تيد كروز.. نجم الجمهوريين الذي هوى
إعلان السيناتور الأمريكي تيد كروز، الانسحاب من السباق الرئاسي الأمريكي، جاء بمثابة "تحصيل حاصل" بعد اتساع الفارق لصالح ترامب.
جاء إعلان السيناتور الأمريكي تيد كروز، الانسحاب من السباق الرئاسي الأمريكي، بمثابة "تحصيل حاصل" بعد اتساع الفارق في الأصوات لصالح منافسه دونالد ترامب.
انسحاب تيد كروز من المشهد الرئاسي بالتأكيد لم يكن بالقرار السهل، لا سيما وأن حلم رئاسة أكبر دولة في العالم، ظل يراواده كثيرا، كما أعلن في أكثر من مناسبة.
ولد تيد رفاييل إدوارد كروز في 22 ديسمبر/كانون الأول 1970 بمدينة كالجاري في مقاطعة البيرتا بكندا لأب من أصول كوبية وأم أمريكية، وانتقلت عائلته من كالجاري الى مدينة هيوستن، عاصمة ولاية تكساس الأمريكية في 1974، حيث أكمل دراسته فيها حتى حصل على شهادة الثانوية 1988. تخرج كروز في جامعة برينستون بنيوجيرزي 1992 حاصلا على شهادة البكالوريوس في السياسة العامة، ثم التحق بجامعة هارفارد ليحصل على ماجستير في القانون سنة 1995. عمل كروز في مكتب المدعي العام في تكساس بعد تخرجه مباشرة، وتدرج في المناصب ليصبح أول أمريكي من أصل لاتيني يحصل على منصب كاتب لرئيس المحكمة العليا للولايات المتحدة.
وانتقل كروز لممارسة المحاماة في مكتب كوبر وكيرك للمحاماة بين 1997 الى 1999 – حيث عمل على تحضير الشهادات في قضية إجراءات عزل الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، بالإضافة إلى معالجة عدد من قضايا ممثلي الكونجرس الأمريكي. بداية الحياة السياسية بالنسبة لكروز كانت سنة 1999 حيث انضم لحملة جورج بوش الابن كمستشار لشؤون السياسات المحلية، ليصبح مساعده القانوني الذي قام بتشكيل الفريق القانوني الخاص به خلال قضية الأخير ضد آل جور سنة 2000 حول قانونية الأصوات في ولاية فلوريدا. وبعد أن فاز بوش الابن بالرئاسة، عين كروز مساعدا للنائب العام في وزارة العدل الأمريكية، ثم تم إلحاقه كمدير لسياسات التخطيط في لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية. وفي 2008 عاد كروز للمحاماة مجددا لكنه لم يقطع صلاته بالسياسة الأمريكية، حيث كان قد انضم حينها للحزب الجمهوري الأمريكي وواظب على تقديم المشورات القانونية في العديد من القضايا والمشاكل المحلية الخاصة بولاية تكساس. وقرر كروز في 2012 الترشح لمنصب سيناتور عن ولاية تكساس ليفوز بانتخابات تمثيل تكساس في الكونجرس.
وكان نشاط كروز في الكونجرس ملحوظا، حيث اتهم الرئيس باراك أوباما بمحاولة تدمير دستور الولايات المتحدة، عندما حاول تعديل قوانين الهجرة الأمريكية، بالإضافة الى معاركه الشخصية ضد عدد من أعضاء الحزب الجمهوري في الكثير من القضايا التي تخص الهجرة وتوزيع الدخل في الولايات المتحدة. وفي 2013 أعلن كروز نيته الترشح في انتخابات الرئاسة الأمريكية، وقد دعم قراره عدد من أعضاء الحزب الجمهوري.
وفي استطلاع للرأي أجري عن طريق منظمة الناخبين الأمريكية في 2015، حصل كروز على نسبة تأييد عالية وصلت الى 43% من أعضاء الحزب الجمهوري. وانطلق كروز وبقوة في 2016 حيث حصد عددا لا بأس به من الأصوات، لكن مع تتابع الجولات التمهيدية للفوز بترشح الحزب قام منافسه الملياردير دونالد ترامب بجذب معظم الأصوات في الولايات الجنوبية بأمريكا، مما عزز تقدمه على كروز بفارق كبير. ثم في منتصف أبريل/نيسان 2016 أعلن كروز عن تحالفه مع منافسه الجمهوري وحاكم ولاية أوهايو جون كاسيك لمحاولة منع ترامب من حصد المزيد من الأصوات لمنعه من التقدم، لكن هذا التحالف انهار بعد 24 ساعة من إعلانه. وبعد خسارة كروز في الانتخابات التمهيدية لولاية انديانا، مساء أمس الثلاثاء، أشارت النتائج الى استحالة فوز كروز بالترشح، خصوصا أن أقل من 200 صوت فقط يفصلون ترامب عن الفوز بالترشح.
حينها قرر كروز الانسحاب، خلال كلمة ألقاها في إنديانا بوليس، قائلا "لقد بذلنا كل جهدنا، لكن الناخبين اختاروا طريقًا آخر. وبغصة، لكن مع تفاؤل لا حدود له بمستقبل بلادنا، نعلق حملتنا".
جدير بالذكر أن كروز كانت له مواقف معادية للمهاجرين والأقليات، خصوصا المسلمين، على غرار منافسه الجمهوري المثير للجدل دونالد ترامب.
وطالب كروز في عدد من المقابلات التلفزيونية بوضع قوانين أكثر صرامة للهجرة وتنظيم دوريات لمراقبة الأحياء السكنية، التي يسكن فيها المسلمون داخل الولايات المتحدة، وقصف مناطق النزاعات في الشرق الأوسط. ولا يعرف ما إذا كان كروز سيعود إلى ممارسة المحاماة أم سيستمر في عضوية الكونجرس حتى نهاية فترته.