خبراء عسكريون وسياسيون يرون أن استمرار مراوغة وفد المتمردين الحوثيين وصالح في مفاوضات الكويت يأتي لكسب مزيد من الوقت.
اتفقت قيادات عسكرية بارزة في الجيش اليمني، على أن استمرار مراوغة وفد المتمردين الحوثيين وصالح في مفاوضات الكويت، لليوم العاشر على التوالي، يأتي لكسب مزيد من الوقت.
وأوضحوا، في أحاديث منفصلة لبوابة "العين" الإخبارية، أن مراوغة المتمردين في المفاوضات تهدف لإتاحة الوقت لتحقيق مكاسب على الأرض، خاصة في ظل الصمت الدولي جراء الخروقات والانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها المليشيات للهدنة واتفاق وقف إطلاق النار وغض الطرف عنها.
وقالت المصادر، التي فضلت عدم نشر اسمها لاعتبارات أمنية، إن الحل الوحيد لإجبار المليشيات على الخضوع والقبول بالقرارات الدولية وتنفيذ القرار 2216 هو إحراز القوات الشرعية المسنودة من قوات التحالف تقدمًا فعليًا ومهمًا في العاصمة صنعاء وتعز.
وأكدت أن تقدم قوات الشرعية إلى جبل بن غيلان الإستراتيجي شرق العاصمة صنعاء وأيضًا تضييق الخناق على المتمردين في حرف سفيان بمحافظة عمران، هو الكفيل بإخضاع المليشيات؛ لأنها بهذا التقدم ستكون قوات الشرعية قد ضيقت الخناق على الحوثيين وصالح في العاصمة صنعاء وأصبح أمر تحرير صنعاء بالكامل مسألة وقت فقط.
على الصعيد السياسي، توقع مراقبون للشأن اليمني فشل مفاوضات الكويت، معللين ذلك بمؤشرات "واضحة"، مبدين دهشتهم من استمرار تدليل المبعوث الأممي لوفد المليشيات لليوم العاشر على التوالي ليوافقوا فقط على جدول الأعمال رغم أن حضورهم إلى الكويت تم بعد مشاورات واتفاق على جدول الأعمال المقر من الأمم المتحدة مسبقًا.
وأكدوا أن ذلك لن يجدي نفعًا ولن يحدث أي تقدم في المفاوضات.
وتساءل المراقبون الذين تحدثوا لـ"العين" أنه إذا كان المبعوث الأممي وسفراء أكثر من 18 دولة لم يستطيعوا إقناع وفد المليشيات بالقبول بجدول الأعمال فكيف سيتم بعد ذلك إقناعهم ببدء المحادثات وإلزامهم بتنفيذ ما سيتم الإتفاق عليه إذا حصل وتم الاتفاق؟
واستبعدوا أن تستمر المفاوضات، خاصة أنها لليوم العاشر لم تحدث أي تقدم.
وتوقع المراقبون انسحاب الوفد الحكومي؛ بسبب الضغط الشعبي الذي يطالب بالحسم العسكري إذا استمر تعنت المتمردين، معتبرين استمرار تدليل المليشيات ومراودتها ومحاولة إقناعها بأن تقبل بجدول أعمال المفاوضات والجلوس على طاولة المشاورات إهانة للتضحيات التي قدمها الشعب اليمني خلال مواجهة المتمردين وانتصار للمليشيات.
وعزز توقع المراقبين تهديد الوفد الحكومي المشارك في مفاوضات الكويت بالانسحاب خلال رسالة قدمها لسفراء الدول الـ18 والتي أبلغهم فيها بأنه سيعلق المشاورات إذا لم تتوقف خروقات المتمردين لاتفاق وقف إطلاق النار خاصة في تعز.
واعتبر الوفد الحكومي ما يحدث في تعز تهديدًا جديًا لمشاورات السلام، فيما استبعد المراقبون السياسيون خروج مفاوضات الكويت بأي نتيجة إيجابية لصالح السلام وما ينشده الشعب اليمني.
وقال الناشط السياسي اليمني عبد الناصر المودع، إنه لا يتوقع لمفاوضات الكويت أن تخرج بنتيجة تذكر كون الأرضية غير مهيأة للخروج بتسوية.
من جانبه، يرى رئيس المنتدى العربي للدراسات والتنمية المحلل السياسي اليمني، نبيل البكيري، أن مباحثات الكويت لن يكتب لها النجاح بإحلال السلام.
وقال إن "هدف الانقلابيين من المشاورات يتمثل في إسقاط شرعية الحكومة والرئيس عبد ربه منصور هادي وإكساب سلطة الانقلاب شرعية دولية وإقليمية بالاعتراف بهذه المليشيات ودمجها في العمل السياسي وهي مليشيات متمردة ومسلحة".
وتابع "البكيري": "المجتمع الدولي لا يملك وسائل ضغط كبيرة تجبر جميع الأطراف على تبني تسوية ما، لهذا فإن تطبيق أي تسوية دون أن تكون الأطراف الرئيسية مقتنعة بها سيكون مصيرها الفشل".
وأضاف "اليمن في مأزق حقيقي ويبدو أن الأمور تتجه نحو جولة أو جولات جديدة من الأعمال العسكرية، والتي ما زال الجميع يراهن على أنه سيحقق من خلالها اختراق أو نصر كاسح يمكنه من فرض شروطه على خصمه".
وأكد البكيري أن التعويل الحقيقي الآن هو على المقاومة الشعبية وعلى التحالف العربي الذي تعد المعركة معركته المصيرية للحفاظ على أمن ووجود المنطقة كلها.