المعز لدين الله الفاطمي "حل أثري" للرويعي

المعز لدين الله الفاطمي يحل أزمة حي الرويعي التاريخي بالعتبة في القاهرة الذي شهد حريقا هائلا.. كيف؟

أهالي منطقة حي الرويعي العتبة بالقاهرة كانوا على موعد مع حريق هائل، حيث ارتفعت ألسنة اللهب لعدة أمتار مساء الأحد، واستمرت لأكثر من 24 ساعة متواصلة، ليتحول 240 محلا ومخزنا إلى ركام، إلى جانب الخسائر المادية التي قدرت بأكثر من 250 مليون جنيه.

وبعد أن حل البرد والسلام مكان الركام والرماد بات الحديث لا ينقطع عن ضرورة البحث عن حلول للمناطق التاريخية في القاهرة التي غزتها الأسواق الشعبية.

وفي هذا السياق، كشفت مصادر لبوابة "العين" عن اعتزام مصر تحويل منطقة الرويعي من منطقة تجارية إلى بزار سياحي يعمل على جذب السياح إليها والعمل على تطويره بشكل معماري يشبه تجربة شارع المعز لدين الله الفاطمي بحي الجمالية، بعد أن نجحت الحكومة المصرية في تحويل هذا الشارع في العام المنصرم من سوق تجاري تضم مئات البائعين والأكشاك المخالف إلى شارع أثري.

فشارع المعز لدين الله يضم أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم، وعددًا من المساجد الأثرية،‏ والمدارس‏، والقصور‏،‏ ومسجد السلطان برقوق، ومدرسة الظاهر بيبرس، وباب زويلة وغيرها من المعالم السياحية التي تم الاستفادة منها مؤخرا.

فيما تضم منطقة العتبة شارع محمد علي يعد مركزاً لتجمع والتقاء الموسيقيين، وكذا مركزًا ثقافيًّا كالمسرح القومي ومسرح الطفل ومسجد الكخيا وهو من المساجد الأثرية بالقاهرة، وبها أول وأعرق نقطة إطفاء في مصر، وغيرها من المعالم السياحية التي يمكن الاستفادة منها مثل بازارات لجذب السياح.

اللواء ممدوح عبدالقادر مساعد وزير الداخلية للحماية المدنية بالقاهرة السابق في حديثه لـ"العين"، أيد اقتراح تحويل منطقة الرويعي الواقعة غرب القاهرة إلى منطقة أثرية لجذب السياح في محاولة جادة من الدولة المصرية للقضاء على العشوائية بتلك المنطقة التي أصبحت مكدسة بالآلاف المحال والباعة.

وأشار إلى أن هناك فرصة كبيرة للدولة لاقتناصها بعد حريق الرويعي، فينبغي نقل الباعة إلى أسواق تجارية أخرى تكون مرخصة بدلا من العشوائية التي سادت المنطقة وحولتها إلى بؤرة للفوضى.

ومتفقا مع ما سبق أكد اللواء أبوبكر عبدالكريم مساعد وزير الداخلية للعلاقات والإعلام بوزارة الداخلية المصرية في تصريحات صحفية، أن الدولة تمتلك رؤية لإخلاء المنطقة التجارية الموجودة في قلب العاصمة، والعمل على توفير أماكن بديلة لها أكثر أمنًا لممارسة أعمالها التجارية.

وأعلنت محافظة القاهرة عن عزمها تطهير منطقة الرويعي من الباعة والبحث عن أماكن بديلة لهم، الامر الذي أغضب أصحاب المحلات المتضررين الذين اتهموا قوات الإنقاذ بالتقصير في الوصول متأخرًا إلى مكان البلاغ مما كبدهم خسائر فادحة.

ونفت وزارة الداخلية هذا الأمر جملتا وتفصيلا، مؤكدة سرعة الانتقال، وعللت انتشار كرات اللهب بصورة كبيرة بسبب تخزين مواد ساعدت على اشتعال النيران.