رحلة العائلة المقدسة.. وتدشين أقدم كنيسة في العالم
ندوة علمية عن الأهمية الحضارية والتاريخية لرحلة العائلة المقدسة إلى مصر تكشف عن تدشين أقدم كنيسة في العالم وهو دير المحرق بأسيوط
لم تكن الرحلة التي قطعتها العائلة المقدسة بطول 1033 كم من فلسطين وحتى دير المحرق بوسط مصر، في محافظة أسيوط، إلا تكريما وبشارة لمصر التي اختارتها العناية الإلهية العائلة المقدسة لتكون هي البلد الوحيد الذي زارته العائلة المقدسة، فلم تزر إلا مصر ولم تذهب لأي مكان آخر في العالم، وذكرت مصر في نبوءات في العهد القديم في أشعياء النبي ثلاث مرات؛ منها "مبارك شعبي مصر".
في ندوة علمية نظمتها لجنة الآثار بالمجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة، أمس السبت، برعاية وزير الثقافة المصري حلمي النمنم، عن "رحلة العائلة المقدسة"، كُشفت تفاصيل مثيرة، تاريخية وأثرية، عن احتضان مصر لأقدم كنيسة في العالم، بدير المحرق بأسيوط بصعيد مصر والتي تعد آخر محطات هذه الرحلة.
وقال مقرر لجنة الآثار بالمجلس الأعلى للثقافة الدكتور محمد عبدالهادي، إن العائلة المقدسة قطعت نحو ألفي كيلومتر ذهابا وعودة داخل البلاد، كما قضت بها ما يزيد على 3 أعوام، وهي رحلة تهم المسيحيين والمسلمين لقيمتها الإنسانية الحضارية وارتباطها بمواقع باركتها العائلة المقدسة ولها مكانة خاصة بين أهل مصر.
وتناولت الندوة الأهمية الحضارية والدينية والسياحية لمسار العائلة المقدسة؛ إذ كشف الأب فليكسينوس المحرقي، أحد رهبان دير المحرق بأسيوط، أن كنيسة السيدة العذراء الكنيسة القديمة بالدير، هي البيت المهجور الذي عاشت فيه العائلة المقدسة وبقي على مساحته كما هو حتى الآن، وبذلك فهي تعد أقدم كنيسة في العالم.
وتابع "حين تحول هذا البيت في العصر المسيحي المبكر إلى كنيسة تم عمل التقاسيم والحواجز المناسبة لطقس الكنيسة، فتم عمل الشرقية منها وعلى جانبيها حجرتان، والتقاسيم الشمالية لملابس الكهنة دون باب يفتح على صحن الكنيسة، والجنوبية لخدمة الشماسة"، لافتا إلى أن "هيكل الكنيسة" تميز بمذبح حجري والمعروف لدى علماء الآثار باستخدامه منذ عصر مبكر، وهو ذلك الحجر الذي جلس السيد المسيح وفقا للتقليد.
وتطرق الدكتور علي عبدالمطلب، أستاذ الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة القاهرة، في ورقته البحثية للخصائص الجيولوجية للكهوف الكارستية بمنطقة دير مير القريبة من دير المحرق، مطالبا بضرورة وجود جيولوجي في كل عمل أثري.
فيما قالت الدكتورة شروق عاشور، أستاذ الآثار الإسلامية والمسيحية، إن هناك العديد من المخطوطات عن تلك الرحلة، منها ما هو مسجل بمكتبة الفاتيكان، والمكتبة الأهلية بباريس بها مخطوطان يعودان للقرن الرابع الميلادي، ومخطوط بدير المحرق تاريخه يعود لعام 338م، وكتابات الأب يوساب في القرن السادس والسابع الميلادي، وكتابات الأحباش ممن سكنوا دير المحرق في القرنين 14 و15 الميلاديين.
وأضافت أن ورقتها البحثية تطرقت لمحطات الرحلة من سيناء حتى دير المحرق، مطالبة بحسن استغلال محطاتها وتنمية المجتمعات المحيطة بها في جبل النطرون، غرب القاهرة.
وعرض خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان في ورقته البحثية الأهمية الحضارية والأثرية لمحطات رحلة العائلة المقدسة من رفح إلى الفرما بشمال سيناء، مؤكدا أن الاحتفالية رسالة لكل أهل مصر بضرورة استثمار محطات الرحلة سياحيا.
وأشاد الدكتور عبدالعزيز صلاح أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة وخبير التراث العالمي بجهود وزارة الآثار في السعي لتسجيل محطات الرحلة، تراث عالمي باليونسكو، وكذلك اشتراك جمعية المحافظة على التراث المصري في جمع المادة العلمية لتوثيق الرحلة، وناشد رهبان الدير بتقديم كل ما لديهم من وثائق خاصة برحلة العائلة المقدسة.
aXA6IDMuMTQ1LjcuMjUzIA== جزيرة ام اند امز