"جحيم غابات كندا".. مصير مرعب يشعله تغير المناخ
أرقام مخيفة عن تداعيات ارتفاع الانبعاثات الحرارية
تهجير أكثر من 88 ألف شخص، وتدمير نحو 1600 منشأة مدنية وقرابة 325 ميلا مربعا من الغابات، حصيلة 7 أيام من حرائق غابات كندا.
أدى الحريق الهائل في منطقة فورت مكميري بمقاطعة ألبيرتا بكندا إلى تهجير أكثر من 88 ألف شخص، وتدمير حوالي 1600 منشأة مدنية وقرابة 325 ميلا مربعا من الغابات خلال الـ 7 أيام الماضية، التي اشتعل بها الحريق طبقا لما نشرته قناة سي إن إن الأمريكية.
ووصف كثيرون من مواطني مقاطعة ألبيرتا هذا الحريق بالجحيم، فيما اعتبره خبراء ناقوس خطر لما قد تؤدي له التغيرات المناخية.
وبحسب خبراء الطبيعة، مهّدت عوامل الجفاف والحرارة لانتشار الحريق، الذي لم يعرف رسميا سبب اشتعاله بعد، في مدينة فورت مكميري الشهيرة بإنتاج النفط الصخري، حيث وصلت درجات الحرارة إلى 33 درجة مئوية الثلاثاء الماضي، والتي تعتبر أعلى درجة حرارة تم تسجيلها في المنطقة منذ 1945.
وحذرت خبيرة التغير المناخي، رايتشيل كليتوس، من أن ارتفاع درجات الحرارة في أمريكا الشمالية هو عامل أساسي في انتشار حرائق الغابات، مؤكدة أن هناك علاقة طردية بين انتشار الحرائق وارتفاع درجات الحرارة يمكن رصدها جغرافيا في عدة مناطق من شمال الولايات المتحدة الى وسط كندا.
وأضافت كليتوس، في حديث لشبكة "سي إن إن" الأمريكية أنه من المتوقع زيادة انتشار الحرائق مع زيادة الانبعاثات الحرارية، التي تؤدي تباعا إلى ارتفاع درجات حرارة المناخ، وخصوصا الانبعاثات الناتجة من حرق الوقود الصخري لتوليد الكهرباء ولتسيير المركبات بشتى أنواعها.
وأشارت كليتوس الى أن تقريرا لجمعية العلماء الأمريكيين نشر في 2011 توقع زيادة قدرها 650% للمناطق المعرضة للحرائق مع زيادة قدرها 1% لكل درجة مئوية، وحذر التقرير أن ارتفاع درجات الحرارة قد يزيد عن 1 درجة مئوية لكل عام إذا ما استمرت معدلات استخدام الوقود الصخري في أمريكا الشمالية بالنمو بحلول عام 2050.
وبحسب خبير الحياة البرية الكندي والمدرس في جامعة البيرتا روبيرت فانيجان، يبدأ موسم الحرائق في ألبيرتا من أبريل/نيسان، غير أنه أصبح يبدأ في مايو/أيار من كل عام خلال العشرة سنوات الماضية.
وأضاف فانيجان أنه "في السنوات الأخيرة، وتحديدا منذ 2012، زادت مواسم حرائق الغابات لدرجة أنه كان هناك حرائق تشتعل في ديسمبر/كانون الأول، والذي يبتعد تماما عن موسم الحرائق المعروف في كندا".
وأكد فانجان أن السلوك الإنساني الحالي مدمر للطبيعة، وينقلب تدريجيا على جميع ساكني كوكب الأرض، فالانبعاثات الحرارية الناتجة عن الوقود الصخري أدت لارتفاع حرارة المناخ، وتباعا لابد من أن تزيد نسب اشتعال حريق في أحد الغابات البرية نتيجة لذلك.
ولاتزال السلطات تعمل على مدار الساعة لاحتواء انتشار الحريق في مقاطعة ألبيرتا، حيث أصبحت مدن رئيسية مثل كالجاري وسيري ترى دخان الحريق الممتد على مساحة أكثر من 1500 متر مربع.