انتهاء التهدئة في حلب وداريا تنتظر المساعدات
التهدئة في مدينة حلب، شمال سوريا، انتهت فجر الخميس، تزامنًا مع استعداد مدينة داريا المحاصرة منذ 4 سنوات لاستقبال أولى المساعدات.
عادت الأوضاع إلى المربع الأول، فجر الخميس، في مدينة حلب في شمال سوريا بين قوات النظام والمعارضة المسلحة بعدما انتهت التهدئة المعلنة بين الطرفين من دون تمديد، تزامنًا مع استعداد مدينة داريا المحاصرة منذ 4 سنوات لاستلام أولى المساعدات الإنسانية.
وما زالت أصوات المعارك تسمع في أنحاء عدة من سوريا، مع غارات مكثفة للنظام على معقل الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وسيطرة تنظيم القاعدة وحلفائه على قرية علوية في وسط البلاد، بالإضافة إلى معارك بين مقاتلي المعارضة وتنظيم داعش في الجنوب.
وألحق التنظيم الإرهابي هزيمة بجيش النظام السوري خلال اليومين الماضيين، بقطعه طريقًا رئيسيًّا على النظام بين مدينتي تدمر وحمص بعد أقل من أسبوع على احتفالات النظام وحليفته روسيا باستعادة السيطرة على المدينة الأثرية.
في حلب، ثاني كبرى مدن البلاد، انتهى منتصف ليل الأربعاء-الخميس (الأربعاء 21:00 ت.غ) مفعول "نظام التهدئة" المؤقت الذي تم التوصل إليه قبل أسبوع بين الأطراف المتحاربة، من دون الاتفاق على تمديد في اللحظات الأخيرة على غرار مناسبتين سابقتين.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان ليلا إلى مقتل مقاتلين معارضين في غارة على حي الشعار في حلب.
وبحسب الدفاع المدني، قام سلاح الجو بإلقاء برميلين متفجرين على حي تسيطر عليه الفصائل المعارضة، من دون سقوط ضحايا.
وتم التوصل الى تهدئة حلب استنادا إلى اتفاق روسي أمريكي، وجاءت في إطار وقف الأعمال القتالية الذي بدأ تطبيقه في مناطق عدة في 27 فبراير/شباط، لكنه ما لبث أن انهار في 22 أبريل/نيسان في حلب حيث قتل نحو 300 مدني في غضون أسبوعين، ما فرض التهدئة.
"أفعال لا أقوال":
وسيكون النزاع محور اجتماع جديد في 17 مايو/أيار في فيينا لمجموعة دعم سوريا التي ترأسها الولايات المتحدة وروسيا.
ووعدت هاتان الدولتان بـ"مضاعفة الجهود" للتوصل إلى تسوية سياسية للحرب المعقدة المتعددة الأطراف بين نظام يريد استعادة الأراضي بدعم من الطيران الروسي، وفصائل مسلحة تراجعت قدرتها على التقدم ميدانيًّا، وتنظيمين إرهابيين (داعش وجبهة النصرة) متنافسين، إضافة إلى القوات الكردية التي أعلنت منطقة حكم ذاتي بالأمر الواقع.
لكن المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية، رياض حجاب، اعتبر أن "5 سنوات مضت والشعب السوري يموت. لم نعد نريد أقوالًا، بل أفعالًا من أصدقائنا".
وأضاف: "نأمل من الولايات المتحدة والفرنسيين والبريطانيين والألمان وغيرهم، أن يتحركوا على الأرض"، مطالبًا بمزيد من الأسلحة، وهو ما تسعى إليه المعارضة منذ بدء النزاع عام 2011.
وطالب حجاب بالحصول على أسلحة مضادة للطائرات لمواجهة القصف، داعيًا أيضًا إلى اتخاذ تدابير ضد النظام الذي يستفيد بحسب تعبيره من "ضوء أخضر للمضي بتجاوزاته".
" أولى المساعدات إلى داريا":
في محافظة حماة في وسط سوريا، سيطرت جبهة النصرة ومجموعات مسلحة متحالفة معها على بلدة الزارة العلوية.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلي النصرة وحلفاءها "خطفوا عائلات من الطائفة العلوية ومسلحين موالين للنظام".
وأشارت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) إلى أن "مجموعات إرهابية مسلحة تسللت إلى بلدة الزارة في ريف حماة الجنوبي وقام أفرادها بارتكاب مجزرة بحق الأهالي واختطاف عدد من الأطفال والنساء (...) وأعمال تدمير وتخريب وسلب".
وفي محافظة درعا الجنوبية، قتل 7 مدنيين بينهم طفلان جراء قصف للفصائل المسلحة وجبهة النصرة على بلدتي الشجرة وكويا اللتين يسيطر عليهما تنظيم داعش.
من جهة أخرى، أفاد المرصد السوري بشن قوات النظام 7 غارات استهدفت الخميس الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المسلحة في ريف دمشق.
وأعلن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا أن مساعدة دولية ستدخل الخميس للمرة الأولى منذ 2012 إلى مدينة داريا في الغوطة الغربية في ريف دمشق والتي يحاصرها الجيش السوري.
وقال بافل كشيشيك، إن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري والأمم المتحدة ستدخل، اليوم الخميس، المساعدة الإنسانية الأولى إلى مدينة داريا (...) منذ بدء الحصار (من قبل الجيش السوري) في نوفمبر/ تشرين الثاني 2012".
وتشكل داريا معقلا يرتدي طابعًا رمزيًّا كبيرًا للمعارضة لأنها خارجة عن سلطة النظام منذ 4 سنوات. وكانت المدينة على رأس حركة الاحتجاج على نظام الرئيس بشار الاسد التي بدأت في مارس/آذار 2011.
وخسرت المدينة المدمرة بشكل شبه كامل اليوم 90% من سكانها البالغ عددهم 80 ألف نسمة، ويعاني الذين بقوا فيها من نقص خطير في المواد الغذائية ونقص التغذية.
aXA6IDE4LjE5MS4yMzcuMjI4IA== جزيرة ام اند امز