التراث الإماراتي يمد جسوراً للتواصل الحضاري في موسم طانطان
زيارة خاصة لسلطان بن حمدان آل نهيان
تستمر فعاليات موسم طانطان الثقافي بمدينة طانطان جنوب المملكة المغربية بنجاح يعكس شعار الفعالية "ملتقى مغرب التنوّع"
تستمر فعاليات موسم طانطان الثقافي بمدينة طانطان جنوب المملكة المغربية بنجاح يعكس شعار الفعالية "ملتقى مغرب التنوّع"، وتعكس المشاركات الإماراتية الغنية تاريخ وثقافة وتراث الإمارات، وإبداعها في المجالات الثقافية والفكرية والفنية والأدبية.
وكانت منظمة اليونيسكو قد صنفت الموسم من ضمن "روائع التراث الشفهي واللامادي للإنسانية" في 2005 وسجلته سنة 2008 بالقائمة الممثلة للتراث الثقافي اللامادي للإنسانية
وكان الشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان مستشار رئيس الدولة رئيس اتحاد سباقات الهجن قام بزيارة جناح الإمارات في موسم طانطان الثقافي الذي يقام برعاية الملك محمد السادس في دورته الثانية عشرة.
واطلع الشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان على فعاليات الخيمة التراثية الإماراتية التي تضم ورش عمل للحرف، وعروضا للملابس الشعبية والحلي الإماراتية والطبخ بمساهمة من الاتحاد النسائي العام، ومعرضا للكتاب ومعروضات تراثية وجناحا للمجموعة العلمية المتقدمة في مجال الإبل وعروض للسدو، كما زار باقي أجنحة موسم طانطان الثقافي في ساحة السلم والتسامح التي تعكس الأبعاد الثقافية والتراثية والحضارية للصحراء المغربية.
وأشاد مستشار رئيس الدولة بالعلاقات الأخوية المتينة التي تربط بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية الشقيقة تحت القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وأخيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية التي تشهد تطورا نوعيا وملموسا في مختلف المجالات، بما يحمل بشائر الخير وآمالا واعدة لمستقبل التعاون الإماراتي المغربي، حتى يظل دائما نموذجا للتعاون العربي ـ العربي الناجح والأمثل، معتبراً أن مشاركة الإمارات في موسم طانطان الثقافي تؤكد حرص الدولة على الارتقاء بمستوى علاقتها وتعاونها مع المملكة المغربية الشقيقة في مختلف القطاعات، وضمنها المجال الثقافي والتراثي لوجود قواسم مشتركة بين الشعبين الشقيقين، وأضاف أن الإمارات حريصة على المضي قدما في رفع مستوى التعاون الثنائي مع الأشقاء المغاربة بما يرقى إلى مستوى تطلعات القيادة الرشيدة في البلدين.
ومن جانبه، أشاد سعادة محمد فاضل بنيعيش رئيس مؤسسة "الموكار" والسفير المغربي بإسبانيا بزيارة الشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان، واعتبر أن هذه الزيارة تؤكد حرص القيادة في الإمارات على تمتين وتعزيز أواصر التعاون والأخوة مع المملكة المغربية، وقال إن اللجنة المنظمة لموسم طانطان ترحب بجميع المبادرات من الإمارات التي من شأنها تعزيز وإغناء الحضور الثقافي للمهرجان وجعله جسرا دائما للتواصل الحضاري والثقافي بين البلدين الشقيقين.
التغرودة الإماراتية تومض بأنوارها الحضارة الاماراتية
تشارك دولة الإمارات العربية في موسم طانطان في دورته 12، مستحضرة تراثها وتقاليدها المتجسدة في عمق الصحراء الإماراتية، حيث كان لحضور العنصر التراثي الإماراتي كفن التغرودة الإماراتية فرصة للتلاقح الثقافي وفتح المجال للتعريف بعناصر التراث الإماراتي وحضوره في المكون الثقافي للبلد الأصل والمضيف.
وأكد أحد مسؤولي الجناح الإماراتي على أن مشاركة كافة عناصر التراث الاماراتي بموسم طانطان في دورة 2016، مناسبة للتعريف بتاريخ وثقافة وجذور الدولة الراسخة، دون تعارض بين وسائل الحضارة الحديثة والبحث عن كل جديد في التكنولوجيا والحضارة المعاصرة وأصالة الموروث، وحضور التغرودة الإماراتية للمرة الثالثة على التوالي لموسم طانطان، جاء لأجل التعريف بأحد أهم الأنماط الشعرية الشفهية المصنف ضمن التراث الشفهي العالمي.
حيث لاقت التغرودة الإماراتية اهتماما واضحا من قبل زوار الجناح الإماراتي المقابل لساحة السلم والتسامح، وتعتبر التغرودة فنا شعريا طريفا لا يتطلب بالضرورة حضور ملكة الشعر كما هو متعارف عليه، لكنه يتطلب الموهبة الفردية .
وقال شاعر الربابة حسين بن مساعد إن تمكنه من هذا الفن تطلب عدة سنوات عمل فيه على صقل موهبته وتشربه التغرودة بكل صبر حتى بات يتمتع بالموهبة في هذا المضمار، مشيراً أن مثل هذه المناسبات فرصة لتبادل التجارب والتفاعل المشفوع بحفظ التراث، وفرصة للارتقاء أكثر بالعلاقات بين البلدين على المستوى الثقافي وتكريس العناصر المشتركة بين تراثي المغرب والإمارات.
كما أشار حسين بن مساعد إلى أن التغرودة تبدأ على مهل، فالسرعة تتغير مشيا ثم هرولة فجريًا، وهي ليست إلا إيقاعات يهمز بها راكب الإبل ناقته لحثها على المسير، مؤكداً أن المطية تطرب للتغرودة وتتفاعل معها.
ومن جهته اعتبر الشاعر النبطي عبيد بن قذلان المزروعي، أن التغرودة مرتبطة عضويًا بثقافة الإبل، وتتعدى أغراض التغرودة عنصر التسلية والمؤانسة في لظى القفار ولهيب الصحراء، إلى اعتبارها بريدًا ومرسالاً بين الأحبة والأصدقاء وكل أفراد المجتمع البدوي، كما أكد على أن التغرودة حاضرة في المدح والهجو كما هي حاضرة في الأهازيج والانتصارات.
وأضاف أن المستفيد الأكبر من وجود عناصر تعريفية بالتراث الإماراتي كالتغرودة بموسم طانطان هو كسب وربح كبير للهوية الوطنية وتكريس لها في جو عالمي صعب وغير آمن يكسح كل مقومات وجود هذه الأمة.
كما أن تواجد فن التغرودة في موسم طانطان أعطاه جاذبية ونكهة متميزة حيث تفاعل الزوار مع شاعر الربابة الذي تنقل من خيمة الضيافة إلى الساحة التي تتوسط مكان الخيم الموضوعاتية حتى يكون قريبًا أكثر منهم.
ويكمن سر حب الناس للتغرودة في أنها كانت حاضرة بعفوية وقوة في حياة الناس وتعكس همومهم وانشغالاتهم، وتتناول جوانب كثيرة من مناخ الحياة اليومية للإماراتيين من السياسة إلى الاحتفالات العامة، إلى مجالس السمر والأعراس، وتصل بسرعتها إلى مسابقات الهجن.
والتغرودة فن شعري يرتبط بعناصر الصحراء والإبل والخيمة، وأصبح اسمه مقرون بها، وقال شاعر الربابة حسين مساعد، إن تغرودة الهجن يغنيها الشاعر فوق ناقته ويجيبه الآخر في تناوب بإضافة بيت آخر، وغالبا ما يتم تدوير أبيات التغرودة بين أكثر من مؤدٍّ.
إصدارات أكاديمية الشعر والمكتبة الوطنية تحط رحالها في صحراء طانطان
من جهة ثانية تشارك كل من أكاديمية الشعر والمكتبة الوطنية بعرض بعض من إصداراتهم من الكتب الشعرية والثقافية التراثية الإماراتية، إلى جانب مختلف المجالات مثل المعرفة والفكر والعلوم والآداب والثقافة العامة والموضوعات التاريخية والجغرافية والقصص، بهدف تشجيع القراءة وتعزيز قيم المعرفة، وتعرض أكاديمية الشعر ما يقارب 150 من إصداراتها التي تتمثل في مجالات الشعر والأدب والبحوث والدراسات النقدية والتحليلية، منها 27 إصداراً جديداً تمّ إنجازه هذا العام.. وتعرض المكتبة الوطنية ما يقارب 50 إصدارا لها.
aXA6IDMuMTQ1LjExMC45OSA= جزيرة ام اند امز