طائرة عمرها 44 عاما تقتل 40 شخصا جنوب السودان
تحطم طائرة شحن "غير صالحة للطيران" وسقوطها في جوبا
تسبب تحطم طائرة شحن في مقتل حوالي 40 شخصا في جوبا جنوب السودان بعد سقوطها في إحدى القرى.
قُتل حوالي 40 شخصا على الأقل، اليوم، الأربعاء في جوبا جراء حادث تحطم طائرة شحن بُعيد إقلاعها من مطار عاصمة جنوب السودان في قرية زراعية.
وأعلنت شركة أنطونوف الأوكرانية لصناعة الطائرات أن طائرة الشحن لم تكن صالحة للطيران، وقالت في بيان إن الطائرة المصنوعة في 1971 إبان الاتحاد السوفياتي ومسجلة في طاجيكستان "ما كان يجب أن تكون في الخدمة لأن إجراءات "تحديثها وصيانتها التي كان يجب أن تخضع لها" لم تتم، بما في ذلك تلك الرامية لضمان السلامة".
وسقطت الطائرة على جزيرة صغيرة على نهر النيل الأبيض على مسافة ثمانمائة متر من مدرج مطار جوبا. وقال ماجو هيلاري مسؤول الاتصالات في الصليب الأحمر السوداني الذي تقوم فرقه بجمع الجثث، لوكالة الصحافة الفرنسية "تم حتى الآن انتشال 36 جثة".
وأضاف "لا يمكننا التأكيد بأن هذه الحصيلة نهائية، لأن بعض الحطام ثقيل جدا لا يمكن نقله ويتطلب آلات" لا تسمح طبيعة الموقع بإحضارها، لكنه لم يستبعد أن يكون هناك ضحايا آخرون ما زالوا تحت قطع من حطام الطائرة. وتابع هيلاري أنه تم سحب شخصين حيين من الهيكل المحطم، لكن أحدهما توفي لاحقا.
ولم يتمكن المصورون من التعرف سوى على ذيل الطائرة الأبيض على الأرض بمحاذاة منطقة حرجية. أما باقي هيكل الطائرة فتطاير لدى ارتطامه بالأرض وتناثرت قطع حطام من مختلف الأحجام واختلطت بجثث الضحايا.
وقال مسؤول الصليب الأحمر إن جميع الضحايا من ركاب الطائرة ولم يصب أي شخص على الأرض بأذى. وبدا أن المنازل الموجودة على بعد عشرات الأمتار من الحطام لم تصب بأي ضرر.
وأفادت وسائل إعلام محلية منها إذاعة مرايا التي تدعمها الأمم المتحدة عن احتمال مقتل 40 شخصا.
وأعلنت وزارة الخارجية الأرمنية "أن خمسة أرمن أعضاء طاقم الطائرة التي تحطمت في جنوب السودان في عداد الضحايا".
وبحسب إذاعة مرايا فإن الطائرة تحطمت بُعيد إقلاعها من جوبا متوجهة إلى بلدة بالويش الواقعة على بعد 600 كلم شمال جوبا في ولاية أعالي النيل إحدى ساحات الحرب الأهلية التي تجتاح جنوب السودان منذ كانون الأول/ديسمبر 2013.
ويمكن أن تنقل الطائرة حمولة بزنة 18 طنا ويتألف طاقمها مبدئيا من خمسة أو ستة أشخاص. لكن من الشائع أن يستقل ركاب في بعض مناطق إفريقيا هذه الطائرات إلى مناطق نائية.
وأكدت المتحدثة باسم شركة أنطونوف "طلبنا من جنوب السودان السماح لنا بالوصول إلى موقع الحادث"، مضيفة "القرار يعود إليهم. بصفتنا الشركة المصنّعة يمكن دعوتنا للمشاركة في التحقيق أم لا".
تعود الطائرة بحسب رقم تسجيلها وعلامة ذيلها إلى شركة "الايد سرفيسز ليميتد" وهي شركة نقل بري ونهري وجوي مقرها جوبا.
وتم تجميع الطائرة في طشقند عاصمة أوزبكستان التي كانت جزءا من الاتحاد السوفياتي مثل أوكرانيا.
وكانت الطائرة مسجلة في طاجيكستان، الجمهورية السابقة في الاتحاد السوفياتي، ويضم طاقمها مواطنين من أرمينيا الجمهورية السوفياتية السابقة الأخرى. وأكدت وزارة الخارجية الأرمنية أن خمسة من مواطنيها لقوا مصرعهم في الحادث.
وقالت مسؤولة في الشركة المصنعة لوكالة الصحافة الفرنسية إن "أنطونوف تراقب حالة طائراتها في كل مكان وتقدم توصيات للصيانة أو الأشغال التي يجب القيام بها لتمديد مدة استثمارها (...) وبعد ذلك تقرر سلطات البلد المعني" الخطوات التالية.
وتابعت أنه في حالة الطائرة التي تحطمت في جنوب السودان، كانت الشركة على اتصال مع سلطات طاجيكستان.
وقالت الشركة في بيانها إن السلطات الجوية الأوكرانية تنتظر معلومات عن تحطم الطائرة من قبل سلطات جنوب السودان وطاجيكستان لمعرفة ما إذا كان على الشركة المساهمة في التحقيق.
ومطار جوبا هو الأكبر في جنوب السودان ويستقبل رحلات تجارية منتظمة وكذلك طائرات عسكرية وطائرات شحن تنقل مساعدات إلى المناطق النائية.
وتعد دولة جنوب السودان من البلدان الأكثر فقرا وتخلفا في العالم. وقد أعلنت استقلالها في تموز/يوليو 2011 بعد عقود من حرب الانفصال مع الخرطوم. لكن خلافات سياسية قبلية على رأس نظام الدولة الفتيّة أغرقت البلاد مجددا في دوامة حرب أهلية مريعة في 15 كانون الأول/ديسمبر 2013.
وأسفرت المعارك والفظائع التي رافقتها عن سقوط آلاف القتلى ونزوح أكثر من 2,2 مليون شخص، أي قرابة ربع السكان.
aXA6IDE4LjE5MS4xOTIuMTA5IA== جزيرة ام اند امز