السفير الإيطالي لـ"العين": نحتاج إلى المزيد من الإمارات وابن رشد
السفير الإيطالي ستيللينو في لقاء خاص مع "العين" للحديث عن ثمار المشاركة الإيطالية في أبوظبي للكتاب حيث حل ضيف الشرف على دروتها الأخيرة.
لم يكن معرض أبوظبي الدولي للكتاب، تظاهرة ثقافية تحتضن محبي القراءة والموسيقى والسينما فقط، فهنا التقت الحضارة العربية مع الحضارة الأوروبية، والتقى فكر ابن رشد شخصية المعرض مجدداً مع الثقافة الإيطالية التي حلت دولتها ضيفة للشرف.
اللقاء والحوار هذا ليس بجديد يقول السفير الإيطالي ليبوريو ستيللينو في لقاء خاص مع "بوابة العين"، "فصغارنا يعرفون ابن رشد أو "أفروي" كما نسميه منذ سنوات دراستهم الاولى، فإيطاليا تدرس فكره منذ المرحلة الإعدادية، لذلك يتعلم الطلاب الإيطاليون أن في أحد الحقبات الزمنية، تقابلت الحاضرتان العربية والأوروبية، وبفضل تأثير الحضارة العربية وابن رشد، تعلمنا الكثير عن أرسطو".
تقابل وحوار بين الحضارات يحب السفير أن يجده في بين كل الثقافات المعاصرة، "لماذا وصلنا إلى ما وصلنا عليه من تطرف في عصرنا الحالي؟ لماذا غاب احترامنا لبعض كما كان يفعل أجدادنا الذين شهدوا التقاء الثقافات في فترة من الفترات خلال العصور الوسطى؟ ربما لا يمكننا المقارنة بين الماضي والحاضر، إذ أن ما نعيشه اليوم من تطرفه سببه مشكلات سياسية واجتماعية وثقافية، لكن المؤكد أن تعزيز الحوار بين الثقافات والعودة إلى الكتب وإلى العقل سينور الطريق أمام الناس وسيدركون في أن الديانات تدعو كلها إلى السلام والسلم والمحبة".
الجهل بحسب ستيللينو "يُسيّد الصور النمطية ويعمق التفرقات والعنصرية، لهذا تعتبر مبادرة دولة الإمارات العربية بإطلاق عام القراءة 2016 داعمة أساسية لمحاربة الجهل في العالم العربي بأكمله، وتأتي هذه المبادرة من بلد يشكل نموذجاً راقياً للتسامح، بلد تجتمع فيه مئات الجنسيات من أديان وثقافات وأعراق مختلفة ونجدهم يتعايشون بكل محبة تحت سقف هذا الدولة واحترام كل الأطراف لبعضها واحترام القوانين لكل الثقافات منع نشوء أي مظاهر لرفض الآخر وللتطرف والكراهية، وهو ما يثبت حكمة ووعي قيادة دولة الإمارات".
"النموذج الإماراتي في الحكم والاعتدال واحترام الآخر" يؤكد بحسب السفير الإيطالي "أن العالم يحتاج إلى المزيد من الدول كالإمارات ولمزيد من ابن رشد وفكره وفلسفته وعقله، وإيطاليا تبحث دوماً عن شركاء مميزين كالإمارات".
الالتقاء الإماراتي الإيطالي، تجسد أكثر في معرض أبوظبي للكتاب، وشكل بحسب السفير الإيطالي منصة مثالية وأرضا خصبة لإطلاق العديد من المبادرات والمشاريع في الإمارات، والمشاركة القيمة هذه، جعلت الناس تلحظ أكثر فأكثر المشترك ما بين إيطاليا والإمارات وتكريسهما لقيم التسامح والمحبة وتقبل الآخر، فجناحنا مثلاً ضم القرآن باللغة اللاتينية والإنجيل باللغة العربية، هذه هي الروحية التي نريد تعزيزها في العالم، فنحن نحترم أديان وحضارات وتقاليد بعضنا البعض ونريد أن نتبادل وجهات النظر ونناقشها ونغني معلوماتنا عن الآخر ونتعرف إلى كتابه وفكره".