين؛ احتجاجًا على استمرار اعتقاله من قوات الاحتلال.
ويؤكد المحامي أشرف أبو اسنينة، الذي تمكن من زيارة القيق، أنه في حالة صحية حرجة للغاية، وأنه دخل في غيبوبة منذ يومين، وتم أخذ عينة من الدم من جسمه بالقوة من قبل إدارة مستشفى العفولة؛ تمهيدا لتغذيته بالقوة من الوريد.
وقال أبو اسنينة لـ"بوابة العين": إن القيق اعتقل في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وبعد اعتقاله بدأ إضرابًا عن الطعام، دخل يومه الثامن والأربعين، رافعًا شعار "الحرية أو الشهادة"، لافتا إلى أن الحالة الصحية للأسير كما رآها خطيرة، حيث إنه بدأ يتبول دما، فضلاً عن هزال جسده وإصابته بضمور في العضلات، فيما انخفض وزنه 22 كيلوجراما.
وخاض القيق إضرابه؛ احتجاجًا على اعتقاله من قوات الاحتلال؛ بحجة التحريض الإعلامي، إضافة لمنعه في البداية من لقاء محاميه، حيث قرر خوض تجربة الإضراب عن الطعام لتحقيق الحرية.
قلق جدي
الصحفية فيحاء شلش، زوجة القيق، تخوض منذ اعتقاله، عملية نضال كبرى؛ لتسليط الضوء على قضية زوجها؛ وحشد تضامن محلي ودولي، حيث نجحت في تنظيم العديد من الفعاليات.
وتبدي شلش في حديثها لـ"بوابة العين" قلقها الجدي علي حياة زوجها (34 عامًا)، وتقول: إن "الأخبار التي تلقيناها مقلقة، هو يفقد الوعي بين الحين والآخر... تم أخذ عينة دم بالقوة منه، وهذه مسألة مقلقة؛ لأننا لا ندري ماذا يمكن أن يفعلوا به وبالقوة أيضا".
وأضافت أن العائلة تشعر بالقلق لسعي الاحتلال على تغذيته بـ"التغذية القسرية"، (إعطاؤه فيتامينات بالحقن) مشددة على أنه "لو كان الاحتلال حريصا على حياته فليطلق سراحه".
ووفق المعلومات المتوفرة من جهات حقوقية، فإن اللجنة الطبية الإسرائيلية عقدت اجتماعاً أمس وقررت تغذية القيق في الوريد بالقوة، حيث قامت بتكبيله وبدأت بإعطائه السوائل بالوريد قسرا، مستغلين وضعه الصحي الصعب وعدم استطاعته مقاومة إجراء الاحتلال غير الشرعي بحقه من أجل إطالة أمد إضرابه دون تحقيق مطالبه العادلة .
حملات وفعاليات تضامنية
وفي إطار حملات التضامن مع القيق، أعد نشطاء مقطع فيديو كرتونيا يتضمن رسالة القيق للعالم بهدف التضامن مع قضيته والضغط على الاحتلال للإفراج عنه.
إعلاميون وبرلمانيون فلسطينيون دقوا ناقوس الخطر حول حياة القيق، خلال وقفتين تضامنيتين بالخليل وغزة؛ مطالبين الجهات ذات العلاقة بالشأن الإعلامي الضغط على الاحتلال، قبل أن يتحول إلى رقم جديد في قائمة ضحايا الاحتلال.
جهاد القواسمة نقيب الصحفيين في الخليل، جنوبي الضفة، أدان خلال الوقفة التي نظمها نادي الأسير أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الخليل جنوب الضفة الغربية، الاستهداف الإسرائيلي للصحفيين، موجها التحية للصحفي القيق، الذي قرر خوض الإضراب ليمنع تسلط الاحتلال على الصحفيين.
ويخضع 17 صحفيا فلسطينيًّا للاعتقال في سجون الاحتلال، جزء منهم يخضعون للاعتقال الإداري، وهو شكل من أشكال الاعتقال المخالفة للمعايير الدولية، كونه يتم بناء على ملف سري، دون توجيه تهمة محددة، حيث يستخدم كإجراء عقابي وانتقامي من الصحفيين لدورهم في فضح جرائم الاحتلال.
بدوره، قال النائب باسم زعارير: "نحن أمام امتحان، فحالة الصحفي القيق خطيرة وهو الآن يعاني بشكل كبير جدا ويتردى، يتوجب علينا أن نقف وقفة صادقة ووطنية مع هذا الأسير المضرب عن الطعام وكل الأسرى".
مطالبات بالتدخل
وعلى هامش وقفة تضامنية بغزة، قال نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين تحسين الأسطل لـ"بوابة العين": إن "الاحتلال يقترف جريمة كبرى بحق الصحفي القيق؛ ما يستدعي تحركًا واسعا من كل الجهات لإجبار هذا الاحتلال على إطلاق سراحه".
وأشار إلى أن القيق يخوض معركة بطولية نيابة عن الصحفيين الذين يتعرضون لعملية استهداف منظمة من جيش الاحتلال.
تحذيرات من التغذية القسرية
من جهته، يحذر رياض الأشقر الناطق الإعلامي لمركز أسرى فلسطين للدراسات من تداعيات استخدام الاحتلال التغذية القسرية، مع الأسير الصحفي القيق.
وقال الأشقر لـ"بوابة العين": إن الأسير القيق يقبع في مشفى العفولة تحت الأجهزة الطبية ولا يستطيع الحديث، ويفقد الوعى بين الحين والآخر، فيما تصلبت عضلات جسده؛ نتيجة استمراره 48 يوما متتالية، وخاصة أنه يرفض تناول المدعمات منذ بداية إضرابه .
وحذر بأن إجبار الأسير على التغذية القسرية يعرض حياته للخطر الشديد المحقق، فيما أصبح احتمال إصاباته بخلل في الكلى وارد جدًّا وغير مستبعد، حسب تأكيد الأطباء في مستشفى العفولة، مشيرا إلى إمكانية إصابته بنزيف مفاجئ في الدماغ.
وحمَل الأشقر الاحتلال ومصلحة سجونه المسؤولية الكاملة عن حياة الصحفي القيق، لافتًا إلى أنه سيكون أول ضحايا التغذية القسرية بعد إقرار القانون بشكله النهائي في حال تم تطبيقه عليه.
aXA6IDE4LjExOC4zNy44NSA= جزيرة ام اند امز