جوتيريس يدعو مجلس الأمن لمحاسبة المسؤولين عن كيماوي دوما
الأمين العام للأمم المتحدة أكد أن استخدام الأسلحة الكيماوية يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي.
حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، الجمعة، من أن التوتر المتصاعد بين القوى الكبرى قد يفضي إلى "تصعيد عسكري شامل" في سوريا، داعيا مجلس الأمن الدولي إلى "التحرك بمسؤولية في هذه الظروف الخطيرة".
وقال جوتيريس، في جلسة طارئة أمام المجلس بشأن الأزمة في سوريا، إن "زيادة التوتر وعدم القدرة على التوصل إلى حل وسط بشأن إنشاء آلية للمحاسبة يهدد بتصعيد عسكري شامل".
ودعا جوتيريس مجلس الأمن لتحمل مهماته للاتفاق على آلية واضحة لتحديد المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيماوية، مشيرا إلى أنه يجب محاسبة المسؤولين عن استخدام السلاح الكيماوي.
وأضاف جوتيريس: "ندعم بقوة مهمة فريق منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في سوريا، ذلك أن استخدام الأسلحة الكيماوية يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي".
وأكد جوتيريس أن السوريين تعرضوا لانتهاكات جسيمة كالنزوح القسري والتعذيب والانتهاكات الجنسية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن نؤكد ضرورة حل الأزمة السورية من خلال الحوار وقرارات الأمم المتحدة.
من ناحيتها، أكدت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هايلي ضرورة عدم التسرع في التحرك عسكريا في سوريا، لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أنه "في وقت ما يجب القيام بشيء ما" حيال هذا الملف.
وقالت هايلي في كلمتها خلال الجلسة إنه يجب "عدم التسرع في قرارات كهذه"، مضيفة أن التسرع يؤدي إلى "ارتكاب أخطاء. نحن بانتظار المعلومات لاتخاذ القرار النهائي بشأن سوريا".
وأوضحت أن استخدام السلاح الكيماوي انتهاك مطلق للقانون الدولي، مشيرة إلى أن روسيا تجاهلت التهديد الحقيقي للأمن الدولي وهو استخدام مثل هذا السلاح في سوريا.
وأكدت هايلي أن روسيا هي التي دافعت عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد واستخدامه المستمر للسلاح الكيماوي، موضحة أن الأسد استعمل السلاح الكيماوي 50 مرة على الأقل وهناك تقديرات تصل إلى 200 مرة، ذلك في الوقت الذى استخدمت فيه روسيا الفيتو 12 مرة لحمايته.
وفى السياق نفسه، طالبت مندوبة بريطانيا بالأمم المتحدة كارين بيرس بضرورة محاسبة المسؤولين عن استخدام الكيماوي في سوريا.
وقالت بيرس إن "النظام السوري وباحتمال كبير هو المسؤول عن هجوم دوما الكيماوي"، مضيف " سنستمر بالتشاور مع حلفائنا للرد على استخدامه".
من جهته، قال المندوب الفرنسي فرانسوا ديلاتر إن النظام السوري وصل إلى نقطة اللاعودة، وإن فرنسا ستتحمل مسؤوليتها لإنهاء التهديد الخطير غير المقبول للأمن الجماعي.
وأشار ديلاتر إلى أن الحكومة السورية انتهكت كل القوانين وأصبحت تشكل خطرا على المجتمع الدولي، مطالبا الأمم المتحدة بـ"وقف التصعيد الكيميائي السوري".
على صعيد متصل، أعلن السفير الروسي لدى الامم المتحدة فاسيلي نيبنزيا أن "كل ما يهم الغرب هو إسقاط الحكومة السورية"، محذرا من أن التحرك العسكري لواشنطن في سوريا قد يقضي على كل الجهود الدبلوماسية لحل أزمة سوريا.
وقال السفير الروسي متسائلا عن المشروعية الدولية لشن ضربات عسكرية محتملة على سوريا "لماذا تزرعون الفوضى في الشرق الاوسط؟. وحده مجلس الأمن يملك سلطة اتخاذ إجراءات" ضد سوريا إذا تأكد استخدام السلاح الكيماوي.
وأضاف نبينزيا أن التهديد بحملة ضد سوريا انتهاك للقانون الدولي، مشيرا إلى أن وجود روسيا في سوريا جاء بطلب من الحكومة السورية لمحاربة الإرهاب.
وأوضح المندوب الروسي "نحذر من تكرار سيناريوهات العراق وليبيا في سوريا، ذلك أن مزاعم استعمال الكيماوي في دوما غير مؤكدة وخبراؤنا لم يجدوا أي دليل على ذلك".