تعايش معها.. الميكروبات تبقى داخل جسدك لسنوات
دراسة مهمة تنصحك أن تحب جلدك كما هو، وأن تحب الميكروبات التي تعيش عليه؛ لأنك تقريبًا عالق مع أغلب هذه الميكروبات.
عندما عجز جوسه زاينر عن تحمل المشكلات الصحية التي يعاني منها، قرر إجراء تغيير جذري لنمط حياته، وحاول التخلص من كل ميكروب في أحشائه أو على بشرته، وسعيًا نحو تحقيق ذلك أجرى بعض التجارب التي كان من بينها الاستحمام في سائل مليء بميكروبات جلد صديقه السليم.
فشلت تجربة الاستحمام البكتيري، ولم تتغير الميكروبات الموجودة على جلده بعد هذه التجربة الطائشة، إلا أن هناك دراسة صغيرة الحجم أخذت عينات من 12 فردًا فقط على فترات مختلفة على مدى بضع سنوات ربما تشرح أسباب عدم حدوث هذا التغيير.
وفقًا لدراسة جديدة فالميكروبات الموجودة على جلودنا مرنة وصامدة على مر الوقت، وأوضحت الدراسة أن الميكروبات أظهرت تفضيلًا قويًا لأنواع محددة من الجلد، مثل المناطق الرطبة حول الأعضاء التناسلية، والمناطق الزيتية مثل القناة الخارجية للأذن أو المناطق الجافة مثل كف اليد.
لم تُشكل هذه النتائج مفاجأة؛ فالدراسات السابقة أوضحت أن ميكروبات الجلد تميل إلى أماكن محددة، ولكن الدراسة الجديدة وجدت دليلًا قاطعًا على أن الميكروبات تبقى على الجلد لفترة طويلة، وأظهرت بعض الأنواع والمناطق مرونة وقدرة على الصمود أكثر من غيرها.
وفي رسالة إلكترونية لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، قالت إحدى العالمتين المشاركتين في الدراسة جولي سيجري، إن استقرار المجتمعات الميكروبية لجلد شخص صحته جيدة لفترة تتجاوز من عام إلى عامين كان أمرًا مفاجئًا.
وأشارت إلى أنه على الرغم من التنظيف الروتيني للجلد والتعرض للعوامل البيئية خلال هذه الفترات الزمنية، إلا أن تركيب المجتمعات الميكروبية للجلد للفرد الواحد كانت ثابتة نسبيًّا.
كما أوضحت أن بعض المناطق مثل المناطقة الزيتية كانت أكثر تشابهًا على مر الوقت، بينما بعض المناطق الأخرى مثل القدم كانت أكثر اختلافًا على مر الوقت.
ربما يرجع تقلب حال القدم إلى عادات الملابس، حيث يرتدي أغلب البشر مجموعة من الجوارب والأحذية المختلفة بصورة دورية، ويسيرون بعض الأوقات حفاة القدمين، مما يعني أن القدم تقضي وقتًا كبيرًا في وضع ساخن في أنواع مختلفة من البيئات.
من جانبها، أوضحت العالمة الأخرى المشاركة هايدي هونج، أن معرفة وجود استقرار نسبي في الجلد الصحي سيكون أمرًا مهمًّا في المقارنة بين المجتمعات الميكروبية للجلد لدى المرضى، بالإضافة إلى احتمالية إعداد دراسات مستقبلية تستكشف إذا كان بالإمكان تغيير ميكروبات جلودنا.
العالمتان نصحتان بعدم القيام بأي محاولات فردية دون الحصول على الاستشارة مثل التي قام بها زاينر، وقالت سيجري إن المجتمعات الميكروبية توفر فوائد صحية هائلة، مثل مقاومة استعمار مسببات الأمراض بالإضافة إلى ضبط جهاز المناعة، لذلك يجب أن ندرك أن الميكروبات الأكثر ذاتية على بشرتنا وفي أحشائنا وفي أفواهنا هي ميكروبات صحية.
وأضافت سيجري أن البشر عبارة عن نظم بيئية تتكون من خليط من تريليونات الخلايا البشرية وتريليونات من الميكروبات، وما يحدد صحتنا هو تفاعل جميع الخلايا في أجسامنا.
بمعنى آخر، حاوِل أن تحب جلدك كما هو، وأن تحب الميكروبات التي تعيش عليه؛ لأنك تقريبًا عالق مع أغلب هذه الميكروبات.
aXA6IDMuMTQ0Ljg5LjQyIA== جزيرة ام اند امز