ارتفاع متوسط سعر كيلو الدواجن بنحو 25% عن الشهور الماضية، نتيجة لتراكمات عدة أبرزها ارتفاع سعر الدولار.
يبدو أن ارتفاع أسعار السلع قبيل شهر رمضان لا يزال يلاحق المصريين من كل الاتجاهات، فبعد أزمة ارتفاع سعر "الأرز" الأخيرة لأكثر من 40%، جاءت مشكلة أخرى خاصة بالثروة الداجنة بظهور فيروس يتسبب في نفوق كميات كبيرة منها في مزارعها، ومن ثم تقل الكميات المطروحة بالأسواق مما يسهم في ارتفاع أسعاره.
وكشفت تقارير بيطرية في مصر عن أن الفيروس المنتشر يسمى (IP) ويهدد كميات كبيرة من الثروة الداجنة في مصر، خاصة بعد انتعاشتها في الأسواق المصرية مؤخرا بحجم استثمارات بلغ 30 مليار جنيه، واستيعابها لقوة 2.5 مليون عامل في هذا المجال.
وبلغ متوسط سعر كيلو الدواجن في مصر 22 جنيها أو أكثر بزيادة تصل إلى 4 جنيهات عن الشهور الماضية، نتيجة لتراكمات عدة أبرزها ارتفاع سعر الدولار الذي قلص من استيراد اللقاحات الخارجية حيث إن مصر تعتمد على استيراد معظم اللقاحات من الخارج وأبرزها لقاح (ILT) الذي اختفى من المنافذ البيطرية مؤخرا.
الأعلاف بدورها أحد أسباب ارتفاع أسعار الأعلاف نتيجة ارتباطها بالاستيراد في ظل نقص الدولار وارتفاع قيمته أمام الجنيه.
يقول مدحت زعيتر، صاحب مزرعة دواجن، إن نسبة الإصابة بالمرض تزداد في الدواجن عند عمر الـ25 يوما، لكن قبل ذلك لا تظهر أي مشكلات عليها وتكون نسبة النفوق طبيعية إلى حد ما، لكن مع بداية نضوج الدجاجة تزيد نسبة النفوق بشكل عشوائي وهو ما دفعنا للاستعانة بأطباء بيطريين والذين كشفوا بدورهم عن ظهور فيروس (IP) مجددا، والذي ضرب سوق الدواجن في عام 2011 وقضى على 40 % منه تقريبا.
وأبدى "زعيتر" في حديثه لبوابة "العين" الإخبارية مخاوفه من تفاقم الأزمة، خاصة مع ارتفاع أسعار الأمصال واللقاحات، فضلا عن عدم توافرها، محذرا من انهيار الصناعة بالكامل في حال عدم تدخل وزارة الزراعة المصرية حتى لا نضطر إلى إيقاف النشاط، ويصبح المستهلك فريسة للمتحكمين في الأسعار والمحتكرين للأسواق.
عيد حواش، المتحدث باسم وزارة الزراعة المصرية، بعث رسائل تطمينية للمزارعين والمستهلكين قائلا: نسبة الإصابات بفيروس (IP) ضئيلة جدا، ووزارة الزراعة أعدت خطة للسيطرة عليه، مشيرا إلى أن ارتفاع الأسعار يرجع إلى عوامل أخرى وليس للفيروس أي تأثيرات على الأسعار.
وأضاف حواش لـ"العين" أن وزير الزراعة المصري الدكتور عصام فايد أمر بتشكيل فرق كشفية وبحثية لرصد مواطن فيروس (IP)، وتبين أن الإصابات توجد بنسب لا تسبب أزمات فضلا عن انتشارها في المناطق العشوائية التي تحتوي مزارع للدواجن غير مرخصة فقط.
وأرجع المتحدث باسم الزراعة المصرية ارتفاع أسعار الدواجن أو نقص الكميات بها إلى العوامل المناخية (ارتفاع درجة الحرارة) فضلا عن عدم وجود نظم حديثة في التربية، لافتا إلى أن مزارع كثيرة ليس بها تكييفات لضبط درجات الحرارة اللازمة، ومن الطبيعي ظهور حالات نفوق لهذا السبب.
وتستورد مصر 40 مليون طن من الدواجن البيضاء سنويا، فيما يبلغ الإنتاج المحلي 680 مليون طن من الدواجن شهرياً، وهو أقل من المستهدف، حيث يسعى القائمون على الصناعة الداجنة للوصول إلى قدرة إنتاجية تقدر بـ 2 مليار دجاجة فى العام لتفادي الزيادة السعرية المتوقعة وإجبار الأسواق المحلية على الاستقرار، وذلك بحسب الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس الشعبة العامة للدواجن بالغرفة التجارية.
وتوقعت الغرفة التجارية في اجتماعها، الأربعاء، زيادة أسعار الدواجن خلال الفترة المقبلة بسبب زيادة الاستهلاك في شهر رمضان، مشيرة الى أن تربية الدواجن في مصر تحتل الترتيب الخامس فى الثروة الحيوانية، وأن أصول هذه الثروة تقدر بنحو 50 مليار جنيه.
وقال رئيس شعبة الدواجن، في بيان صحفي له عقب الاجتماع، إن الضرورة الملحة لحماية قطاع الثروة الداجنة يتمثل فى إعادة تأسيس بورصة لها، مؤكداً أن الغرفة التى كانت موجودة كانت تهدف للتخديم على شخص معين وتسوق منتجات محافظة واحدة فقط، وهو ما تسبب في إحداث ضرر مباشر على القطاع، مشددا على أن هذه البورصة يجب أن تتضمن (البط، الحمام، الأوز، الحمام، الرومي) بجانب الدواجن.
aXA6IDE4LjE5MS4xNDQuMTUg جزيرة ام اند امز