التحالف يفتح طاقة النور لـ"المكلا" بعد عام من ظلام "القاعدة"
التنظيم الإرهابي يختفى بعد عملية واسعة بمشاركة إماراتية
بعد عام من العيش فى ظلام تنظيم القاعدة الإرهابي، بدأت مدينة المكلا في جنوب شرق اليمن تستعيد نمط الحياة الطبيعية.
بعد عام من العيش فى ظلام تنظيم القاعدة الإرهابي، بدأت مدينة المكلا في جنوب شرق اليمن تستعيد نمط الحياة الطبيعية، بعدما طردت قوات الشرعية مدعومة من التحالف العربي عناصر تنظيم القاعدة، الذين سيطروا عليها زهاء عام، عاش خلاله السكان في ظل الخوف والقيود المتطرفة.
وسيطر متطرفو القاعدة على المدينة ومناطق أخرى في ساحل حضرموت مطلع أبريل/ نيسان ، ومنذ 24 أبريل/ نيسان الحالى، تبدو المكلا وجوارها خالية من أي وجود علني لهم بعد عملية واسعة للقوات الشرعية شاركت فيها قوات خاصة سعودية وإماراتية منضوية تحت تحالف دعم الشرعية باليمن.
ولا تزال شوارع المدينة الساحلية التي يقطنها قرابة مائتي ألف نسمة، وهي مركز محافظة حضرموت، تضم شواهد على القوانين التي فرضها التنظيم والشعارات التي رفعها وأرغم السكان على الالتزام بها.
ويروى مجاهد الحيقي (22 عاما)، وهو أحد سكان وسط المكلا، عن الفترة التي سيطرت فيها القاعدة، "كان عاما عشنا فيه الخوف والرعب".
ويوضح أنه، إضافة للخوف من الاعتقال والدمار الناتج عن الحرب، "كان خوفنا أيضا من استقطاب أبناء أحيائنا لتجنيدهم لصفوفه والتأثير عليهم داخل المساجد".
وتشير لميس الحامدي، من سكان المكلا، إلى أن عناصر تنظيم القاعدة "قاموا بالتضييق على الحريات، وضيقوا الخناق من خلال الاعتقالات ومضايقة النساء في الشوارع".
وترى الحامدي أن هذه الأعمال لا سيما الإعدامات، كانت تهدف لـ "بث الرعب والخوف في المجتمع"، مشيرة لأن العديد من السكان اضطروا للقبول بالأمر الواقع "خوفا من الاعتقال".
وبحسب روايات الشهود، كانت عمليات الاعتقال تتم في الشارع من دون أي مسوغ، ويقول صالح نصر، أحد أبناء المدينة: "كانوا يقومون باعتقال الشخص لمجرد أنه يسير مع امرأة"، قبل أن يتبين لهم احيانا انها "شقيقته او زوجته او قريبة له".
وتقول علوية السقاف، من سيدات المدينة التى عايشت حكم التنظيم الإرهابى: "بلغ حجم الخناق الذي فرضته القاعدة على اهالي المكلا، الى حد منع الأغاني في الأعراس والمناسبات، فقد أصدروا تعميما على صالات الافراح بمنع الأغاني ومنع الرقصات الشعبية للرجال".
ويؤكد عيسى غالب الذي يملك مقهى للإنترنت إن عناصر القاعدة طلبوا منه "مسح جميع الأفلام والأغاني من الأجهزة، واستبدلوها بأشرطة عن عملياتهم العسكرية والجماعات المتطرفة الاخرى في افغانستان والعراق وسوريا".
ويعتبر تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" أقوى فروع القاعدة عالميا، وهو متجذر منذ أعوام في اليمن، ويتعرض منذ سنوات لغارات أمريكية تنفذها طائرات من دون طيار، تستهدف قيادييه وعناصره.