القوات الجوية الإيرانية بين الحقيقة والوهم
القوات الجوية الإيرانية تحتل وضعا متدهورا بين مثيلاتها فى جيوش المنطقة وهذا ما يكشف عنه التقرير السنوى للتوازن الاستراتيجى
تحتل القوات الجوية الإيرانية وضعا متدهورا بين مثيلاتها فى جيوش الشرق الأوسط الرئيسية وهذا ما يكشف عنه التقرير السنوى للتوازن الاستراتيجى الصادر عن المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية فى لندن الذي يظهر من خلال تحديد أعداد وأنواع الطائرات على اختلاف استخدماتها الوضع المتدنى لكمية وأجيال هذه الطائرات التى تكاد تكون متوقفة عند محطة ما تركه الشاه محمد رضا بهلوى قبل قيام الثورة ونشأة الجمهورية الإسلامية.
كانت القوات الجوية الإيرانية تعتمد فى تسليحها على الولايات المتحدة التى فرضت حظرا كاملا على بيع السلاح لطهران، مما تسبب فى قصور كبير فى موازين القوة الإيرانية العسكرية وتضاعف وجه الخلل وبصورة زائدة فى القوات الجوية لسببين أولهما توقف الإمداد بطائرات جديدة وثانيهما حجب قطع الغيار تماما مع الأخذ فى الاعتبار أن حاجة الطائرات الحربية تفوق الأسلحة الأخرى من قطع الغيار بل ومن الطائرات المدنية أيضا.
نتيجة للأوضاع التى واجهها سلاح الجو فى إيران تشير التقارير الاستراتيجية المحايدة إلى تراجع جاهزية المقاتلات الايرانية بسبب تدني مستوي الصيانة وعواقب حجب قطع الغيار، مما ترتب عليه من نتائج فنية سلبية تؤثر على بقاء المقاتلات في الجو أثناء أي عمليات اعتراض أو اشتباك وتقلل من قدرة الطائرات على قطع المسافات التي صممت بها إمكانيات الطائرات، ورغم وجود كوادر فنية ماهرة إلا أن الأوضاع الناتجة عن الحظر أدت إلى تراجع مستويات الإصلاح.
يقلل النقص في قطع الغيار من عدد الساعات المخصصة للتدريب العملى فى الجو ويؤدى إلى تخفيضها بنسبة كبيرة مما يؤثر بدرجة خطيرة علي مهارات الطيارين وقدراتهم القتالية، ومن المعروف أن الطيارين قبل الجمهورية الإسلامية كانوا ذوي قدرات فائقة وحققوا نتائج جيدة فى معارك الجو أثناء حرب الخليج الأولى في عمليات الاشتباك ضد المقاتلات العراقية، لكن الأجيال التالية من الطيارين تراجعت مستواياتها تراجعا حادا ليس بسبب تناقص ساعات التدريب فقط ولكن لأن طائراتهم بعد الحظر توقفت عند الجيل الثاني على بعد جيلين من الطائرات السائدة فى ترسانات الجيوش الحديثة، وبذلك تصبح خبراتهم بعيدة عن الواقع العملي.
ادعت إيران فى السنوات الأخيرة أنها تطور برامج محلية لصناعة طائرات حربية، ففى عام 2007 جرى الحديث عن طائرة أطلق عليها اسم "ازرخش" وتعنى البرق باللغة الفارسية وهى تقليد للمقاتلة الأمريكية "إف-5" التى بدأ إنتاجها فى الولايات المتحدة فى ستينيات القرن الماضي، لكن لا يمكن أخذ تصريحات جنرالات إيران على محمل الجد لأنهم يروجون فى أحيان كثيرة دعاية مشكوكا فيها، علما أن إيران اعتمدت علي تفكيك مقاتلات من هذا النوع لاستخدمها كقطع غيار لباقي أسطولها الجوي، وليس من المستبعد "ازرخش" حيلة تمت بإعادة تجميع من طائرات"إف-5" المستهلكة.
فى مرحلة تالية أعلنت إيران عن المقاتلة الإيرانية "قاهر 313" المصنعة من قبل وزارة الدفاع الإيرانية والتي تم الكشف عنها في الأول فبراير/شباط عام 2013 فى ذكرى الثورة الإيرانية، وحسب ما روجت له طهران فإن هذه الطائرة تضاهي الطائرات الحديثة بسرعتها وقدرتها على تفادي وتجنب الرادار، لكن الخبراء من دول عديدة ذات باع فى صناعة الطائرات شككوا بأسانيد علمية فيما تروج له طهران حول هذه الطائرة.
من الذين تناولوا دراسة "قاهر 313" خبير الشؤون العسكرية في مجلة السياسة الخارجية البريطانية "جون ريد" الذى شكك فى الطائرة طبقا للحجم الذي أظهره الفيلم بعدم قدرتها على حمل اللوحات الإلكترونية للطيران وأجهزة الرادار والحرارة والتدابير المضادة والمساحة المتاحة لإخفاء العتاد.
وقدم "ديفيد سنسيوتي" الطيار البايلوت" السابق في سلاح الجو الايطالي والصحافي المتخصص شؤون الطيران تحليلا حول تصميم المقاتلة "قاهر- 313"، مشيرا إلى غرابة الطائرة، خصوصا زجاج القمرة ورأسها الصغير الذي يصعب تزويده بالرادارووصف كابينة القيادة بأبسط من أن تلائم طائرة حديثة، فلا أسلاك وراء اللوحة الأمامية، وهناك القليل من المعدات التي يشبه بعضها ما هو موجود في الطائرات الخاصة الصغير، وخلص "سنسيوتي" بأن النموذج المنشور من قبل السلطات الإيرانية فى الأغلب غير حقيقي وأقرب إلى نموذج صغير يجري التحكم فيه لاسلكيا، وليس طائرة حربية فعلية، لاسيما وأن فيلم الفيديو الذي نشرته السلطات الإيرانية لا يظهر إقلاع وهبوط الطائرة.
من المعروف فإنه طبقا للتقرير الأخير للموقع الأمريكى المعروف "جلوبال فاير باور" تتفوق القوات الجوية في كل من الإمارات العربية المتحدة، مصر، المملكة العربية السعودية، كل على حدة على القوات الجوية الإيرانية.
aXA6IDMuMTQyLjE1Ni41OCA= جزيرة ام اند امز