استشهد شابان فلسطينيان في عمليتي دهس استهدفتا جنودًا إسرائيليين بالضفة والقدس، وأدتا لإصابة عدد منهم في "جمعة استرداد جثامين الشهداء".
استشهد شابان فلسطينيان، اليوم الجمعة، في عمليتي دهس استهدفتا جنودًا إسرائيليين في مدينتي الخليل والقدس، وأدتا لإصابة عدد منهم، فيما أصيب 467 فلسطينيًّا بجروح، وحالات اختناق في المواجهات الضارية بالضفة وغزة ضمن "جمعة استرداد جثامين الشهداء"، كما أطلق عليها الفلسطينيون، في وقت اتخذ فيه المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر قرارًا بفرض الحصار على الخليل جنوب الضفة.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية في بيانٍ لها، تلقت بوابة "العين" الإخبارية نسخةً منه، استشهاد الشابين: عمر الزعاقيق (18 عامًا)، وفادي الخصيب (25 عامًا)، بعد تعرضهما لإطلاق نار من جيش الاحتلال الإسرائيلي بعدما نفذتا عمليتي دهس منفصلتين في الخليل ورام الله، وهو ما رفع حصيلة الشهداء منذ مطلع أكتوبر الماضي إلى 104 شهداء بينهم 22 طفلًا وطفلة، و4 سيدات.
جمعة الانتفاضة التاسعة، بدأت باكرًا بعملية دهس نفذها الشاب فادي الخصيب (25 عامًا) الذي صدم بسيارته مجموعة من الجنود في محطة الحافلات قرب مستوطنة "كفار أدوميم"، شرقي القدس المحتلة، ما أدى لإصابة جنديين إسرائيليين اثنين.
وكان من اللافت أن فادي هو شقيق الشاب شادي خصيب الذي استشهد قبل خمسة أيام في ظروف مماثلة في المنطقة نفسها.
وبينما كانت مسيرات غاضبة تنطلق باتجاه نقاط التماس مع المواقع الإسرائيلية والمستوطنات بالضفة، تنادي باسترداد جثامين أكثر من 40 شهيدًا تحتجزهم قوات الاحتلال نجح الشاب عمر الزعاقيق من بلدة بيت أمر الخليل، في صدم مجموعة من الجنود كانت تقوم بأعمال الدورية في منطقة سكناه، ليصيب 6 منهم بجروح.
وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي أن اثنين من المصابين الـ8 ضابطان كبيران في القوات الإسرائيلية، وحالتهما متوسطة.
مواجهات ساخنة
استمرار عمليات الدهس، لم يمنع تصاعد وتيرة المواجهات الشعبية في نقاط التماس ومحيط المستوطنات، بالضفة وغزة، حيث اشتعلت المواجهات في أكثر من 20 نقطة تماس.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن إجمالي المصابين الذين تعاملت معهم بلغ حتى ساعات المساء، 476 مصابًا، بينهم 451 في الضفة الغربية، و25 في قطاع غزة، من بينهم 30 بالرصاص الحي، و86 مطاط، و 354 غاز ، و3 سقوط وحروق.
أكثر المواجهات حدة، شهدتها نقاط التماس في الخليل، ودارت رحاها عقب تشييع جثمان الشهيد خالد جوابرة الذي استشهد مساء الخميس في مخيم العروب.
وتركزت المواجهات في حي راس الجورة ومخيم العروب، رشق عشرات الشبان الحجارة والزجاجات الفارغة باتجاه قوات الاحتلال المنتشرة، قبل أن تمتد إلى بلدة بيت أمر ومحاور أخرى عقب ورود نبأ استشهاد الشاب الزعاقيق، ومنع تلك القوات طواقم الإسعاف من تقديم الإسعاف له، حيث ترك ينزف حتى الموت.
وكما هو الحال كل جمعة، اشتعل حي النقار غرب مدينة قلقيلية، وسط الضفة الغربية، بمواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال التي اقتحمت الحي في سيناريو متكرر أدى إلى18 إصابة بالرصاص الحي والمعدني، و106 إصابات بالاختناق، تم نقل 25 منها أغلبهم من الأطفال الرضع والنساء وكبار السن والمرضى، إلى المشافي لتلقي العلاج، وفق مصدر طبي من الهلال الأحمر.
كما أصيب مواطنان بعيارات نارية في الأطراف السفلية خلال قمع الاحتلال مسيرة سلمية خرجت ضد الاستيطان في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية.
وفي نابلس أصيب العشرات في المواجهات التي تركزت في قرية قصرة جنوب نابلس، ومحيط مستوطنة "بش كودش"، أطلق خلالها الجنود القنابل المسيلة للدموع، لتتطور الأمور إلى إغلاق الاحتلال حاجز بيت فوريك العسكري الواقع إلى الشرق من مدينة نابلس، شمال الضفة المحتلة في الاتجاهين ومنعت حركة المرور من خلاله، بعد مسيرة للمستوطنين اعتدوا خلالها على المركبات الفلسطينية.
وبينما غابت المواجهات عن المدخل الشمالي للبيرة، اندلعت هذه المرة محيط سجن عوفر جنوب غربي رام الله وسط الضفة، ما أدى إلى إصابة ثلاثة شبان.
كما اندلعت مواجهات مماثلة في قرى بدرس ونعلين وبلعين برام الله، عقب مسيرات مناهضة للجدار الفاصل الذي التهم مئات الدونمات من أراضي الفلسطينيين في تلك القرى، نجم عن ذلك عدد من الإصابات بينهم أحد الصحفيين.
وفي بيت جالا، في بيت لحم، أعلنت المصادر الطبية، إصابة شاب بشظايا في مناطق متعددة من جسمه، وطفل بالرصاص المعدني في يده، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال، وجرى نقلهما إلى مستشفى بيت جالا ومستشفى جمعية الرعاية العربية للتأهيل في بيت لحم.
وفي ساعات الليل، أعلنت وسائل الإعلام العبرية، إصابة جندي إسرائيلي في نهاريا شمال إسرائيل، فيما أفيد عن فرار المنفذ، وفتحت القوات الإسرائيلية تحقيقًا في الحادث.
غزة ساحة مواجهة أخرى
وفي قطاع غزة، أصيب 35 فلسطينيًّا بجروح في مواجهات تركزت في أربع نقاط شرقي قطاع غزة.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة بغزة، أشرف القدرة، لـ"العين": إن 17 من الإصابات وقعت شرقي حي الشجاعية إلى الشرق من غزة، و9 شمال قطاع غزة، حيث تدور المواجهات محيط مهبر بيت حانون، وخمسة شرقي مخيم البريج، وثلاثة جرحى محيط موقع الفراحين العسكري الإسرائيلي إلى الشرق من خان يونس جنوب قطاع غزة.
حصار الخليل
وضمن سياسة التصعيد الإسرائيلي، كشف النقاب الليلة عن قرار للمجلس الوزاري السياسي الأمني الإسرائيلي المصغر "الكابينت" يفوض الجيش الإسرائيلي فرض حصار شامل على البلدات التي يخرج منها منفذو العمليات كنوع من العقاب الجماعي، لا سيما مدينة الخليل.
وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن القوات الإسرائيلية بدأ بتطبيق هذا القرار مساء اليوم الجمعة، حيث فرضت حصارًا شاملًا على قرية بيت أمر شمالي الخليل بعد تنفيذ أحد أبنائها عملية الدهس ظهرًا والتي أصيب فيها ستة جنود بجروح.
وأوضحت الصحيفة أن القرار يمنح قادة الجيش حرية فرض الإغلاق والحصار الشامل على البلدات دون الحاجة للرجوع للمستوى السياسي.
aXA6IDMuMTM3LjE3OC4xMjIg جزيرة ام اند امز