في ختام اللجنة العليا.. الإمارات وقطر تؤكدان تعزيز التواصل والتنسيق
الإمارات وقطر تؤكدان حرصهما على تعزيز علاقاتهما المشتركة واستمرار التنسيق بينهما في مختلف القضايا الدولية.
أكد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وزير الخارجية القطري، أن اجتماعات اللجنة العليا الإماراتية- القطرية المشتركة في دورتها السادسة جاءت مثمرة وناجحة. وأكد البلدان خلالها حرصهما على تعزيز علاقاتهما المشتركة واستمرار التنسيق بينهما في مختلف القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الإثنين، في ختام أعمال اجتماعات اللجنة العليا المشتركة في دورتها السادسة.
وأعرب الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، عن سعادته بزيارة الدوحة والشراكة القائمة بين البلدين الشقيقين.
وأكد، خلال المؤتمر الصحفي، حرص البلدين الشقيقين على استمرار العمل معًا لتطوير وتنمية علاقاتهما الأخوية والتاريخية. وقال: "نحتاج في دولتي الإمارات وقطر إلى العمل سويًا لننقل هذه العلاقات إلى مستقبل أكثر رسوخًا وعمقًا".
وأوضح أن من بين القضايا التي جرى التباحث بشأنها خلال استقبال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، له اليوم، موضوع الطاقة المتجددة والتعاون بين البلدين في هذا الجانب الذي يحظى بدعمهما.. مشيرًا إلى توفر الإمكانات الكبيرة لتطوير التعاون في هذا المجال، خاصة في ظل انخفاض التكلفة وبروز ابتكارات جديدة.
وقال الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، إن مثال التعاون في هذا الجانب يظهر إمكانية تنويع العلاقة بين البلدين.. لافتًا إلى مذكرات التفاهم والاتفاقيات التي وقعها اليوم البلدان الشقيقان.
وأكد أهمية الاستفادة من الأطر القانونية السابقة والجديدة للعمل سويًا من أجل فرص ومستقبل أفضل للبلدين.
وأعرب عن أمله أن يستمر العمل معًا بين الإمارات وقطر لأجل علاقة أفضل مفيدة ومتطورة على جميع المستويات.
وأكد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، على مجالات التعاون العديدة بين البلدين، بما في ذلك التواصل الثنائي المستمر حول القضايا الدولية وتبادل وجهات النظر في هذا الشأن.
وعن التحديات التي تواجهها المنطقة، قال إنه "لا يمكن عزلها عن مجمل التحديات التي نواجهها".. منوهًا بأنه من هذا المنطلق عمل البلدان سويًا عبر مجلس التعاون لدول الخليج العربية أو جامعة الدول العربية.. مؤكدًا الأهمية الكبيرة لذلك في مواجهة هذه التحديات.
وحول دعم دولة الإمارات لمرشح دولة قطر لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، قال: "إن الدعم بيننا دائمًا موجود على المستوى الثنائي أو على مستوى مجلس التعاون لدول الخليج العربية.. مشيرًا إلى بيان مجلس التعاون الداعم للمرشح القطري".
وبشأن الأحداث التي تشهدها سوريا، أوضح الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أن كلًا من الدوحة وأبوظبي صدرت عنهما بيانات في هذا الشأن.. منبهًا إلى أنه من الصعوبة حل النزاع السوري من خلال بيانات حيث لا بد من التحرك لأن الوضع مأساوي ويتطلب عملًا جديًا على مستوى مجلس الأمن و"مجموعة فيينا".
وأكد أنه لا يمكن إنهاء التحديات التي تواجه المنطقة ومنها الإرهاب دون معالجة المشاكل السياسية في دمشق أو بغداد.
أما حول الأوضاع في ليبيا، فقال: "إن الإمارات وقطر هما من بادر إلى دعم الشعب الليبي عندما واجه القذافي سواءً من خلال مجلس التعاون أو الجامعة العربية.. فضلًا عن مطالبتهما مجلس الأمن الدولي بحماية الشعب الليبي".
وأضاف "لكننا دخلنا في إشكالية في ليبيا عندما تخلى المجتمع الدولي عن القضية الليبية قبل أن تستقر الأوضاع، بينما دخل الأخوة الليبيون من ناحيتهم في العملية السياسية بأسرع مما يلزم قبل استقرار الأوضاع وإيجاد أنظمة كفيلة بإنجاح المسيرة السياسية".
وقال إن هناك عملًا مستمرًا بين الإمارات وقطر للتواصل مع مختف الأطياف الليبية لإيجاد البيئة المناسبة للعمل تحت مظلة حكومة الوفاق الوطني.
وأعرب عن جزيل شكره للحفاوة التي قوبل بها والوفد المرافق ولكل ما وفرته دولة قطر لإنجاح هذه الدورة.
من جانبه، قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن الاجتماعات كانت مثمرة على مدى يومي انعقادها وتمخض عنها عدد من اتفاقيات التعاون التي تعزز ما يربط بين البلدين الشقيقين من علاقات.
وأشار، خلال المؤتمر الصحفي، إلى أن الجانبين وقَّعا، خلال اجتماعات هذه الدورة، اتفاقيات في مجالات الثقافة وتنظيم المعارض والسياحة والشباب إضافة إلى مجالات تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة.. معربًا عن تطلعه إلى رؤية نتائج أعمال هذه الدورة على أرض الواقع وأن ترتقي إلى مستوى تطلعات الشعبين الشقيقين لتقوية هذه الأواصر وتعميقها.
وأوضح وزير الخارجية القطري أنه ناقش والشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان القضايا والتحديات الإقليمية في المنطقة.. معربًا عن تطلعه إلى استمرار مثل هذه اللقاءات الأخوية بين البلدين.
وبين أن الحوار السياسي في اللجنة العليا الإماراتية- القطرية المشتركة في دورتها السادسة كان جزءًا من أعمال اللجنة؛ حيث تم خلاله تبادل وجهات النظر تجاه قضايا المنطقة.. مضيفًا أن الجانبين بحثا علاقاتهما في المنظمات الدولية واستمرار التنسيق في المحافل الدولية.. معتبرًا ذلك إحدى المسلمات في علاقات البلدين الشقيقين.
وأضاف أنه بحث مع الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، خلال اللقاءات الثنائية، القضايا الإقليمية وتبادل وجهات النظر حيالها.
وبشأن دعوة قطر إلى انعقاد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية -على مستوى المندوبين- لبحث تطورات الأوضاع في مدينة حلب السورية، أشار الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى التنسيق المسبق من خلال مندوب قطر لدى الجامعة العربية مع مندوبي الأشقاء في دول مجلس التعاون لدى الجامعة العربية.. لافتًا إلى أنه فور تقدم الطلب القطري وجد دعمًا خليجيًا قويًا لهذه الدعوة.
وأضاف أن ما يحدث في سوريا وخاصة الجرائم الأخيرة التي ارتكبت في حلب ضد المدنيين يحتم علينا كواجب أخلاقي وإنساني أن نتخذ موقفًا.. موضحًا أن التنديد والبيانات والاجتماعات قد لا تكفي لإنهاء هذه الأزمة وقد لا تكفي للأسف الجامعة العربية لإنهائها ولكن هذه هي الوسائل المتاحة في الوقت الحالي.
وأشار وزير الخارجية القطري إلى أن هدف اجتماع مجلس الجامعة العربية بدعوة من قطر هو تنسيق موقف عربي مشترك للتحرك من خلال المجموعة العربية في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لاتخاذ إجراءات من شأنها الإسهام في حل الصراع ووقف التصعيد من قبل النظام السوري خلال الفترة الأخيرة.
وبشأن التنسيق القطري- الإماراتي حول الوضع في ليبيا، قال وزير الخارجية القطري: "إن البعض قد يتحدث فيما يخص الملف الليبي بأن هناك اختلافات في تقييم المشهد الليبي ولكن يوجد تواصل مستمر مع الأشقاء في الإمارات وتنسيق في بعض التحركات وسواءً اتفقنا أو اختلفنا، إلا أن جميعنا متفق على وحدة واستقرار ليبيا".
ولفت إلى أن هذه هي الرؤية التي جمعت الإمارات وقطر للعمل على دعم الاستقرار في ليبيا والدفع بالعملية السياسية للمضي بها قدمًا.
ونوه بأن الثورة الليبية التي انطلقت خلال عام 2011 هي ثورة شعبية لكن كانت لها تبعات. وقال إنه أمر طبيعي في كل الثورات الشعبية.. لافتًا إلى الخلافات القائمة بين الليبيين أنفسهم.
وأضاف الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وزير الخارجية القطري "نحن في قطر والدول التي لها علاقات بليبيا، نسعى إلى استثمار هذه العلاقات في صالح الاستقرار في ليبيا".
وبشأن اجتماعات الدوحة حول المصالحة الليبية، أوضح وزير الخارجية القطري، في رده على الصحفيين، أنها مصالحة اجتماعية وليست سياسية. وقال إن "قطر هي مجرد ميسر وحاضن لهذه الاجتماعات.. وهي تستضيف الاجتماعات بسبب حالة الصراع في ليبيا والمسائل الأمنية في البلد".
ولفت إلى أن قطر عرفت منذ فترة طويلة باستضافتها لاجتماعات الوساطة بين الفرقاء.. مشيرًا إلى أن اجتماع المصالحة الليبية في الدوحة هو الثاني، خاصة أن الاجتماع الأول كانت له نتائج إيجابية إلى حد ما ويشهد الثاني إقبالًا أكبر.
وأشار إلى أن "الدور القطري في مثل هذه الاجتماعات ميسر وحاضن وأن الحوار ليبي والمصالحة ليبية- ليبية".
وكانت اللجنة العليا المشتركة للتعاون بين الإمارات وقطر، قد عقدت، اليوم الإثنين، أعمال دورتها السادسة في الدوحة؛ حيث ترأس وفد الدولة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، فيما ترأس الجانب القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وزير خارجية قطر.
aXA6IDE4LjIyNC41My4yNDYg جزيرة ام اند امز