حرب إسرائيلية على أثير الانتفاضة.. وإذاعيون لـ"العين": الإغلاق لن يكممنا
الاحتلال يلاحق إذاعات محلية فلسطينية
إسرائيل تشن حربًا على الإذاعات الفلسطينية، حيث أغلقت بعضها وهددت الأخرى، بينما يقول إذاعيون لـ"العين" أن الإغلاق لن يكمم أفواههم.
"لن يثنينا إغلاق الإذاعة عن مواصلة أداء واجبنا الإعلامي تجاه وطننا.. ولو أغلقوا إذاعاتنا واحدة وراء الأخرى سنبثّ من الشارع"، هذا ما يؤكده الإعلامي الفلسطيني طلب الجعبري، مدير إذاعة "دريم" المحلية، التي أغلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلية فجر اليوم (الأحد).
"دريم" هي ثالث إذاعة تغلقها قوات الاحتلال من بين عشر إذاعات محلية تبث من محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، يتهددها جميعا الإغلاق واحتجاز أجهزة البث وكل المعدات؛ بحجة بثها أغاني ثورية تحرض الفلسطينيين على الانتفاض ضد الاحتلال.
مجموعة من جنود الاحتلال داهمت فجرًا مقر إذاعة "دريم" في منطقة دائرة السير وسط الخليل، وفجرت الأبواب الخارجية للإذاعة، وصادرت الأجهزة والمعدات من الإذاعة بما فيها جهاز البث، مما أدى إلى وقف بث الإذاعة.
قرصنة إسرائيلية
كان اليوم هو الأبرز في استهداف الإذاعات المحلية، فإلى جانب إغلاق "دريم" حذرت قوات الاحتلال إذاعتي " ONE" التي تبث من الخليل أيضا، و"ناس" من جنين شمال الضفة، بإغلاقهما؛ إذا لم توقفا ما تسميه "التحريض".
التهديد الإسرائيلي يطال كل الإذاعات ووسائل الإعلام الفلسطينية، حسبما أوضح الجعبري، بقوله: "رئيس الارتباط العسكري الإسرائيلي هدد بإغلاق كل الإذاعات المحلية العاملة في الضفة الغربية إذا واصلت ما يدعيه أنه عمليات تحريض".
لم تردع التهديدات الإسرائيلية الجعبري ومجموع الإعلاميين الفلسطينيين، إذ يؤكد لـ"العين" أن ما قام به الاحتلال هو عملية قرصنة وسرقة ووقف البث لستة أشهر "لن تثنينا عن مواصلة أداء واجبنا المهني والوطني مهما كلّف الأمر من تضحيات".
إغلاق إذاعات الخليل يأتي في سياق سلسلة إجراءات عسكرية وأمنية تتخذها قوات الاحتلال بدعم من المستوى السياسي والأمني الإسرائيلي في محاولة لوقف الانتفاضة في الأراضي الفلسطينية، وفي الخليل خصوصا التي تشهد حضورًا بارزًا لفعاليات الانتفاضة، ويبرز ذلك في حجم العمليات الفدائية التي ينفّذها أبناء المدينة، وفي عدد شهداء المدينة الذي يصل إلى نحو 35 شهيدًا من بين شهداء الانتفاضة الـ105.
وشدد الجعبري على أن طاقم إذاعته "لن يستسلم لقرار الاحتلال" وسينطلق من يوم غد للعمل من إذاعة أخرى في الخليل، متحديًا الاحتلال "بالعمل من الشارع إن نفّذ تهديده وأغلق الإذاعات المحلية".
وتفتح 60 إذاعة محلية تعمل في المحافظات الفلسطينية المختلفة موجات بث لنقل مجمل أحداث الانتفاضة واعتداءات قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، ويتخلل تلك الموجات بث أغاني وطنية تعمل على رفع الروح الوطنية لدى المواطنين.
وتضيق إسرائيل ذرعًا بوسائل الإعلام الفلسطينية، ومن مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات الحديثة، ولمواجهة ذلك جندت طاقمًا يضم مئات الخبراء لمواجهة الصفحات الفلسطينية على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.
إخراس الإعلام
ويعتقد الإعلامي أمجد شاور، مدير راديو الخليل، الذي أغلقته قوات الاحتلال قبل أسبوع، أن إسرائيل ترمي من وراء حربها على الإعلام الفلسطيني، خصوصًا الإذاعات إلى "تغييب الرواية الفلسطينية لصالح الرواية الإسرائيلية المزيفة".
ويؤكد شاور لـ"العين" أن محاولات الاحتلال إخراس الإعلام الفلسطيني ستفشل بصمود الإعلاميين الفلسطينيين في جبهة الإعلام، وأضاف: "نحن نتحرك في كل اتجاه لفضح انتهاك الاحتلال لحريات العمل الصحفي، ولن نترك حقنا المكفول في كل المواثيق والقوانين والأعراف".
كتاب التهديد الذي أرسلته قوات الاحتلال عبر الفاكس إلى إذاعة "ONE" جاء فيه أنها ستوقف البث للإذاعة "لأنها تبث مواد تحريضية تطالب بإلحاق الضرر بالإسرائيليين والجنود، وهو مخالف للوائح قوانين الاحتلال المعمول بها".
ويقول نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين د. تحسين الأسطل، إن إغلاق الإذاعات المحلية، واستهداف الصحفيين الفلسطينيين، يؤكد أن هناك ممارسة ممنهجة لإسكات الإعلام الفلسطيني، وهذا "جزء من حملة منظمة لطمس الرواية الفلسطينية عن العالم، وللتغطية على ما تقترفه قوات الاحتلال من جرائم في حق الفلسطينيين".
ويضيف الأسطل لـ"العين": "نعمل في النقابة وبدعم من الاتحاد الدولي للصحفيين على مقاضاة المسؤولين الإسرائيليين في محكمة الجنايات الدولية على ما اقترفوه بحق الإعلاميين الفلسطينيين".
ويتابع: "كذلك طالبنا بطرد اتحاد الصحفيين الإسرائيليين من المنظمات الدولية، ومعاقبة الصحفيين الإسرائيليين على دورهم التحريضي الواضح ضد الإعلام الفلسطيني، فضلًا عن دعوتنا كل المسؤولين الفلسطينيين والعرب إلى مقاطعة الإعلام الإسرائيلي".
وتسجل إحصائية نقابة الصحفيين أكثر من 150 اعتداءً إسرائيليًّا ضد الصحفيين الفلسطينيين خلال شهرين فقط (منذ اندلاع انتفاضة القدس الحالية)، ويعتبر الأسطل عدد الاعتداءات ضد الصحفيين "كبيرًا جدًّا" نظرًا إلى الفترة القصيرة التي جرت فيها الاعتداءات.
بدورها استنكرت الحكومة الفلسطينية بشدة إغلاق الاحتلال إذاعة "دريم"، وقالت على لسان المتحدث باسمها د. إيهاب بسيسو، إن استهداف سلطات الاحتلال وسائل الإعلام الفلسطينية من أجل قمع حرية التعبير والحقيقة ومنع نقل الرسالة الفلسطينية، هو جزء من مسلسل الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق شعبنا وأرضه وممتلكاته التي تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم بشكل يخالف كل الأعراف والاتفاقات الدولية.
وأكد بسيسو أن "انتهاكات الاحتلال لوسائل الإعلام الفلسطينية وللعاملين فيها يتزامن مع استمرار تحريض الإعلام الإسرائيلي والمستوى الرسمي، والذي ينعكس في شكل جرائم تُرتَكَب من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال بحق شعبنا".
aXA6IDMuMTM3LjIxOC4xNzYg جزيرة ام اند امز