معاداة السامية.. شوكة في ظهر "العمال" البريطاني
قيادات حزب "العمال" البريطاني المعارض، وعلى رأسهم زعيمه جيريمي كوربين، يواجهون انتقادات بشأن التعامل مع معاداة السامية
يتعرّض قيادات حزب "العمال" البريطاني المعارض، وعلى رأسهم زعيمه جيريمي كوربين، لكثير من الانتقادات بشأن مزاعم بأن الحزب لا يبذل جهودًا كافية للتعامل مع الخلاف بشأن ما يعتبره البعض "عداء متزايدا للسامية".
وآخر هجوم، شنه كبير الحاخامات في البلاد إفرايم ميرفيس، الذي قال في أول تدخل له بشأن الخلاف الذي يجتاح الحزب، إن "العمال" لديه مشكلة "خطيرة" مع معاداة السامية، ويقصد بها عمل عدائي أو تحيز ضد المواطنين اليهود.
وفي مقال نشرته صحيفة "تلجراف" البريطانية، قال ميرفيس إنه يحذّر من أنه "يجب ألا يكون هناك مكان لمعاداة السامية في حياتنا السياسية"، ودعا كوربين إلى اتخاذ "إجراءات حاسمة".
ووجه الحاخام الأكبر سهام نقده أيضا إلى حلفاء كوربين المقربين ومن بينهم ديان أبوت، الذي قال الأحد الماضي، إن المزاعم بأن حزب "العمال" يواجه مشكلة مع معاداة السامية، هي "تشويه" من قبل المعارضين السياسيين لكوربين.
والأسبوع الماضي، قال كوربين إنه "لا توجد مشكلة" مع معاداة السامية في صفوف الحزب، ورغم ذلك، منذ ذلك الحين ظهر أن الحزب قد علق سرا عضوية 50 من أعضائه بسبب تصريحات عنصرية ومعادية للسامية.
وسعى كوربين لاحتواء الأزمة، وتصاعد الانتقادات لقيادته، من خلال إعلانه الأسبوع الماضي أنه بدأ تحقيقا في معاداة السامية، وتشديد قواعد الحزب.
غير أن تعامله مع هذا الخلاف، زاد من احتمالات أن يواجه "محاولة انقلاب" خلال الأشهر المقبلة، لا سيما إذا عانى حزبه من هزيمة ثقيلة في الانتخابات المحلية التي تنطلق غدا الخميس.
وكتب الحاخام الأكبر: "هناك الكثير من الناس من جميع قطاعات مجتمعنا، الذين يطالبون بمزيد من المسؤولية، ولا سيما من سياسيينا، لاجتثاث العنصرية ومعاداة السامية".
وأضاف: "حزب العمل لديه تاريخ طويل ومشرف من القيام بذلك بالضبط. ومع ذلك، تصريحات النواب الكبار والبارزين في الحزب، سواء يهود أم لا تظهر مدى فداحة ما أصبحت عليه المشكلة الآن".
وكان حزب "العمال" البريطاني علق عضوية ليفينغستون، بعد أن قال، إن أدولف هتلر كان يدعم الصهيونية في الثلاثينيات "قبل أن يصيبه الجنون وينتهي به المطاف بقتل ستة ملايين يهودي".
وجاءت تصريحات عمدة لندن السابق، في إطار دفاعه عن النائبة العمالية ناز شاه، التي تم تعليق عضويتها من الحزب، لأنها كتبت على صفحتها على "فيسبوك"، قبل أن تصبح نائبة في البرلمان، أن إسرائيل يجب أن تنقل إلى الولايات المتحدة، لكنها اعتذرت عن ذلك فيما بعد.
ودافع ليفنغستون عن شاه محذرا من "الخلط بين انتقاد الحكومة الإسرائيلية ومعاداة السامية"، وقال في مقابلة مع "بي بي سي": "يمكن اعتبار تعليقات شاه فجة لكن لا يمكن اتهامها بمعاداة السامية".
وأضاف: "عملت في الحزب لأكثر من 40 عاما ولم أصادف أي شخص معادٍ للسامية"، وقال متسائلا "إذا كانت تلك التعليقات عن جنوب إفريقيا هل كانت الأصوات ستتعالى وتتهمها بالعنصرية؟".
من جهته، قال مارك ريجيف، السفير الإسرائيلي الجديد لدى المملكة المتحدة، إن بعض أجزاء من الجناح اليساري في السياسة البريطانية يرفضون فكرة معاداة السامية.
وأضاف في تصريحات لبرنامج "ذي أندرو مار شو" الذي يذاع على تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": "بالطبع الناس لديهم الحق في انتقاد حكومة إسرائيل. فالمواطنون الإسرائيليون يفعلون ذلك كل يوم".
وأرتأى أن "الأمر لا يتعلق بانتقاد إسرائيل. ولكن تشويه صورة الدولة اليهودية".
يأتي ذلك وسط مخاوف، من أن يضعف هذا الجدل نتائج الحزب في الانتخابات البلدية، حيث قال المرشح لمنصب عمدة لندن الذي يتصدر استطلاعات الرأي، صادق خان، إن فرص انتخابه قد تضررت جراء تصريحات ليفينغستون.
وقال خان في تصريحات نشرتها صحيفة الجارديان البريطانية: "أنا أتفهم أن التصريحات التي أدلى بها كين ليفينغستون جعلت الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لسكان لندن الذين يعتنقون الديانة اليهودية، بأن يشعروا أن حزب العمال مكان لهم، ولذا فإنني سوف أواصل القيام بما كنت أفعله دائما، وهو الحديث عن الجميع".
وأضاف: "إذا تحقق لي شرف أن أكون عمدة لندن، وسوف أظهر لسكان لندن نوع العمدة الذي سأصبح عليه".
aXA6IDE4LjE4OC4xNDAuMjMyIA== جزيرة ام اند امز