الغضب تجاه "احتراق حلب" ينتقل من "السوشيال ميديا" إلى الشارع
هاشتاق يتصدر عالميا ومظاهرات في إسطنبول
الاعتداء الدامي على مدينة حلب أثار موجة تنديد واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بهاشتاق تصدر عالميا، واحتجاجات كبيرة في إسطنبول التركية
أثار التصعيد العسكري غير المسبوق الذي يمارسه النظام السوري منذ أسبوع على مدينة حلب، موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي دفعت روادها إلى إطلاق هاشتاق "حلب تحترق" بلغات مختلفة وليست العربية فقط، ليكتسح خلال ساعات قليلة قائمة الهاشتاقات الأكثر تداولا في العالم.
ومن بين المظاهر التي اكتست بها مواقع التواصل الاجتماعي تعبيرا عن تضامن المستخدمين مع سكان حلب السورية، هو تغيير رواد مواقع "فيس بوك" و"تويتر" و"إنستقرام" صور حساباتهم إلى اللون الأحمر، سعيا منهم للفت انتباه العالم لما يحدث في حلب وتضامنا مع ضحايا الصراع هناك.
ولم يتوقف دور مواقع التواصل الاجتماعي على نشر أخبار الأزمة الإنسانية التي تعاني منها حلب والتعبير عن التضامن مع ضحايا، حيث انتشرت عليها دعوات ونداءات للتظاهر في الشوارع، حيث اختار بعض النشطاء النزول للشارع والتظاهر نصرة لمدينة حلب وأهلها.
وتوجه عدد من الناشطين السوريين تلبية لنداء الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وبدعوة عامة عبر "فيس بوك"، للتظاهر اليوم السبت في حديقة سراج خانة بمدينة اسطنبول التركية، تعبيرا عن الغضب من الجرائم التي يرتكبها النظام السوري وحليفه الروسي بحق المدنيين في حلب.
وتحت شعار "اغضب فإن الله لم يخلق شعوبا تستكين.. اغضب فإن الأرض تحني رأسها للغاضبين"، خرج مئات السوريين في التظاهرة الشعبية رافعين أعلام الثورة السورية ولافتات باللون الأحمر تحمل شعارات تضامنا مع ما تمر به حلب من قصف وظلم ودمار.
وأفاد الناشط محمد النجار أحد منظمي التظاهرة لبوابة "العين" الإخبارية، "أن هناك إقبالا كبيرا على المشاركة في المظاهرة، فمنذ ساعات الصباح الأولى اجتمع الناس وسط حضور نسائي ملفت للتظاهر في حديقة سراج خانة في ميدان الفاتح، إلى جانب عدد جيد من الأتراك".
وأضاف النجار أن المظاهرة الواسعة خرجت أيضا بمشاركة عدد كبير من الإعلاميين والكتاب الصحفيين والحقوقيين المختصين في الشأن السوري.
وتابع النجار قائلا إن "هذا الحشد قد يعطي دفعة قوية للشباب الثائر كي يصمد ولا يفقد الأمل من النصر، وهدفنا أيضا هو أن نوصل رسالة لأهالي حلب في المقام الأول أننا في صفهم، ولكي نوصل رسالة للمجتمع الدولي أننا لن نستسلم، فإما أن ننتصر أو نموت".
وعند سؤال أحد المشاركين السوريين في المظاهرة عن مشاعره تجاه ما يحدث في حلب السورية، أجاب: "مشاعري اليوم وكل يوم هي مشاعر غضب واستياء مما يحدث في سوريا من ظلم وقهر وإجرام، ولا يمكن التعبير عما يشعر به الشعب السوري سواء في الداخل أو الخارج بالكلمات".
وأضاف المشارك بمظاهرة اسطنبول لـ"العين"، "وقفتنا اليوم هي صرخة للعالم في وجه التآمر على سوريا، وفي وجه التصريحات الأمريكية الأخيرة التي شرعنت ما يقوم به النظام وحلفاؤه بحق الأراضي السورية والمدنيين الأبرياء".
وتشهد مدينة حلب لليوم الثامن على التوالي عمليات تصعيد غير مسبوقة على يد النظام السوري بدعم جوي روسي، خلفت 189 قتيلا بينهم 43 سيدة و40 طفلا، فيما تجاوز عدد المصابين 394 جريحا حتى الآن، وفق إحصائيات الدفاع المدني.
وتعرض مستشفى القدس -التابع لمنظمة أطباء بلا حدود- إلى قصف عنيف أيضا بالطيران الحربي السوري، راح ضحيته 50 شخصا من بينهم آخر طبيب أطفال في حلب وعشرات من الكوادر الطبية.
ومنذ ساعات الصباح الأولى اليوم السبت، أبلغ نشطاء سوريون عن 22 غارة جوية نفذها الطيران الحربي على أحياء مدينة حلب، وعن مقتل 4 أشخاص على الأقل في حي باب النيرب.
aXA6IDE4LjExOC4xNDkuNTUg جزيرة ام اند امز