برنامج الفضاء الإماراتي.. اقتصاد تنافسي يعتمد على المعرفة والابتكار
البرنامج سيسهم في بلوغ الهدف الاستراتيجي للإمارات، والمتمثل في تحقيق اقتصاد تنافسي يعتمد على المعرفة والابتكار ويحفز النمو الاقتصادي.
توقعت دراسات رسمية أن ينعكس برنامج الإمارات في مجال الفضاء بآثارة الإيجابية على الاقتصاد الوطني خلال الفترة القادمة٫ وذلك من خلال تحقيق مميزات ستسهم في مجملها ببلوغ الهدف الاستراتيجي للإمارات والمتمثل في تحقيق اقتصاد تنافسي يعتمد على المعرفة والابتكار٫ وسيشكل محفزا جديدا للنمو الاقتصادي القائم على التنوع، والذي يعد أحد الأهداف الرئيسية لمئوية الإمارات 2071 التي تستهدف أن تكون الدولة الأفضل في العالم.
ويعد برنامج الفضاء الإماراتي الذي أطلق في عام ٫2017 أكبر خطة استراتيجية وطنية تهدف إلى دفع دولة الإمارات قدما في قطاع استكشاف الفضاء خلال المرحلة القادمة٫ اعتمادا على خطة طموحة تمتد لنحو 100 عام تتضمن إعداد رواد فضاء إماراتيين وبناء مجمع للأقمار الصناعية والوصول بمسبار الأمل إلى المريخ في عام 2021 وتنتهي ببناء مستوطنة بشرية على الكوكب الأحمر بحلول عام 2117.
وفي ظل الدور المحوري الذي سيلعبه برنامج الإمارات للفضاء في بناء كوادر وطنية محترفة في مختلف التخصصات ذات العلاقة بالقطاع٫ فإن ذلك من شانه أن يدفع الصناعات الفضائية إلى مركز الصدارة في قيادة عملية التنمية الشاملة في الدولة خلال السنوات الخمسين المقبلة، وعلى نحو يعزز من جهودها الهادفة لبناء الاقتصاد المعرفي القائم على الابتكار والإبداع.
وتضم قائمة المزايا الإيجابية لبرنامج الإمارات للفضاء الدور الكبير الذي سيلعبه في دعم سياسة التنويع للموارد الرافدة للاقتصاد الوطني، من خلال خلق مهارات علمية وقوة عمل ماهرة ونادرة للعمل في قطاع الصناعات الفضائية وهي السياسة التي تهدف للتحضير لمرحلة ما بعد النفط.
كذلك فإن من شأن برنامج الفضاء التشجيع على الإبداع لتطوير تكنولوجيا جديدة في شكل براءات اختراع خاصة بالقطاع على المستوى الوطني٫ وذلك إلى جانب الفائدة المتمثلة في حقيقة أن الصناعات الفضائية وما تقدمه من خدمات تعد من أهم المحركات الأساسية لرفع معدل النمو الاقتصادي.
أما على صعيد تنمية وتطوير الصناعات المحلية ودعم بناء صناعات جديدة٫ فإن الأنشطة المصاحبة للبرنامج الفضائي من تصميم وتصنيع واستثمار سيكون لها دور كبير في بلوغ هذا الهدف الذي يعد داعما رئيسيا للاقتصاد الوطني في الحصيلة النهائية.
ومن منظور الأمن القومي للدول فإن تكنولوجيا الفضاء بات لها دور مهم في النمو الاقتصادي وغدت جزءا لا يتجزأ من مقومات الحياة العصرية٫ حيث تدخل التطبيقات الفضائية في مختلف نواحي الحياة اليومية مثل الاتصالات والملاحة والبث الإعلامي ومراقبة الطقس والكوارث الطبيعية وغيرها من النواحي.
وتدير الإمارات حاليا 8 أقمار اصطناعية، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 10 أقمار خلال الشهور القليلة القادمة٫ إذ يتم استخدامها في الأغراض التجارية والعسكرية وتتوزع بين أقمار الاتصالات الفضائية والبث الإعلامي والمراقبة الأرضية والملاحة والمناخ.
وكما هو معروف فإن الفضل الأول في تطوير التقنيات الطبية الحديثة وتكنولوجيا التصوير والأنظمة الرقمية وعلوم الروبوت وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات يعود للأبحاث الفضائية، وهو الأمر الذي سينعكس بآثاره الإيجابية على الاقتصاد الوطني.
يشار إلى أن اهتمام الإمارات بقطاع الفضاء بدأ منذ عام 1997، وذلك من أجل بناء وتطوير الهيكل المؤسسي والتنظيمي للقطاع وتشييد البنية التحتية المتطورة وأنظمة الاستقبال ومعالجة البيانات والاستشعار عن بعد.