مقربون من المعارضة السورية لـ "العين": "مضادات الطائرات" قد تكون سلاح تركيا
قالوا إن موسكو تتفوق نظريًّا، لكن الرد العسكري تحكمه ظروف أخرى
مقربون من المعارضة السورية، يأملون في أن روسيا لن تستطيع أن تذهب إلى ما هو أبعد من العقوبات الاقتصادية، رغم امتلاكها القوة العسكرية
"حظر الرحلات التشارتر بين روسيا وتركيا، ومنع أرباب العمل الروس من توظيف أتراك وإعادة العمل بنظام تأشيرة الدخول بين البلدين".. هذه هي العقوبات الاقتصادية التي قررها الكرملين أمس السبت بحق تركيا، ردًا على إسقاط الطائرة، ولكن ما هي احتمالات الرد العسكري الروسي على تركيا؟
مقربون من المعارضة السورية، يأملون في أن روسيا لن تستطيع أن تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، رغم امتلاكها قوة عسكرية تفوق تركيا.
فبحسب موقع "غلوبال فاير باور" الذي يرصد حجم القوة العسكرية لدول العالم، فإن روسيا تتربع في المركز الثاني على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة، في حين تحل تركيا بالمركز العاشر، وتمتلك القوات الروسية في صفوفها أكثر من 760 ألف جندي مع ما يزيد على 15 ألف دبابة وقرابة عشرة آلاف مدفع من أنواع مختلفة، علاوة على قاذفات صواريخ متعددة الأشكال يزيد عددها عن 3700 آلية.
أما القوات التركية، فلديها ما يزيد عن 400 ألف جندي بالإضافة إلى أكثر من 3700 دبابة وأكثر من عشرة آلاف قطعة حربية أخرى بين آليات مدرعة ومدافع متعددة الأنواع، وتمتلك تركيا أيضًا أكثر من ألف طائرة من الأنواع القتالية والقاذفة والاعتراضية.
ورغم التفوق الواضح لروسيا وفق هذه البيانات، إلا أن بسام الملك، عضو الائتلاف السوري المعارض المقيم بالقاهرة يقول: "روسيا تسير على حد سكين بعد أزمة إسقاط الطائرة؛ لأنها تعلم أن خيارات الرد العسكري، لن تكون في صالحها".
ورغم أن تفوق ميزان القوى العسكرية الروسي، إلا أن تركيا تملك دعم "حلف الناتو"، وهو ما سيجعل روسيا تفكر ألف مرة قبل اتخاذ قرار الرد العسكري، بحسب الملك.
وأضاف: "إدراك تركيا لهذا الدعم، إضافة إلى إمكانية دعم المعارضة السورية على الأرض، هو ما جعل الرئيس التركي يحذر بوتين من اللعب بالنار في كلمة له بالأمس".
ويركز الباحث اللبناني المتخصص في الشأن التركي علي باكير في قراءته لهذا التحذير على "دعم المعارضة المسلحة"، كخيار تملكه تركيا، وقد يدفع روسيا إلى التفكير كثيرًا قبل اتخاذ أي خطوة عسكرية.
ويقول باكير المعروف بآرائه المساندة للمعارضة السورية والرافضة لنظام بشار الأسد: "تركيا تملك 910 كيلو متر من الحدود المشتركة مع سوريا، ولا يوجد ما يمنعها من دعم المعارضة المسلحة هناك إن فكرت روسيا في تهديد أمنها القومي".
وسبق وطلبت المعارضة السورية منذ بداية الأزمة السورية من تركيا والدول الغربية دعمها بمضادات الطائرات، حتى تستطيع مواجهة الضربات الجوية، وهو ما يجعل تلك المعارضة قادرة على مواجهة الطيران الروسي، إن زودتها تركيا بهذه المضادات، بحسب باكير.
ويضيف: "إذا حدث ذلك، فإن موسكو قد تلقى في سوريا مصيرًا مشابهًا لمصير الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، وهذا بالطبع لا يريده بوتين".
ما أشار إليه باكير والملك، أكد عليه أيضًا، بسام جعاره المعارض السوري المقيم في لندن، بل إنه ذهب إلى أبعد من ذلك، وقال في تغريده أمس السبت على حسابه بموقع "تويتر" أن "الرئيس التركي يعلن رسميًّا اليوم تقديم السلاح للفصائل المقاتلة".
وعبر المعارض السوري عن سعادته بهذا التطور في سلسة من التغريدات منها قوله: "ما عجزت روسيا عن تحقيقه خلال شهرين من القصف الجوي الوحشي لن تتمكن من تحقيقه في قادم الأيام .. الروس سيتألمون!".
ولم يتسن التأكيد من صحة ما ذهب إليه جعاره، كما لم تصدر أي جهة رسمية تركية تصريحات أو بيانات بشأن ذلك.
وتتأرجح التصريحات الرسمية التركية إزاء الحادث بين اللين والشدة، فالرئيس التركي الذي قال إن بلاده لن تعتذر عن إسقاط المقاتلة وحذر بوتين مما سماه بـ "اللعب بالنار"، هو نفسه الذي قال أمس (السبت) إن الحادث أصابه بالحزن وإن قمة المناخ في باريس الأسبوع القادم قد تكون فرصة لإصلاح العلاقات مع موسكو.
وأضاف في خطاب تليفزيوني في مدينة باليكشهير غرب تركيا: "المواجهة لن تسعد أحدًا، تركيا مهمة لروسيا بقدر أهمية روسيا لتركيا".