عودة التصعيد على حدود غزة .. المواجهة تطل برأسها من جديد
بعد ساعات من الهدوء الحذر في الأطراف الشرقية لقطاع غزة، إثر تدخل مصري، اشتعلت المواجهات بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال بشكل محدود.
بعد ساعات من الهدوء الحذر في الأطراف الشرقية لقطاع غزة، إثر تدخل مصري، اشتعلت المواجهات بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل محدود إثر توغلين إسرائيليين محدودين جنوب وشمال قطاع غزة.
التطورات المتلاحقة بدأت بتوغل إسرائيلي مسافة 70 مترا شرقي رفح جنوب قطاع غزة، ترافق مع إعلان جيش الاحتلال ظهر اليوم اكتشاف نفق هجومي جديد تابع لحركة حماس في المنطقة المحاذية للسياج الأمني المحيط بجنوب قطاع غزة بعمق 28 مترا تحت الأرض في الجانب الفلسطيني من الحدود .
وبحسب الإذاعة الإسرائيلية يبعد النفق عدة كيلومترات عن النفق الذي تم اكتشافه الشهر الماضي، ونقلت الإذاعة عن مصدر عسكري إسرائيلي، قوله إنه تم اكتشاف النفق بفضل جهود تكنولوجية واستخباراتية وعملياتية، مؤكدا أن الجيش مستعد لأي تطور ميداني بما في ذلك تدهور أمني للأوضاع .
الرد الفلسطيني على التوغل في المنطقة لم يتأخر فقد استهدف مقاومون فلسطينيون الآليات المتوغلة قرب موقع صوفا شرق رفح بعدة قذائف هاون، تلا ذلك قصف إسرائيلي استهدف نقطة رصد تابعة لسرايا القدس في المنطقة.
المقاومة تتحضر
وقال أبو أحمد الناطق باسم سريا القدس لبوابة "العين" أن فصائل المقاومة تتابع التطورات، ولن تسمح للاحتلال بتغيير قواعد الاشتباك، ولن يكون التوغل والعدوان بدون ثمن".
لاحقًا، ذكر موقع 0404 العبري أن 5 قذائف هاون استهدفت الآليات الإسرائيلية وإحداها تسببت بإلحاق أضرار في إحدى الآليات.
وكان مواطن وثلاثة أطفال أصيبوا بجراح طفيفة إلى متوسطة فجر الخميس جراء سلسلة غارات شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلية على مناطق متفرقة في قطاع غزة.
وسبق أن قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الأربعاء بالمدفعية وطائرات الـF16 الحربية عدة أهداف عند الحدود الشرقية لقطاع غزة، مع استمرار أعمال بحثه عن الأنفاق في عدة مواقع.
جهود مصرية قطرية
كان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، قال إن تدخلا مصريا نجح في تهدئة الاشتباكات التي اندلعت مساء أمس، موضحاً أن ما يجري على حدود غزة الشرقية، محاولة صهيونية لفرض وقائع جديدة على الحدود لمسافة تزيد عن ١٥٠ متر، وهذا ما استدعى مقاومينا الأبطال إلى المواجهة، لمنع جرافاتهم وآلياتهم من الاستقرار أو القيام بأي إجراء .
وأضاف: "تم الاتصال بالإخوة المصريين وهم من رعا الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار، وكانت استجابتهم فورية وجادة، مما أعاد الأمور إلى ما كانت عليه".
وفي تطور آخر، توغلت قوات إسرائيلية أخرى شرق بيت حانون شمال قطاع غزة، وقال شهود إن 8 آليات توغلت وسط إطلاق نار مسافة 100 متر وشرعت بأعمال تسوية وحفريات وسط إطلاق نار عشوائي.
كشف النفق يصعد الأمور
ويرى إبراهيم المدهون، الكاتب والمحلل السياسي القريب من حركة حماس أن الحديث عن اكتشاف الاحتلال لنفق جديد على حدود غزة، "سيعيد التوتر وسيعزز خيارات التصعيد".
واعتبر المدهون في حديثه لبوابة "العين" أنه "لا يمكن ارتقاب تكشف الأنفاق، فالاحتلال سيستمر في عمله الإحباطي، وأنصح المقاومة ألا تسمح له بحرية الحركة بعد ذلك".
كان الذراع المسلح لحركة "حماس" طالب أمس قوات الاحتلال بانسحاب الآليات الإسرائيلية المتوغلة معلنا أنه سيجري استهداف أي آليات متوغلة، وهو ما تم بشكل فعلي دون تبنٍّ رسمي.
بدوره، قال الكاتب مصطفى إبراهيم، إن إسرائيل تسابق الزمن لتجريد المقاومة من أهم أسلحتها الاستراتيجية وهي الأنفاق وكشف المزيد منها واستغلال التكنولوجيا والحفارات الضخمة وما خصصته من جهد استخباري وتكنولوجي وضخ موازنات مالية كبيرة وصلت نحو 600 مليون شيكل.
ذات السيناريو
وقال إبراهيم لبوابة "العين": "من الواضح أن إسرائيل تحرز تقدماً ونجاحاً، وتقول إن مشروع تدمير الأنفاق يتوقع الانتهاء منه خلال عامين"، لافتا إلى أن حماس تخشى من اكتشاف مزيد من الأنفاق وهي واثقة أن إسرائيل لا تستطيع تدمير جميع الأنفاق الهجومية سواء تلك المحفورة في قطاع غزة أو الممتدة داخل الحدود.
وأشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي تتوغل قوات الجيش الإسرائيلي داخل حدود القطاع، لكنها المرة الأولى منذ عامين التي تقوم بها فصائل المقاومة خاصة حركة حماس بالرد بشكل علني لمنع توغل قوات الجيش في قطاع غزة.
ورأى أن "غزة على موعد مع عدوان مؤجل إلى حين، والمصطلحات ذاتها منذ 8 سنوات في الـ 3 دورات العدوانية السابقة يتم تكرارها من الطرفين".
وقال:" الطرفان يعلنان أنهما غير معنيين بالتصعيد، وفجأة تتدحرج الأمور لعدوان وتدمير بيوت وتهجير ونزوح وشهداء وجرحى ومعاقين وتدهور أكثر خطورة من السابق في الأوضاع الإنسانية وكارثية المشهد وعبثية الحياة وفقدانها لقيمتها بلمح البصر، من دون أي مقابل سياسي أو حتى اقتصادي برفع الحصار مثلاً".
aXA6IDE4LjIxOC45OS44MCA= جزيرة ام اند امز