التصعيد على حدود غزة.. مفاوضات بالنار لتغيير قواعد الاشتباك
يرى خبراء فلسطينيون أن رد المقاومة الفلسطينية على قوات الاحتلال على تخوم غزة، خلال الساعات القليلة الماضية
يرى خبراء فلسطينيون أن رد المقاومة الفلسطينية على قوات الاحتلال على تخوم غزة، خلال الساعات القليلة الماضية، يرمي لإرساء قواعد جديدة للاشتباك في المنطقة الحدودية، في ظل حالة من الترقب بعد التهديد الأخير للذراع المسلح لحركة "حماس" برفع الحصار أو مواجهة الانفجار.
سخونة الأوضاع في الأطراف الشرقية لقطاع غزة أخذت منحنى تصعيديا منذ الساعات الأولى من اليوم بقصف مدفعي إسرائيلي استهدف نقطتي مراقبة لكتائب القسام الذراع المسلح لحماس شرق غزة ونقطة ثالثة لقوات "الضبط الميداني" التابعة لوزارة الداخلية والأمن الوطني شمال شرقي رفح جنوب القطاع.
تغير قواعد الاشتباك
ورأى اللواء يوسف الشرقاوي، الخبير الأمني والعسكري أن "رد المقاومة اليوم يريد أن يوصل رسالة للاحتلال بأن قواعد الاشتباك في المنطقة الحدودية تغيرت، وأن أي عدوان ولو محدود سيجابه بالقوة، لافتا إلى أن حماس كانت أعلنت قبل أيام أنها ستتصدى لأي هجوم إسرائيلي ولو محدود بغزة".
وقال الشرقاوي لـ"بوابة العين" إن "ردود المقاومة اليوم على توغل محدود لتأكيد المصداقية"، متوقعاً أن تتدحرج الأمور نحو مواجهة محدودة".
العودة للهاون
وقالت إسرائيل إن "القصف جاء ردًا على استهداف قوات إسرائيلية شرق غزة بقذيفتي هاون، ولاحقا أعلن عن إطلاق 7 قذائف إضافية قرب موقع ناحل عوز، دون أي تبنٍّ رسمي من أي فصيل فلسطيني حتى الآن".
هذا التطور الدراماتيكي، جاء بعد ليلة شهدت تفجير عبوة ناسفة قرب آلية إسرائيلية شمال قطاع غزة، واستهداف وحدة هندسة إسرائيلية برصاص قناصة فلسطينيين بعد قليل من زيارة نفذها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لنفق حماس الذي أعلن عن كشفه مؤخراً شرق رفح.
ويرى الشرقاوي أن المقاومة تريد تغيير قواعد اللعبة السابقة وأنه ستجابه أي توغل واعتداء.
وتنفذ القوات الإسرائيلية بين الحين والآخر عمليات توغل محدودة (حوالي 100 متر) شرقي قطاع غزة، يتخللها عمليات تجريف وحفريات بحثا عن الأنفاق، ما يعتبره الفلسطينيون خرقا لاتفاق التهدئة الذي جرى التوصل له برعاية مصرية عقب حرب صيف 2014.
التصعيد والحصار
ويربط الشرقاوي بين سخونة الأوضاع الميدانية وتهديد كتائب القسام مؤخرا خلال مهرجان بغزة، الخميس الماضي، الذي كان من ثلاث كلمات "رفع الحصار أو الانفجار" فيما بدا رسالة تعكس حجم تأزم الأوضاع في قطاع غزة بعد 10 سنوات من الحصار.
وتفرض إسرائيل حصارًا مشددًا على قطاع غزة منذ عام 2006، وشددته بعد انفراد حماس بحكم قطاع غزة منتصف 2007، وبلغت ذروته في الآونة الأخيرة بمنع إدخال الإسمنت وتوقف حركة الإعمار، وتفاقم أزمات الكهرباء والغاز، فضلًا عن تفشي البطالة وتردي الوضع الاقتصادي.
مرحلة حساسة
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي حمزة أبو شنب، إن قطاع غزة يواجه مرحلة حساسة، فالاحتلال يريد تغيير قواعد الاشتباك (بحيث تصبح توغلاته واعتداءاته المحدودة مقبولة) والقسام والمقاومة يريدون التأكيد على أن ذلك غير مقبول؛ لذلك كل طرف يحاول أن يرسل رسالة تحذيرية للآخر.
وأضاف أبو شنب :"الآن هذه المرحلة حساسة ، الطرفان لا يرغبان بالمواجهة لكن لا أحد يدري كيف تتطور الأمور الميدانية، والمسألة عض أصابع من يرضخ".
وأضاف أبو شنب في حديثه لـ"بوابة العين": الآن هناك توغل إسرائيلي (محدود) وتعرضت القوة للهاون، إذا انسحبت القوة انتهى الأمر؛ وإذا استمرت قد تتوتر الأمور".
ومع ذلك يشدد أبو شنب على أن الأمور يجري التعامل معه بحذار مستدركا بأن الوضع الميداني لا ضوابط له وأفقه مفتوح على كل الاحتمالات.
تجنب المواجهة المفتوحة
أما الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون، فرأى من جهته أن المقاومة تريد تثبيت قواعد الاشتباك التي يخرقها الاحتلال بزيادة وتيرة عمله على السياج الفاصل.
وقال المدهون لـ"بوابة العين" إنه "حتى الآن توغلت واعتداءات إسرائيلية محدودة تجابه بردود محدودة من المقاومة"، معبرا عن قناعته بأن الأطراف لا تسعى إلى مواجهة شاملة جديدة.
وشنت إسرائيل ثلاثة حروب على غزة (2008-2009، 2012، 2014) أدت إلى مقتل قرابة 4500 فلسطيني وإصابة عشرات الآلاف، فيما دمرت خلالها قرابة 150 ألف وحدة سكنية بشكل كلي أو جزئي، إضافة للتدمير الواسع في المنشآت والبنى التحتية.
وبخلاف الشرقاوي لا يجد المدهون علاقة كبيرة بين التصعيد الميداني، وتهديدات القسام الأخيرة المتعلقة بالحصار، قائلاً: "تهديدات الحصار كانت لإيصال رسالة بخطورة الوضع؛ أما اليوم فهي ردود على تجاوزات الاحتلال.
وأضاف "باعتقادي المقاومة والاحتلال يريدان الحفاظ على الوضع تحت السيطرة وتجنب توسيع الاشتباك كي لا يصلوا لمرحلة من المواجهة المفتوحة".
aXA6IDMuMTM3LjE4MC42MiA= جزيرة ام اند امز